يعد الألم الناجم عن نوبات الصداع من ضمن نوعية الأوجاع التي تصيب الأشخاص من جميع الأعمار فتفقدهم الشغف بممارسة الأنشطة الروتينية ,ولكن وقع الإحساس المؤلم يكون متزايدا في ظل المهام والمسئوليات الكبرى التي تجعل الأمهات تعاني من حرمان النوم خاصة إذا كانت أم مستجدة لأول مرة في عالم الأمومة , حيث تكون المرأة في تلك الظروف مضطرة للتعامل مع هذا الضغط الواقع على الرأس والذي أطلق عليه اسم ( صداع الرضاعة ) حيث يرتبط بفترة الرضاعة الطبيعية والتي يعتمد خلالها الطفل على حليب الثدي في الحصول على التغذية .. وسوف نقدم من خلال مقالنا أفضل الطرق الفعالة للتعامل مع صداع الرضاعة
حول صداع الرضاعة

حول صداع الرضاعة
الجميع يختبر لحظات من الألم ومن بينهم فئة الأمهات حيث يتعين عليهن مواجهة نوع من الصداع بعد ولادة أطفالهن فمع انتهاء أعراض الحمل من دوخة وغثيان صباحي وآلام في الظهر وتقلصات في البطن , فإن الآثار المتصلة بالتغيرات الهرمونية سوف تستمر لما بعد استقبال الطفل الوليد , فضلا عما تعانيه الأم في ظل اعتماد الرضيع الذي مازال حديث الولادة عليها في إجابة كافة متطلبات حياته وبالتالي من الطبيعي أن يسيطر عليها شعور بالتعب والإرهاق , مع قلة ساعات النوم ,أو نقص الرطوبة مما يؤدي إلى المعاناة من الجفاف
ومع إضافة جدول آخر ضمن روتين الأمهات الجدد يتضمن رعاية الطفل الوليد من تغذية وتغيير حفاض وتهدئته حتى يغلبه النعاس فإن هناك ضغوط وأعباء د أضيفت إلى حياتها اليومية لذلك لانتعجب أن يكون الصداع جزءا لايتجزأ من أسلوب الحياة اليومي , وقد تعبر النوبات الشديدة منه على مشكلات صحية أكثر تفاقما في بعص الأحيان , لذلك يصبح من الضروري التوجه إلى الطبيب فورا إذا كان صداعك من النوع المزمن
ومع تزايد المسئوليات بعد ولادتك لطفلك يصبح الصداع رفيقا ليومك ليكون أحد المشكلات الأكثر شيوعا والتي قد يتعين على الأمهات مواجهتها , خاصة خلال الأسابيع المبكرة الأولى من وصول طفلك للحياة , ومع الرضاعة الطبيعية قد تصبح نوبات الصداع أشد وطأة وصعوبة نتيجة القيود المفروضة على تناول الأدوية المسكنة للألم حيث أن ماتقومي بتناوله من عقاقير سوف ينتقل للطفل عبر حليب الثدي ومن الممكن أن يتسبب ذلك في حدوث مشكلات صحية
يجب أولا أن نتعرف على الأسباب الجذرية التي توضح أسباب مشكلة الصداع أثناء فترة الرضاعة الطبيعية والتي من خلالها نستطيع إصلاح الوضع وتقديم أفضل الحلول الآمنة لعلاج دون التسبب في تأثيرات سلبية على صحة الطفل
الأسباب الشائعة للصداع أثناء الرضاعة الطبيعية

الأسباب الشائعة للصداع أثناء الرضاعة الطبيعية
تؤكد الأبحاث على أن مايتراوح بين 30 % إلى 40 من السيدات يعانين من هجمات الصداع النصفي على الرأس بعد ولادة أطفالهن , ومن الوارد أن يحدث ذلك بشكل شائع في الأسبوع الأول لإستقبال الطفل وتوجد عدة عوامل ومن أبرزها
1-التقلبات الهرمونية بعد الولادة

