يعتبر مرض قصور القلب الانقباضي أحد أهم صور فشل عمل القلب الذي يتم من خلاله القيام بتصنيف عمل ووظائف القلب بشكل دقيق. الجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية تعد أكثر خطورة على الرغم من تطور الطرق العلاجية التي أحرزت تقدما كبيرا في جميع المجالات المرضية. في العموم سنتعرف اليوم على مرض قصور القلب الانقباضي بمزيد من التوضيح مع القيام بذكر أهم أسباب حدوثه وطرق علاجه وكيف نسنطيع التعامل معه بشكل سليم وصحي؟.
قصور القلب الانقباضي
عادة، تسمى الفترة الزمنية من بداية نبضة واحدة حتى بداية اليوم التالي دورة نشاط القلب حيث يكون لكل دورة مرحلتان، آلا وهما:
- المرحلة الانقباضية (مرحلة الانقباض): هي المرحلة التي تنقبض فيها عضلة القلب بشكل حاد لطرد الدم إلى الشرايين ومن ثم إلى جميع أعضاء الجسم الأخرى.
- المرحلة الانبساطية (مرحلة الاسترخاء): حيث يحدث هنا تمدد وتوسع في عضلة القلب لبدء عملية تحميل الدم من الأوردة إلى البطينين. ومن بعد عملية ملء البطينين مباشرة، يتم إستئناف مرحلة الانكماش.
أما بالنسبة لقصور القلب الانقباضي فهو عبارة عن حالة يتم تحديدها عندما تضعف وظيفة ضخ القلب، مصحوبة بخاصية الكسر القذفي EF أقل من 40٪. فيجب العلم أن هذا الوضع المرضي يقلل من كمية الدم الذي يتم ذهابه تحت مسمى الدورة الدموية لتغذية الجسم حيث يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه بشكل فوري.
أعراض الاصابة بـ قصور القلب الانقباضي
قد تظهر أعراض الاصابة بمرض قصور القلب الانقباضي تدريجيا أو فجأة والتي من الوارد حدوثها مع المجهود البدني. في ذلك الوقت، عادة ما يكون لدى المريض بعض الأعراض والمظاهر التالية:
- ضيق الصدر والتنفس، خاصة خلال فترات الليل.
- السعال المطول أو السعال مع البلغم الرغوي الوردي.
- ضعف الحالة البدنية والجسمانية حتى عند النوم والاستلقاء.
- حدوث تورم في القدمين أو الكاحلين أو الساقين.
- زيادة الوزن المفاجئة.
- سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- الدوخة والصداع وضعف اليقظة بسبب نقص كمية الدم في الدماغ.
- زيادة وتيرة التبول الليلي.
- فقدان وضعف الشهية.
- الغثيان.
أسباب الاصابة بـ قصور القلب الانقباضي
يمكن رؤية ضعف وظائف القلب عند حدوث الإصابة بعدد من الأمراض ومن ضمنها قصور القلب الانقباضي حيث تحدث الاصابة به بسبب التعرض لعدد من الأسباب تتمثل فيما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم الذي يزيد من الضغط الشرياني ومن ثم يتداخل مع ضخ الدم من القلب إلى الشرايين.
- مرض الشريان التاجي حيث يقلل الشريان الضيق من تدفق الدم إلى عضلة القلب ومن ثم يقوم بإضعاف وظيفة البطين الأيسر.
- اعتلال عضلة القلب الأولي أو الخلقي، مما يترتب على ذلك عدم قدرة القلب على ضخ الدم كما ينبغي.
- مشاكل صمام القلب حيث يضطر القلب إلى العمل بجهد أكبر لطرد الدم في جميع أنحاء الجسم، وبالأخص عندما تضيق صمامات القلب.
- عدم انتظام ضربات القلب حيث تكون في حالتها السريعة جدا أو البطيئة جدا.
- احتشاء عضلة القلب.
