حتى مع الحالات نادرة الحدوث والتي تمثل أحد المشكلات التي يحتمل أن تواجهها الأم التي انضمت مؤخرا إلى عالم الأمومة بعد انتهاء فترة الحمل بسلام , حيث يمكن أن تتفاجىء الأم بظهور عدة أعراض تجعلها تشعر بالإجهاد والإعياء الدائم والمستمر , والتي لايكون مصدرها كميات الضغوط الملقاة على عاتقها بل قد ترجع لإصابة عضلة القلب بالإعتلال أي أن هناك ضعف قد طرأ على وظيفتها في ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى خلايا وأنسجة الجسم , وعلى الرغم أنه قلما تصادف الأمهات مثل تلك المضاعفات إلا أنها تنضم إلى قائمة الحالات الحرجة بالغة الخطورة التي تعد علامة تحذيرية على الإصابة بالقصور القلبي .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي مجموعة علامات دالة على اعتلال عضلة القلب بعد الولادة
حول اعتلال عضلة القلب بعد الولادة
بصفتك أم جديدة , يجب أن تكوني على وعي بطبيعة المشكلات التي قد تجدين نفسك أمامها سواء كانت واردة الحدوث كإلتهاب المفاصل أو احتقان الثدي , ومن الجانب الآخر توجد تلك الحالات التي تقل عدد إصابة النساء بها بعد الولادة أي أن نسبة حدوثها محدودة إلا أن الإلمام بها شىء ضروري حتى لو حدثت في أضيق الأحوال حيث تتصل بمشكلة قلبية كبيرة وخطيرة في آن واحد والتي تصيب كفاءة الوظيفة الرئيسية للعضلة القلبية التي تواجه عجزا شديدا في قدرتها على ضخ الدم وهذا مايقود إلى حالة طارئة تعرف بفشل القلب
ماالمقصود بإعتلال عضلة القلب بعد الولادة؟
في وقت قريب من ولادة الطفل وخروجه للحياة , أو في ظل تلك الأجواء المحيطة المعلنة بأنك على وشك الولادة فإنه يمكن أن تعاني بعض الأمهات قصورا قلبيا , والذي غالبا مايرتبط حدوثه بالأسابيع النهائية من الحمل, أو قد تتأجل تلك المشكلة لتظهر في غضون الشهور القليلة التالية التي تأتي عقب الولادة , وتنضم إلى نوعية الحالات التي تشكل تهديدات حياتية صريحة , بل أنها تستوجب تدخلا علاجيا مبكرا طارئا , ورعاية فورية
يعد من أشكال القصور القلبي التي نادرا ماتحدث ويطلق عليه اسم اعتلال عضلة القلب التوسعي الذي ترتفع احتمالات حدوثه في آخر شهر من الحمل , بل قد يمتد لخمسة أشهر مابعد ولادة الطفل , وخلاله يطرأ على حجرات القلب نوعا من التضخم مما يجعل بنية النسيج العضلي ضعيفة , ويترتب على ذلك انخفاض كمية الدم المتدفقة في مسار من البطين الأيسر إلى القلب خلال كل خفقة , حيث يحدث تراجع في مستويات تدفق الدم وسريانه , وبالتالي سوف ينعكس ذلك سلبا على وصول امدادات الأكسجين لتلبية احتياجات أعضاء الجسم, ومن الممكن أن ينتقل تأثيره إلى الرئتين والكبد وأجهزة الجسم الأخرى
عوامل الخطر ذات الصلة بإعتلال عضلة القلب بعد الولادة
تعبر تلك العوامل عن أكثر الفئات والحالات عرضة للإصابة بهذا الإضطراب القلبي الذي يمكن الإستدلال منه على أن هناك قصورا ومن أبرزعوامل الخطر مايلي :
- من مضاعفات الحمل المتعدد : حيث تصل عدد الأجنة الموجودة في الرحم إلى توأم أو ثلاثة توائم على عكس الحمل المفرد في جنين واحد فقط
- تقدم سن المرأة الحامل لما فوق سن 35 عاما حيث تزداد المخاطر المحتملة المرتبطة بإرتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وهذا مايشار إليه بالحمل المتأخر
- وجود تاريخ طبي وراثي سابق من الإصابة بالأمراض القلبية
- وصول ضغط الدم إلى مستويات مرتفعه ويعد من المظاهر الدالة على تسمم الحمل ومن أعراض بروز تورم ملحوظ في اليدين والقدمين والوجه مع زيادة تركيز البروتين في البول وهي حالة تعرف بزلال الحمل
- حدوث إصابات التهابية سابقة في النسيج العضلي للقلب ويعد من المشكلات القلبية المزمنة التي تؤدي لإتساع عضلة القلب أو أزمات قلبية فيما سبق
أعراض اعتلال عضلة القلب بعد الولادة
توجد عدة أعراض يمكنها أن تمثل علامات للكشف عن معاناة المرأة من قصور عضلة القلب بعد الولادة ومن أكثرها شيوعا مايلي:
- صعوبات التنفس المسبب لضيق شديد في الصدر يتفاقم عند ممارسة الأنشطة ,وأثناء التغيير إلى وضعية الإستلقاء
- الشعور بحالة اعياء وتعب مزمن
- تورم ملحوظ في الكاحلين والساقين
- تشنجات مؤلمة في الصدر.
- هبوط حاد في ضغط الدم
- انتفاخ أوردة العنق
- زيادة الرغبة الملحة في التبول خاصة في فترات الليل
- الدوار والدوخة
اقرأ أيضا اعتلال عضلة القلب أثناء الحمل .. أسبابه وأبرز المضاعفات الصحية
تشخيص اعتلال القلب بعد الولادة
تعتمد اجراءات التشخيص على ملاحظة بعض العلامات السريرية , مع متابعة التقارير السابقة التي ترصد التاريخ الطبي من أمراض القلب , ويمكن أن ينصح الطبيب بفحوصات تصوير تجويف القلب بالأشعة السينية ,أو الموجات فوق الصوتية للقلب
الخيارات العلاجية لاعتلال عضلة القلب بعد الولادة
تتنوع أساليب العلاج المتاحة التي تجتمع تحت هدف واحد يتمثل في تحسين الحالة الصحية والقدرات الوظيفية للقلب مما يعزز مهمته في ضخ الدم , وبناءا على التوصيات الطبية فإن الأطباء عادة مايقوم بوصف الأدوية المدرة للبول ,ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ، وحاصرات بيتا, والعلاجات الدوائية لعلاج فشل القلب , ومضادات التخثر لمقاومة الجلطات الدموية, وقد تظهر الحاجة واضحة في حالات معينة إلى إضافة أنواع علاجات , بينما في الحالات الأكثر شدة فإنها تحتاج إلى تدخل جراحي وبعض المرضى إلى علاج إضافي أو عملية جراحية في الحالات الشديدة.
العناية الطبية للنساء المصابات اعتلال عضلة القلب بعد الولادة
لابد أن يكون هناك روتين عناية شامل لايقتصر على الأدوية فقط بل لابد أن تخضع المصابات بالقصور القلبي بعد الولادة إلى مراقبة منتظمة بما يحقق الإستقرار للوضع الصحي من خلال قياس مؤشرات ضغط الدم , وفحص القلب , وتنظيم جدول تناول الدواء