مما لا شك فيه أن أمر الإصابة بالسكتات الدماغية أو الحوادث الوعائية الدماغية يحدث عندما يصاب الجسم بحالة من التعطل في إمداد الدم والأكسجين إلى جزء من الدماغ، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يتسبب في موت الخلايا، ومن ثم تحدث حالة تلف في أنسجة المخ. ولكن هل يرتبط أمر حدوث هذه الحالة بموعد زمني معين؟ هل تزداد فرص حدوث الإصابة بالسكتات الدماغية خلال فترات الصباح؟ هذا ما سنقوم بالتعرف عليه بشكل توضيحي من خلال مقالنا اليوم.
الصباح الباكر ومخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية
كما قمنا من قبل بطرح سؤال هام يتضمن إمكانية زيادة مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية في فترات الصباح من عدمه، فالإجابة هنا تتمثل في أن الأمر بالفعل يزداد باكرا ويرجع ذلك إلى التغيرات التي تحدث في هرمونات المريض وضغط الدم. فعلى سبيل المثال عند الإستيقاظ في الصباح، يقوم الجسم بالتحول من الاستلقاء إلى ممارسة الرياضة، ومن ثم تتغيير تركيز الهرمونات داخل الجسم.
الجدير بالذكر أن هذه الهرمونات تتسبب في حدوث أمرين، الأول هو زيادة معدل ضربات القلب وزيادة ضغط الدم، والثاني هو زيادة في لهجة الشرايين. فمن الهام معرفة أنه عادة ينخفض ضغط الدم في الجسم إلى أدنى مستوى له في حوالي الساعة الـ 3 صباحا، ثم يرتفع تدريجيا وبشكل سريع عند الاستيقاظ في الصباح.
آلية الإصابة بالسكتات الدماغية في فترات الصباح
عندما نستيقظ في الصباح يقوم الجسم بإطلاق الأدرينالين وهرمونات التوتر الأخرى، مما يزيد هذا الأمر من ضغط الدم والحاجة إلى الأكسجين حيث أنه بعد مرور ليلة واحدة يقوم الجسم بفقدان كمية كبيرة نسبيا من الماء، ومن ثم يصبح هذا الدم أكثر تركيزا، وعلى القلب أن يعمل بجد لضخ الدم بعيدا.
الجدير بالذكر أنه عندما يزداد ارتفاع ضغط الدم، فإن هذا الوضع المرضي سيزيد من الطلب على الأكسجين لعضلة القلب، مما يجعل هذا الأمر عضلة القلب تبدو في حالتها الغير مستقرة بسبب اختلافات ضغط الدم، ومن ثم يزيد هذا من خطر تلف لويحات تصلب الشرايين، ويعرضها للتمزق والتقشر والتكسر.
في هذا الوقت، تقوم حالة إرتفاع ضغط الدم بتنشيط الصفائح الدموية ، مما يسبب هذا الأمر حدوث التجلط في الدم، ويسبب الانسداد الدماغي، والتعرض لمخاطر السكتة الدماغية الحادة.
أما فيما يتعلق بالسبب الثاني لحدوث السكتة الدماغية الصباحية، فيجب العلم أنه يتمثل في انخفاض تناول أكسيد النيتريك في وقت الاستيقاظ حيث يلعب دورا مهما في الجسم لأنه يشارك في معظم العمليات البيولوجية مثل الاستيقاظ، والوظائف الجنسية، والإحساس بالألم، والرضا، وتنظيم الدم والمواد المغذية التي تعمل على تغذية ودعم الجسم.
والأهم من ذلك، هو دور أكسيد النيتريك في عملية الشيخوخة حيث أنه يساعد في توسع الأوعية الدموية، ويزيد من التدفق، ويجلب الأكسجين والمواد المغذية لتغذية الجسم، كما أنه عامل مهم في تحديد أمر الإصابة بالسكتات الدماغية والسكري..إلخ.
فعلى سبيل التوضيح تعد عملية عدم الاستهلاك في الليل هي الأكبر لذلك عند الاستيقاظ في الصباح الباكر، غالبا ما يفتقر جسم الإنسان إلى هذا المركب، مما يتسبب هذا الأمر في زيادة فرص الإصابة بالسكتات الدماغية في الصباح الباكر.
أهم عوامل الخطر التي تزيد من حدوث الإصابة بالسكتات الدماغية
من الهام جدا معرفة أن معظم مرضى السكتة الدماغية لديهم عوامل خطر موجودة مسبقا لحدوث هذه الحالة المرضية، لذا فيجب في بداية الأمر العمل على الوقاية من هذه الحالة المرضية عن طريق علاج عوامل الخطر ومراقبتها عن كثب لأنها تعد هي مفتاح الوقاية من هذا الوضع المرضي.
بوجه عام تشمل عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عدة عوامل تتمثل في:
- ارتفاع ضغط الدم.
- الرجفان الأذيني.
- اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون والسكري.
- أمراض صمامات القلب.
- فشل القلب.
- التدخين.
كيفية العمل على وقاية أنفسنا من السكتات الدماغية خلال فترات الصباح
بالرغم من عوامل الخطر الكثيرة التي قمنا بذكرها، إلا أن هناك بعض التدابير الشائعة جدا لمنع حدوث المعاناة من السكتات الدماغية الصباحية على النحو التالي:
1) بعد الاستيقاظ من النوم، يجب أن يتم آخذ بضع دقائق حتى يعتاد جسمك تدريجيا على الحالة الجديدة ويكون في تمام الإستيقاظ قبل الخروج من السرير حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال الاستلقاء على السرير والقيام ببعض حركات الاحماء، وتمديد الساقين والذراعين أنا فيما يخص للأشخاص الذين لديهم تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية، فمن المهم الانتباه لصحتهم بوجه عام كل صباح.
2) في المساء وقبل الذهاب إلى الفراش، يوصى بشرب كوب من الماء الدافئ الذي يحفز عملية النعاس، ويساعد على تجنب المعاناة من حالة الجفاف في صباح اليوم التالي، ويقلل من لزوجة الدم والضغط على القلب.
3) تعد أنماط الحياة الصحية من أهم العوامل المساهمة في التغلب على هذه الحالة المرضية حيث تعتبر ممارسة التمارين الرياضية والرياضة وتجنب بعض عوامل الخطر مثل التبغ والكحول واتباع نظام غذائي صحي سليم من الأمور الفعالة تجاه هذا الأمر.