- ضيق الصمام الأبهري الذي يضغط على البطين الأيسر.
- التعرض للعدوى التي تسبب تلف والتهاب خلايا عضلة القلب.
- اضطرابات التمثيل الغذائي الذي قد يتمثل في فرط نشاط الغدة الدرقية أو بعض اضطرابات التغذية.
بالإضافة إلى ذلك، فيوجد عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض أو تزيده سوءا. الجدير بالذكر أن هذه العوامل تتمثل فيما يلي:
- طوال فترة الحمل.
- تأثير بعض الأدوية.
- عدم التحكم بشكل جيد في الإلتهابات.
- فقر الدم.
- ارتفاع ضغط الدم.
إقرأ أيضا: إحتشاء عضلة القلب.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
تشخيص قصور القلب الانقباضي
يجب العلم أن التشخيص المبكر لفشل القلب الانقباضي له آثار مهمة جدا تتعلق بعلاج المرض والسيطرة عليه. لذا عند الرغبة في القيام بذلك، فسوف يقوم الطبيب بدمج المعلومات حول التاريخ الطبي والأعراض جنبا إلى جنب مع تعيين بعض الاختبارات المتخصصة التي تتمثل في:
- اختبارات الدم.
- تخطيط القلب.
- الأشعة السينية على الصدر.
- تخطيط صدى القلب.
- قسطرة القلب تصوير الأوعية التاجية.
- اختبار الجهد البدني.
طرق علاج قصور القلب الإنقباضي
في بداية الأمر يجب علينا معرفة أن مرض قصور القلب الانقباضي من الأمراض المزمنة، وبالتالي فإن الهدف الرئيسي من العلاج هو تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات وتحسين الصحة ونوعية الحياة حيث لا يحدث شفاء بشكل نهائي. بوجه عام يمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال الإلتزام بممارسة بعض الأنماط العلاجية التي تتمثل فيما يلي:
أولا: الأنماط الدوائية العلاجية
اعتمادا على أعراض وسبب كل حالة محددة، سيتم القيام بوصف أدوية قصور القلب المختلفة للمرضى والتي سنقوم بما يلي بالتعرف عليها:
- الأدوية التي تزيد من انقباض عضلة القلب حيث تعرف بجليكوسيدات القلب، وتعمل على تخفيف بعض أعراض هذه الحالة المرضية.
- مدرات البول لانها تقوم بدعم إزالة السوائل الزائدة المتراكمة في الجسم بسبب قصور القلب، وتعمل على تجنب خطر وذمة الأطراف، أو الوذمة الرئوية.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II التي تقوم بالمساعدة في تمدد الأوعية الدموية، وتقلل الضغط على القلب، وتزيد من كفاءة الضخ، وتزيد من الكسر القذفي.
- حاصرات مستقبلات بيتا التي تساعد على تقليل معدل ضربات القلب وضغط الدم وتقليل الطلب على الأكسجين في عضلة القلب وإبطاء تطور مرض قصور القلب الانقباضي.
ثانيا: التدخلات الجراحية
في حالة قصور القلب الانقباضي الشديد، يعد العلاج بالعقاقير غير فعال حيث قد يحتاج المرضى إلى اللجوء إلى التدخل الجراحي المتمثل فيما يلي :
- زرع جهاز تنظيم ضربات القلب والذي يهدف إلى استعادة قدرة القلب على الانقباض وضخ الدم.
- جراحة مجازة الشريان التاجي، أو الدعامات وبالأخص إذا كان سبب قصور القلب الانقباضي هو مرض القلب التاجي.
- زرع مزيل الرجفان لمراقبة وتصحيح عدم انتظام ضربات القلب غير الطبيعي.
- وضع جهاز مساعدة البطين الأيسر أو ما يعرف أيضا بمضخة القلب الاصطناعية وهذا لكي يتم دعم الانقباضات لدفع الدم بعيدا عندما يضعف البطين الأيسر.
