طبقا لآراء العديد والكثير من الأطباء والخبراء، فيطلق على مرض ارتفاع ضغط الدم في بعض الأوقات مسمى “القاتل الصامت” لأنه عادة لا يظهر أي أعراض مرضية حتى يؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو تلف الكلى. إلى جانب هذا، وعلى الرغم من معرفة البعض بأنه مصابين بأزمة ارتفاع ضغط الدم وبشكل مزمن إلا أنهم أيضا يقوموا بتجاهل روتين تناول الدواء بسبب التوابع السلبية المزعجة، ومن هنا فقد قررنا أن نتعرف على كيفية التعامل مع هذه الآثار الجانبية والتغلب عليها قدر الإمكان.
الآثار الجانبية الناتجة عن أدوية ارتفاع ضغط الدم والتعامل معها
بمزيد من الفهم أكثر، فسوف نقوم فيما يلي بذكر بعض الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لأدوية ضغط الدم والاستراتيجيات البسيطة لإدارتها:
1) الدوخة
الدوخة
تعد الدوخة التي تحدث لبعض الأفراد عند الاستيقاظ فجأة من الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لأدوية ارتفاع ضغط الدم حيث يحدث ذلك لأن هذه الأدوية تتمثل في مدرات البول أو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات قنوات الكالسيوم التي تعمل على خفض ضغط الدم بسرعة كبيرة. الجدير بالذكر، أن هذه الحالة تسمى بـ انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
كيفية التعامل مع هذا الأمر:
- الوقوف ببطء عند الاستلقاء أو الجلوس، وتجنب الحركات التشنجية.
- شرب كمية كافية من الماء كل يوم لتجنب معاناة الجسم من نقص السوائل.
- تجنب الانحناء إلى الخلف، لأن هذا السلوك من السهل جدا أن يسبب الدوخة.
- إذا استمرت الدوخة لفترة زمنية طويلة، فمن الضروري التحدث إلى الطبيب المُعالج لضبط الجرعة أو التغيير إلى دواء آخر أكثر ملاءمة.
إقرأ أيضا: انخفاض ضغط الدم الإنتصابي.. ما هو؟ وكيف نستطيع التغلب عليه؟
2) كثرة مشاعر التبول
كثرة مشاعر التبول
تعتبر مدرات البول هي واحدة من مجموعات الأدوية الشائعة في علاج ارتفاع ضغط الدم حيث تتمثل آلية عمل هذه الأدوية هنا في مساعدة الكلى على التخلص من الملح والماء، وبالتالي تقليل كمية السوائل في الجسم، وتباعا سوف يتعرض المرضى للتبول بمعدلات أكثر من المعتاد.
كيفية التعامل مع هذا الأمر:
- تناول حبوب ارتفاع ضغط الدم هذه في الصباح بدلا من المساء للحد من التأثير على جودة النوم التي تعد مهمة مع هذه الحالات المرضية.
- الحد من مشروبات الكافيين، لأن هذه المادة لها أيضا تأثير مدر للبول، ومن ثم يمكن أن يجعل سلس البول أكثر وضوحا.
- عند مواجه صعوبة في التحكم بعملية التبول أو ضعف وظائف الكلى، فمن الواجب علينا أن نتحدث إلى الطبيب المعالج للتفكير في امكانية تعديل الجرعة أو التغيير إلى دواء آخر أكثر ملاءمة للحالة الصحية.
3) التعب والضعف
التعب والضعف
من الممكن أن تسبب بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل حاصرات بيتا أو بعض حاصرات قنوات الكالسيوم الشعور بالضعف أو التعب بصورة غير طبيعية على الإطلاق، وذلك لأن هذه الأدوية تقلل من العبء على القلب، ولكنها تسبب أحيانا أيضا انخفاضا في الطاقة بداخل الجسم.
كيفية التعامل مع هذا الأمر:
- العمل على منح الجسم وقتا مناسبا للتكيف حتى تتحسن مشاعر التعب عادة بعد مرور بضعة أسابيع.
- دمج بعض الأنشطة اللطيفة مثل المشي أو اليوجا مع المهام اليومية لتعزيز الطاقة.
- في حال استمرار الإرهاق والتعب، فيجب التحدث إلى الطبيب حول الدواء المتناول للنظر في إمكانية تعديله أو تغييره إلى دواء آخر أكثر ملاءمة.
4) السعال المستمر
السعال المستمر
أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين مثل ليسينوبريل أو إنالابريل هو السعال الجاف لفترات زمنية طويلة. على الرغم من أن هذا الأمر ليس خطيرا، إلا أن هذا العرض الجانبي مزعج ويقوم بالتسبب في الكثير من مشاعر عدم الراحة ويؤثر بشكل مباشر على جودة النوم.
تحدث هذه المعاناة بسبب زيادة كمية الـ (براديكينين) داخل الجسم، وهي مادة كيميائية تعمل على تهيج الشعب الهوائية.
كيفية التعامل مع هذا الأمر:
- في البداية يجب عدم التوقف عن تناول هذا الدواء بشكل ذاتي وعرض الأمر على الطبيب المختص.
- في كثير من الحالات، قد يقوم الطبيب بالإنتقال من وصف حاصرات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين إلى حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARB)، مثل اللوسارتان أو فالسارتان، للتغلب على أزمة السعال.
5) إصابة الكاحلين والقدمين بالتورم
إصابة الكاحلين والقدمين بالتورم
يمكن أن تسبب حاصرات قنوات الكالسيوم، وخاصة الـ (أملوديبين) في حدوث أزمة احتباس الماء وتورم الساقين حيث يسمى هذا الأمر بالوذمة المحيطية.
بوجه عام، لا تعد هذه الوذمة خطيرة إطلاقا ولكنها يمكن أن تسبب الكثير من مشاعر عدم الراحة أو الألم. لذا، فإذا كان التورم شديدا أو مستمرا، فيجب استشارة الطبيب للعمل على تعديل الجرعة المتناوله من أدوية ارتفاع ضغط الدم أو التبديل إلى دواء آخر أفضل من حيث الأعراض الجانبية الظاهرة.
كيفية التحكم في هذا الأمر:
- الحفاظ على رفع الساقين عند الجلوس والراحة.
- استخدم الجوارب الطبية لدعم الدورة الدموية.
- التقليل من الملح في الأنظمة الغذائية المتناولة.
- مع بعض الحالات، قد يقوم الطبيب بالإنتقال إلى مجموعة أخرى من الأدوية الخافضة للضغط.