عند الحديث عن اليرقان، فيجب العلم أنه أحد أهم الحالات المرضية الشائع إصابة المواليد بها من اليوم الثاني بعد الولادة فصاعدا ويمكن أن تستمر من 1 إلى 2 أسابيع. الجدير بالذكر أنه إذا لم تختفي هذه الحالة بعد مرور هذه الفترة الزمنية فيمكننا هنا أن نقوم بتشخيص هذه الحالة بمسمى اليرقان المرضي. بشكل أكثر توضيحا، سنقوم الآن بالتعرف على كيفية التمييز بين اليرقان الفسيولوجي والمرضي عند حديثي الولادة.
علامات اليرقان عند حديثي الولادة
علامات اليرقان عند حديثي الولادة
في بداية إصابة المولود بهذه الحالة المرضية، فسوف يكون جلد ووجه الطفل وصلبة العين في الحالة الصفراء، ومن ثم يمكن أن تنتشر هذه الحالة بعد ذلك إلى البطن والصدر والسرة وحتى الأطراف حيث يحدث هذا حسب شدة المرض. إلى جانب هذا، فقد يمتد الوضع الأخير لليرقان إلى منطقتي راحة اليد وباطن القدمين.
التمييز بين اليرقان المرضي واليرقان الفسيولوجي
بوجه عام، ينقسم اليرقان عند الرضع إلى شكلين رئيسيين آلا وهما اليرقان الفسيولوجي واليرقان المرضي، وفيما يلي سنتحدث على كل نوع بمزيد من التوضيح:
أولا: اليرقان الفسيولوجي
اليرقان الفسيولوجي
تظهر هذه النوعية من اليرقان عند الأطفال بعد 24 ساعة من الولادة ويختفي في غضون أسبوع إلى أسبوعين، فمن الهام معرفة أنه غالبا ما يكون اليرقان الفسيولوجي عفويا ولا يشكل خطرا على صحة الطفل.
يجب العلم، أنه عادة ما يحدث اليرقان الفسيولوجي بدرجة خفيفة فقط ولا يصاحبه أي مظاهر غير طبيعية أخرى مثل الإنقطاع التام عن الرضاعة الطبيعية وحدوث الإصابة بفقر الدم والخمول وما إلى ذلك.
بالنسبة للأطفال الخدج، لا يتجاوز مستوى البيليروبين في الدم 14 مجم ٪ أما فيما يخص الأطفال الناضجين فهو لا يتجاوز 12 ملغ ٪. بالإضافة إلى ذلك، فإن معدل الزيادة في البيليروبين في الدم خلال الـ 24 ساعة لا يتجاوز أيضا 5 ملغ.
علاوة على ذلك، وفي هذه الأوقات لم يتم تطوير كبد المولود الجديد بشكل كامل وهذا حتى يكون قادرا ويستطيع أن يقوم بالقضاء على كل البيليروبين المتراكم في الدم، وبناء على ذلك تظهر وتتجلى مشكلة اليرقان الفسيولوجي عند الأطفال المواليد.
بالرغم من ذلك، فعادة تختفي هذه الحالة عندما يبلغ الطفل أسبوعين من العمر، لأن هذا هو الوقت الذي يتطور فيه الكبد ويمكنه تصفية المواد غير الضرورية من الجسم.
ثانيا: اليرقان المرضي
اليرقان المرضي
فيما يخص اليرقان المرضي، فهو يبدو على الطفل واضحا من خلال بعض المظاهر التالية:
- اليرقان الداكن بالرغم من مرور 1-2 أسابيع.
- يظهر اليرقان إلى حد ما على مناطق الجسم بالكامل، بما في ذلك صلبة العينين وباطن القدمين.
- يتوقف الطفل عن الرضاعة ويصاب بالخمول والتشنجات، وعند إجراء الاختبار يكون تركيز البيليروبين المباشر في الدم أعلى من المعتاد.