التقلبات الهرمونية
تصف التغيرات المصاحبة للهرمونات التي تطرأ على أجسام الأمهات والتي ترتبط بإنخفاض مستويات هرمون الإستروجين والذي يعد بمثابة هرمون جنسي رئيسي والذي يؤدي تدني مؤشراته في الجسم إلى التسبب في ظهور أعراض الصداع وخاصة النصفي
2-الحرمان من النوم والإرهاق البدني

الحرمان من النوم
حيث تعاني الأم الجديدة من الضغوطات التي تتطلبها العناية بالطفل وهذا مايؤثر على جودة النوم ويقلص من عدد ساعات الراحة مما يزيد من سيطرة الإرهاق بنوعيه الجسدي والعاطفي كل ذلك يقود إلى المعاناة من الصداع
3- الآثار الجانبية للتخدير النصفي أثناء الولادة

التخدير فوق الجافية
بالإضافة إلى الضغط النفسي الشديد التي تكون الأم بصدده نتيجة إضافة مسئولية جديدة إليها فإنها يمكن أن تعاني من أعراض جانبية نتيجة حقن التخدير فوق الجافية والذي يعد بمثابة خيار آمن وشائع في الولادة القيصرية للسيطرة على الألم ومن الممكن أن يحدث الصداع نتيجة لتسرب السائل النخاعي بعد التخديرمخلفا صداع حاد
اقرأ أيضا كيف تؤثر الرضاعة الطبيعية على عظام الأمهات؟
4-هبوط مستويات سكري الدم

هبوط سكري الدم
مع استمرار الإلتزام بوجبات الرضاعة للطفل بشكل متكرر فإن أجسام الأمهات تفقد كثيرا من الماء والسوائل مما يهدد بمشكلة الجفاف وقصور الترطيب ومع انخفاض مؤشر سكري الدم وتفويت وجبات الطعام بدون شرب كميات كافية من الماء ويندرج ذلك ضمن أسباب الصداع
وقد أفادت الدراسات بأن الأمهات اللاتي يعتمدن في تغذية الطفل على الرضاعة الطبيعية تقل لديهن مخاطر النوبات المتكررة من الصداع النصفي وذلك مقارنة بالأمهات اللاتي يعتمدن على الحليب الصناعي
خيارات العلاجات الدوائية الآمنة أثناء الرضاعة

عقار الأسيتامينوفين
حفاظا على سلامة الطفل الوليد فلابد من مراعاة إجراءات الأمان بالنسبة للأدوية العلاجية المسكنة لألم الصداع أثناء الرضاعة مع الحرص على الحصول على استشارة الطبيب المختص أولا وعدم تناول دواء بشكل تعسفي
1- أسيتامينوفين من أفضل الخيارات الدوائية الموصى بها في المقام الأول للتخفيف من شدة الألم مع تجنب الجرعات العالية منه والأفضل استهلاك جرعة معتدلة
2-إيبوبروفين (موترين أو أدفيل): من ضمن فئة مضادات الإلتهاب التي تتسم بالفاعلية والأمان والتي تقل فرص انتقال مكوناتها إلى حليب الثدي
3-حاصرات بيتا ومن أمثلتها بروبرانولول وميتوبرولول من ضمن الأدوية الوقائية الفعالة في السيطرة على الصداع النصفي وتعد آمنة للإستهلاك حيث تقل مستويات تركيزها في الحليب
توجد بعض العلاجات الطبية التي ينبغي تجنبها أثناء فترة الرضاعة ومن ضمنها الإسبرين الذي يعد من مميعات الدم بالإضافة إلى الكواديين حيث لابد من صرفهما بوصفة طبية
أفضل الإستراتيجيات المنزلية المتبعة للتعامل مع صداع الرضاعة
1-الحصول على قسط كافي من النوم والراحة
2-تناول المزيد من السوائل والعصائر المرطبة
3تطبيق كمادات الماء البارد على منطقة الرأس والجبهة
