في الحياة الحديثة ومع أنماط حياتنا اليومية المليئة بالكثير من الأحداث والتداعيات، فيعد أمر المعاناة من مشاعر التوتر والقلق والفكر الزائد من أهم المشكلات الشائعة التي يواجهها معظمنا. ومن ثم تتحول هذه الضغوط إلى ما يسمى باضطرابات القلق، والتي يمكن أن يكون لها العديد من الآثار الصحية الضارة على الجسم حتى يمتد الأمر إلى التأثير المباشر على النوم. من هنا قررنا أن نتجه اليوم نحو الحديث عن اضطراب القلق بمزيد من الفهم وكيف يؤثر هذا الاضطراب بشكل رئيسي على فترات الراحة والنوم؟
ما هو اضطراب القلق؟
يعد اضطراب القلق من أهم الحالات النفسية التي يشعر فيها المصاب بالقلق المفرط أو التوتر أو الخوف دون سبب واضح أو القلق بشأن المشاكل التي لا تسبب القلق حقا بقدر كبير. الجدير بالذكر أن هذا الشعور ليس مجرد شعور مؤقت بالقلق يمكن أن نختبره يوميا، ولكنه حالة طويلة الأمد تسبب التوتر وتؤثر سلبا على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك النوم الصحي للجسم.
بوجه عام، تأتي اضطرابات القلق بأشكال عديدة ومتنوعة حيث أنه تتمثل في القلق العام واضطراب الهلع والقلق الاجتماعي والرهاب المحدد، وغالبا ما تكون هذه الأشكال من الاضطرابات مصحوبة بالأرق ، مما يسبب هذا الأمر العديد من المشاكل الصحية والجسدية والعقلية.
ما هي أهمية النوم الصحي لجسم الأنسان؟
عند الحديث عن النوم، فيجب العلم أنه ليس وقتا يتعافى فيه الجسم فقط، ولكنه أيضا عامل رئيسي وهام للمساعدة في الحفاظ على العديد من المهام التالية:
- ترميم وتجديد خلايا الجسم
- دعم صحة الجهاز المناعي ومقاومة الجسم
- تحسين التركيز وحالة الذاكرة
- تنظيم الهرمونات والعمليات الأيضية داخل الجسم
- دعم الصحة النفسية والعاطفية والعقلية
- تحسين صحة القلب والأوعية الدموية
- تحسين الأداء البدني والعقلي
إقرأ أيضا: 6 حالات طبية تؤدي إلى ارتفاع مستويات القلق المفرط
كيف يسبب القلق حدوث المعاناة من الأرق؟
من أهم الآثار الشائع حدوثها مع اضطرابات القلق، يمكننا أن نقوم بذكر إضطرابات النوم والمعاناة من الأرق. على سبيل التوضيح ومع زيادة القلق والتوتر، فسوف يصبح من الصعب على الدماغ أن تتغلب عما يدور بها، مما يجعل هذا من المستحيل على الجسم الاسترخاء والاستعداد للنوم.
غالبا ما يتسبب القلق في ترك المريض مستلقيا على السرير، ومن ثم يصبح غير قادر على إيقاف التدفق المستمر للأفكار حول مشاكل الحياة، على الرغم من أن هذه المشاكل قد لا تحتاج إلى حل على الفور.
لذا، قررنا أن نتعرف فيما يلي على بعض الطرق التي تؤثر بها اضطرابات القلق على النوم والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
1- صعوبة النوم: غالبا ما يواجه الأشخاص المصابون باضطرابات القلق صعوبة في النوم حيث يمكن أن تسيطر المخاوف والأفكار السلبية على عقولهم، مما يجعل هذا الأمر من المستحيل عليهم الاسترخاء والنوم بسهولة ويسر.
2- اضطراب النوم: لا يقتصر الأمر هنا على الصعوبة بل يمتد إلى إستيقاظ الأشخاص الذين يعانون من القلق في منتصف الليل ويشعرون الكثير من الاضطراب ومشاعر عدم الراحة حتى عندما يستيقظون، مما يؤدي هذا الأمر إلى عدم القدرة على النوم مرة أخرى.
3- الأرق المزمن: يمكن أن يؤدي القلق المطول إلى حدوث المعاناة من مشاعر الأرق المزمن، وهي حالة لا يستطيع فيها الناس الحصول على قسط كاف من النوم لأسابيع أو حتى شهور، مما يتسبب هذا الأمر في الشعور بالإرهاق العقلي والجسدي، والتأثير على نوعية الحياة.
ما هي التأثيرات المباشرة لاضطرابات القلق والأرق على الصحة؟
بصورة مباشرة، يعد مزيج القلق والأرق من الأمور الهامة التي يمكن أن تسبب العديد من الآثار السلبية الكبيرة على الصحة العامة للأفراد. الجدير بالذكر أن الأرق المطول لا يؤثر على القدرة التركيزية والعملية خلال فترات النهار فقط، بل يمتد الامر أيضا إلى إضعاف جهاز المناعة، مما يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.
علاوة على ذلك، وفي حالة عدم حصول الشخص على قسط كاف من النوم، فلا يكون لدى الجسم فرصة جيدة للتعافي، مما يؤدي هذا الأمر إلى المعاناة من التعب والتهيج ومشاعر الإحباط، ومن ثم يزيد هذا من القلق والتوتر، ويبدو اضطراب القلق في حالته الأسوأ.
ما هي أهمية رعاية الصحة النفسية مع اضطرابات القلق؟
من الهام معرفة أن اضطرابات القلق والأرق ليست مشاكل مؤقتة فقط، بل يمكن أن تسبب العديد من الآثار السلبية طويلة المدى خاصة إذا لم يتم علاجها على الفور. لذا، فيجب علينا معرفة إن العناية بصحتنا العقلية وضمان النوم الجيد أمران ضروريان للحفاظ على حياة صحية ومتوازنة.
من هنا نقدم النصيحة، بأنه في حال الشعور بالقلق والاضطراب النفسي الذي يعرقل من آلية الحصول على فترات النوم الصحيحة ، فيجب علينا ألا نتردد في طلب الدعم من الأطباء المختصين.