عند تعرض البعض منا لإمكانية المعاناة من اضطرابات المزاج، فمن الهام معرفة أن هذه الظاهرة ترتبط بشكل رئيسي ببعض مشاعر التوتر حيث يحدث هذا الأمر اعتمادا على العديد من العوامل المحيطة مثل التجارب الحياتية والشخصية والأحداث المجهدة، وما لكل فرد من ردود أفعال مختلفة. لهذا الأمر سنتحدث اليوم عن اضطرابات المزاج وما هي الآلية الصحيحة والمثالية للتعامل معها بشكل صحي سليم لمحاولة التعلب عليها؟
اضطراب المزاج
مع روتين حياتنا اليومي والمليئ بالكثير من المهام، فمن الوارد أن يتم التعرض إلى بعض المواقف التي تسبب الإجهاد المفرط مثل تلك التي تسببها الصداقات أو العمل أو المدرسة. على سبيل المثال، يمكن أن ينتج هذا الـأمر نتيجة الشكوى من بعض الحالات المرضية أو بسبب وفاة أحد أفراد الأسرة المقربين أو نتيجة التعرض لبعض التغيرات غير المتوقعة في الحياة.
في أغلب الأحوال، يكون الوقت الذي يستغرقه الشخص لاستعادة توازنه في غضون شهر، ولكن في حال تعطل هذه العملية ، فسوف تتفاقم الحالة الصحية، وتحدث حالة من مواجهة بعض المشاكل العاطفية والسلوكية التي تسبب الكثير من مشاعر القلق والاكتئاب.
علامات الإصابة باضطراب المزاج
تعتمد علامات وأعراض اضطرابات المزاج على نوع الاضطراب والتي من الممكن أن تختلف من شخص لآخر حيث تؤثر هذه النوعية من الاضطرابات على الشعور والتفكير في النفس، وعن العالم من حولنا. إلى جانب هذا فمن الممكن أن تؤثر هذه الحالة أيضا على السلوك.
تتضمن بعض الأعراض الدالة على هذه الحالة النفسية المزعجة ما يلي:
- الشعور بالحزن أو اليأس.
- عدم الشعور بالأشياء التي اعتدتنا على حبها.
- البكاء في كثير من الأحيان.
- القلق أو الشعور بالتوتر.
- مواجهة صعوبة في النوم.
- فقدان الشهية.
- صعوبة التركيز.
- الشعور بالكثير من التحمل.
- صعوبة المشاركة في الأنشطة اليومية.
- الانسحاب من الدعم الاجتماعي.
- تجنب فعل الأشياء المهمة مثل الذهاب إلى العمل.
- سيطر الأفكار أو السلوكيات الانتحارية.
تشخيص اضطرابات المزاج
يعتمد تشخيص اضطراب المزاج على تحديد الضغوطات والأعراض وكيفية تأثيرها على حياة الفرد المعرض لهذة الحالة المزعجة حيث يبدو هذا الأمر واضحا من خلال ظهور أعراض عاطفية أو سلوكية تظهر في غضون 3 أشهر بسبب التعرض لبعض الضغوط المعينة التي من الوارد المرور بها خلال مراحل حياتنا، وتتجلى في الكثير من مشاعر التوتر المفرط خاصة عند التعامل مع الأحداث والعلاقات المجهدة.
أنواع اضطرابات المزاج
من أهم أنواع اضطرابات المزاج التي من الوارد معاناة الكثير منها، يمكننا أن نقوم بكر الآتي:
1- المزاج المكتئب: تتمثل أعراض هذا الحالة بشكل أساسي في مشاعر الحزن والدموع واليأس وعدم المتعة في الأشياء المحببة لدينا.
2- القلق: تشمل الأعراض هنا بشكل أساسي في العصبية والقلق وصعوبة التركيز أو تذكر الأشياء والشعور بالإرهاق أما فيما يتعلق بالأطفال الذين يعانون من اضطرابات المزاج مع القلق، فهم يبدو في حالتهم الخائفة جدا من الانفصال عن والديهم وأقاربهم.
3- القلق والمزاج المكتئب: تشمل أعراض هذه الحالة المرضية مزيجا من الاكتئاب والقلق.
4- الاضطرابات السلوكية: ترتبط الأعراض هنا في الغالب بالمشاكل السلوكية مثل القتال أو القيادة المتهورة، فعلى سيبل المثال قد يتسرب الشباب من المدرسة أو يخربون الممتلكات.
5- اضطرابات مختلطة من العواطف والسلوكيات: تشمل الأعراض لهذه الحالة مزيجا من الاكتئاب والقلق بالإضافة إلى المشاكل السلوكية.
6- حالات غير معروف: حيث أنه في هذا الوضع لا تتوافق الأعراض مع أنواع أخرى من اضطرابات المزاج، ولكنها غالبا ما تشمل مشاكل جسدية أو مشاكل مع العائلة أو الأصدقاء أو مشاكل في العمل أو المدرسة.
العلاج الفعال لاضطرابات المزاج
يعد اضطراب المزاج الدوري هو مرض لا يؤثر على الصحة البدنية فقط، بل يمتد الأمر إلى التأثير على الصحة العقلية. لذا، فيجب التعامل مع هذه الحالة المرضية بمزيد من الإهتمام حيث يتم تحقيق هذا من خلال بعض التدابير أدناه.
أولا: العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي هو واحد من أكثر الطرق المفضلة المستخدمة في هذه الـأوقات حيث تعد هذه الطريقة فعالة جدا خاصة عند تطبيقها على اضطرابات المزاج الدورية، ويمكن فهم العلاج بكل بساطة على أنه محادثة واستشارة علماء النفس لمساعدة المرضى في الإجابة على مخاوفهم.
يمكن أن يساعد العلاج النفسي الممارس على تقوية العواطف والقضاء على المشاعر السلبية والعودة إلى العادات الطبيعية. في الوقت نفسه، سوف يعمل الطبيب على توضيح كيفية إدارة العواطف والتعامل مع التوتر بشكل فعال.
ثانيا: الأدوية العلاجية
عادة ما تكون الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات المزاج الدورية مضادة للقلق أو منتجات مرتبطة بالتغلب على الاكتئاب حيث يمكن لمثل هذه المنتجات أن تساعد المستخدمين جزئيا على تخفيف هذا الموقف مؤقتا.
ومع ذلك، لا ينبغي الإفراط في استخدام هذا النوعية من الأدوية ويجب استخدامها فقط على النحو الذي يحدده الطبيب، فالجدير بالذكر ووفقا لآراء الخبراء، فسوف يحتاج المرضى فقط إلى التركيز على استخدام الدواء خلال الأشهر القليلة الأولى ومن ثم يمكنهم زيادة التردد تدريجيا اعتمادا على تحسن الحالة المرضية من عدمها.
ثالثا: إتباع أنماط الحياة الصحية
إحدى اهم الطرق التي تساعدنا على الحد من تأثير اضطرابات المزاج الدورية هي بناء حياة إيجابية وذات مغزى حقا حيث يتم تحقيق هذا الأمر من خلال الآتي:
– تعلم كيفية الحفاظ على العلاقات مع الأقارب والأصدقاء في اتجاه إيجابي
– العمل على تحديد أهداف العمل وأهداف الحياة اليومية للنفسك ولكن ينبغي تماما تجنب التعرض للضغط الشديد والتعب.
– اتباع نظام غذائي صحي.
– الحصول على فترات النوم الكافية للحد من اضطرابات المزاج الدورية.
– الإلتزام بآلية وضع الخطط للنفس وتوجيهها نحو إدارة الأزمات بشكل صحيح.