بمزيد من الفهم، يمكن أن يحدث اليرقان المرضي بسبب بعض الأسباب والتي تتمثل في مرض انحلال الدم، ومرض الكبد الصفراوي الخلقي، والعدوى الفيروسية الجنينية، والنزيف تحت الجلد، وما إلى ذلك.
إلى جانب هذا، فمن أهم حالات الرضع المعرضين لليرقان المرضي هم الأطفال المولودون في أقل من 37 أسبوعا، والأطفال الذين يعانون من حساسية حليب الثدي.
الطرق الصحيحة للتعامل مع المولود المصاب باليرقان
الطرق الصحيحة للتعامل مع المولود المصاب باليرقان
في بداية الأمر، غالبا ما يصعب التعرف على الأطفال المصابين باليرقان. لذلك، يجب على الآباء رعاية أطفالهم في مكان جيد الإضاءة للكشف عن أزمة اليرقان مبكرا، إن وجدت.
بالإضافة إلى ذلك، فيمكننا أيضا أن نقوم باستخدام اليد للضغط برفق على جلد الطفل لبضع ثوان ثم تركه، مع ملاحظة المكان الذي يتم فيه الضغط على الإصبع، سيكون لونه أصفر واضح أم لا
بالنسبة لحالات اليرقان الفسيولوجي، يجب أخذ الأطفال تحت أشعة الشمس كل يوم في حوالي الساعة 7-7:30 صباحا أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من اليرقان المرضي، فقد تكون هناك حاجة إلى تلقي بعض الأنماط العلاجية، وأكثرها شيوعا هو العلاج بالضوء لتحطيم البيليروبين في الجسم مثل الإضاءة التقليدية أو العلاج بالألياف البصرية.
بشكل أكثر توضيحا، وفيما يخص الطرق العلاجية الخاصة باليرقان فيمكننا أن نقوم بذكر الآتي:
– الإضاءة: يتم تطبيق هذا النمط العلاجي تحت تأثير تيار الضوء الأزرق الخاص الذي يساعد على تحويل البيليروبين إلى مواد غير سامة، قابلة للذوبان في الماء للجسم لإفرازها من خلال البراز والبول حيث يحدث هذا عن طريق إسقاط الضوء في اتجاه من أعلى إلى أسفل أو مجموعة من الإسقاطات من أسفل إلى أعلى ويفضل أن يكون الأطفال عراة يرتدون فقط حفاضات وعصابات العينين، ويسمح لهم بالالتفاف بانتظام حتى يتلامس الضوء مع سطح الجلد بالكامل، مما يضمن هذا الفاعلية المثالية لهذا النمط العلاجي.
– تغير الدم: مع بعض الحالات يمكن أن يرتفع مستوى البيليروبين، وعندما يتم الوصول إلى عتبة تغير الدم، فسوف يقوم الطبيب المعالج بوصف نمط تغيير الدم للتغلب على هذه الأزمة الصحية.
– الحقن / التسريب في الوريد: يمكن استخدام الجلوبيولين أو الألبومين أو بعض الأدوية الخاصة الأخرى في علاج اليرقان للأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الهام جدا أن يتم التأكد من إرضاع الطفل بشكل دوري منتظم يتراوح من 8-12 مرة في اليوم على أن يتم هذا بشكل صحيح، ومع مراعاة نظافة اليدين ومنطقة الصدر جيدا وفي حال الرضاعة الصناعية فينصح بأهمية غسل وتعقيم زجاجات الأطفال بشكل صحيح.
الجدير بالذكر أيضا، أنه من الواجب أن يتم إعطاء الرضع الراحة الكافية ورعايتهم في مكان جيد التهوية ونظيف مع ضرورة مراعاة درجة الحرارة والرطوبة والضوء المناسبين، بالإضافة إلى أهمية إجراء فحوصات المتابعة الدورية على النحو الذي يحدده الطبيب للحصول على العلاج في الوقت المناسب خاصة إذا كان الطفل يعاني من بعض المشاكل الصحية المحتملة.