مع مراحل العمر المتقدمة يتعرض كبار السن إلى العديد من المشاكل البدنية ومن أهم هذه المشاكل يمكننا أن نتحدث عن السمنة ومخاطر زيادة الوزن بصورة مبالغ فيها، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة تحدث نتيجة التعرض لبعض المسببات. لذا سنتحدث الآن وبمزيد من التوضيح على مشكلة تعرض كبار السن لأزمة المعاناة من زيادة الوزن وما هي أهم مسببات هذا الأمر؟ والعواقب الصحية الناتجة عن ذلك.
مرحلة الشيخوخة والصحة البدنية
مع الدخول إلى مرحلة الشيخوخة، تبدأ أجزاء من الجسم أيضا في الدخول إلى هذه المرحلة وتبعياتها أيضا، مما يعني هذا أن وظائفها تنخفض تدريجيا، ومن ثم تتباطأ عملية التمثيل الغذائي في الجسم ويصبح غير قادر على العمل بسلاسة حيث يعد هذا هو السبب الرئيسي لزيادة الوزن والسمنة لدى كبار السن.
أسباب زيادة الوزن خلال مرحلة الشيخوخة
توجد العديد من المسببات التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من أزمة زيادة الوزن مع مراحل العمر المتقدمة، فالجدير بالذكر أنها تتمثل في الآتي:
أولا: فقدان العضلات
بعد سن الـ 30، تبدأ كمية العضلات بالجسم في الانخفاض بشكل طبيعي حيث تسمى هذه العملية بفقدان العضلات الفسيولوجية، فمن الهام معرفة أنه بدون القيام بالنشاط البدني، فيمكن لكل شخص أن يفقد ما بين 3 و 8 في المائة من العضلات كل 10 سنوات.
بالإضافة إلى ذلك ، هناك بعض الأمراض التي تؤدي أيضا إلى فقدان العضلات، والتي من الوارد أن تتمثل في التهاب المفاصل، فالجدير بالذكر أنه عندما تُفقد العضلات، فسوف يحتاج الجسم إلى سعرات حرارية أقل لأن العضلات أثناء الراحة تحرق 2-3 مرات من السعرات الحرارية أكثر من الدهون.
بوجه عام، إذا لم نقم بضبط السعرات الحرارية التي يتم تناولها، فسوف يؤدي ذلك إلى زيادة السعرات الحرارية ويسبب تراكم الدهون حيث يحدث هذا نظرا لأن معظم الناس لا ينظمون تناولهم للسعرات الحرارية، ومن ثم يؤدي ذلك إلى زيادة السعرات الحرارية وتراكم الدهون داخل الجسم.
ثانيا: التغيرات الهرمونية
على صعيد عام، سيكون للهرمونات في جسم الإنسان مراحل مختلفة من التغيير خاصة في مرحلة منتصف العمر حيث يبدو هذا الأمر واضحا من خلال ما يلي:
– فيما يخص النساء وعندما تتراوح أعمارهن بين الـ 45 و 55 عاما، فسوف يدخلن إلى سن اليأس، ومن ثم يؤدي ذلك إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين وحدوث تغيير في تخصيص الجسم، وتخزين الدهون الزائدة حول البطن، مما يؤدي هذا إلى حدوث عدد من المخاطر الصحية مثل زيادة مستويات الكوليسترول السيئ (LDL)، وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسرطان والسكري والنوبات القلبية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب التغيرات في مستويات هرمون الاستروجين أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث إلى حدوث بعض من التغيرات النفسية، مما يجعل هذا الأمر من الصعب الاستمرار في اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة البدنية.
– على صعيد آخر، وفيما يخص الرجال من سن الـ 40، فمن الوارد أن يعانوا من انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون بحوالي 1-2٪ سنويا حيث يلعب هذا الهرمون دورا في تنظيم توزيع الدهون وكتلة العضلات وقوتها.
من الوارد أيضا أن يتسبب قلة هرمون التستوستيرون داخل أجسام الرجال مع تقدمهم في العمر في إعاقة في عملية حرق السعرات الحرارية، إلى جانب قلة كمية هرمون النمو، مما يؤدي هذا إلى حدوث صعوبات في إنتاج كتلة العضلات والحفاظ عليها.
ثالثا: الأيض البطيء
إلى جانب انخفاض كتلة العضلات، سوف يتباطأ الأيض أيضا، لذلك فمن الضروري تقليل كمية السعرات الحرارية في الجسم. إلى جانب هذا، فسوف يعمل الجسم على تخزين الطاقة الزائدة في شكل دهون.
الجدير بالذكر أيضا، أنه يتم تحديد عملية التمثيل الغذائي من خلال عدد من العوامل الأخرى مثل الجينات وحجم الجسم والجنس والمعاناة من بعض الأمراض مثل قصور الغدة الدرقية، فعلى الرغم من انخفاض التمثيل الغذائي خلال هذه المرحلة العمرية، إلا أنه في حالة الحفاظ على نظام رياضي مناسب وكتلة عضلات صحية، فيجب العلم أن تأثير التمثيل الغذائي على الوزن لن يكون مصدر قلق خاصة في مرحلة منتصف العمر.
رابعا: الخوف من ممارسة الرياضة والقلق والتوتر
عندما يتراوح عمر الفرد بين الـ 40 و 50 عاما، فسوف يصبح الناس أكثر انشغالا بحياتهم المهنية، ومن ثم يقضون وقتا أطول في الجلوس بداخل السيارة أو على مكاتبهم بينما يصبح الوقت الذي يقضونه في ممارسة المشي أو الركض أقل.
لا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل يمكن أن تزيد مستويات التوتر داخل أجسام هذه الفئة العمرية، وخاصة عند الإضرار إلى تحمل العديد من المسؤوليات مع الأسرة والعمل.
العواقب السلبية لزيادة الوزن لدى كبار السن
من الواجب علينا معرفة أن زيادة الوزن والسمنة من الأمور التي تؤدي إلى تدهور صحة كبار السن، مما يقلل هذا الأمر من نوعية الحياة، بالإضافة إلى أنه ينتج عنه العديد من العواقب السلبية والتي تتمثل في الآتي:
- التأثير السلبي على صحة المفاصل العضلية الهيكلية، مما يتسبب هذا الأمر في تنكس المفاصل وهشاشة العظام وآلام الجسم.
- حدوث المعاناة من الدسليبيدميا أو ارتفاع نسبة الدهون في الدم أو الكوليسترول، وزيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية واحتشاء عضلة القلب.
- زيادة معدلات الإصابة بداء السكري من النوع 2.
- المعاناة من أمراض الجهاز الهضمي مثل الإمساك والبواسير.
- الشكوى من الكبد الدهني.
- ضعف الذاكرة، والمعاناة من مرض الزهايمر.
- المعاناة من أمراض الجهاز التنفسي أو اضطرابات التنفس أو الشخير أثناء النوم وحتى توقف التنفس أثناء النوم.
- إنخفاض معدلات العمر الافتراضي.
- الشكوى من اضطرابات الغدد الصماء.