- إصلاح أو استبدال صمامات القلب للتحكم في تدفق الدم.
- زراعة القلب وهذا يعد هو الحل النهائي لزيادة البقاء على قيد الحياة وتحسين نوعية المعيشة للأشخاص الذين يعانون من قصور القلب الانقباضي الحاد. الجدير بالذكر أنه قد يضطر المرضى إلى الانتظار لفترة طويلة للحصول على قلب متبرع مناسب وبعد زراعة القلب يحتاجون إلى تناول دواء مضاد للرفض مدى الحياة.
ثالثا: بناء نظام غذائي سليم ونمط حياة صحي
لكي يكون العلاج أكثر فعالية، يحتاج المرضى إلى التحكم في عوامل الخطر التي يمكن أن تسبب تقدم قصور القلب حيث يبدو ذلك واضحا من خلال:
- الحفاظ على نظام غذائي قليل الملح حيث أن الكمية الموصى بها لا تزيد عن 2 غرام من الملح يوميا. فإذا كان المريض يعاني من قصور حاد في القلب، فمن الضروري أن يتم تناول طعام مناسب له ولحالته الصحية.
- الحد من شرب الكثير من الماء لتجنب زيادة تخزين السوائل في الجسم.
- التقليل من الدهون في النظام الغذائي حيث الحد من اللحوم الدهنية والحمراء حيث ينصح دائما بضرورة تناول اللحوم الخالية من الدهون والأسماك وإعطاء الأولوية للأطباق المحضرة عن طريق التبخير والغليان والشوي بدلا من القلي والقلي السريع.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبوتاسيوم مثل الخضروات الخضراء والفاصوليا والحبوب الكاملة والفواكه الطازجة والكرفس والقرنبيط والجزر والخيار والملفوف.
- ممارسة التمارين البدنية بإنتظام لمدة 20-30 دقيقة / يوميا مع بعض تمارين المشي.
- تجنب الإجهاد والتعب قدر الإمكان في العمل.
- تجنب القلق أو التوتر أو العواطف القوية لأنها ستؤثر على الجهاز الودي، مما قد يتيسبب هذا في عدم انتظام ضربات القلب.
- الإقلاع عن التدخين حيث يحتوي دخان السجائر على العديد من السموم التي يمكن أن تلحق الضرر بخلايا عضلة القلب وتزيد من معدل ضربات القلب.
مضاعفات الإصابة بـ قصور القلب الانقباضي
تؤدي الإصابة بقصور القلب الانقباضي إلى تقليل كمية الدم الخارجة من القلب، وعدم كفاية توفير احتياجات الجسم، مما يتسبب هذا الأمر في تعرض المريض لسلسلة من المظاهر الخطيرة. فإذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب ، فمن الممكن أن يظهر المرض أيضا في صورة مضاعفات خطيرة تبدو واضحة من خلال ما يلي:
* اختلال وظائف الكلى حيث يعد هذا الأمر شائع جدا في المرضى الذين يعانون من قصور القلب الانقباضي. ومن ثم قد يتطور الوضع المرضي هذا إلى الحاجة لغسيل الكلى.
* تلف الكبد بسبب أن كمية السوائل التي تتراكم في القلب تضغط على الكبد، ومن هنا يمكن أن تؤدي إلى التندب، مما يجعل من الصعب على الكبد أن يعمل بشكل طبيعي.
بشكل عام يجب علينا فهم أن قصور القلب الانقباضي لا يعني أن القلب يتوقف عن العمل، فلا يزال بإمكان المريض تحسين حالته المرضية. وللقيام بذلك يجب الإلتزام بأنظمة العلاج حيث يحتاج المرضى إلى تنسيق المزيد من تدابير تغيير نمط الحياة بنشاط. يجب العلم أن الشيء الأكثر أهمية في موضوعنا اليوم هو أن نظل دائما متفائلين نحو إمكانية صد المرض.