كما نعلم جميعا أن التغيرات الهرمونية هي واحدة من العوامل الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على صحة النساء عامة بل وقد يصل الأمر إلى المعاناة من بعض الحالات المرضية المزعجة مثل التهاب المهبل على الرغم من أنهن ما زلن يحافظن على نظافة مناطقهن الحميمة ويمارسن الجنس الصحي الآمن. لهذا الأمر، قررنا أن نُجيب اليوم على تساؤل هام آلا وهو لماذا تسبب التغيرات الهرمونية معاناة المرأة من أزمة التهاب المهبل؟ هذا ما سنتعرف عليه لاحقا.
ما هو دور الهرمونات في الحفاظ على صحة المهبل؟
ما هو دور الهرمونات في الحفاظ على صحة المهبل؟
تلعب التغيرات الهرمونية، وخاصة المتمثلة في انخفاض هرمون الاستروجين دورا مهما في تغيير البيئة المهبلية والميكروبيوم والدفاعات الطبيعية، مما يترتب على هذا الأمر زيادة أو تفاقم مخاطر الإصابة بالتهاب المهبل لدى النساء في مراحل مختلفة من الحياة.
بناء على هذا، فيمكننا القول بأن الهرمونات تلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على صحة المهبل لدى النساء حيث يساهم التوازن الهرموني، وخاصة هرمون الاستروجين والبروجسترون في التأثير بشكل مباشر على العديد من جوانب المهبل، بما في ذلك الرطوبة والمرونة ودرجة الحموضة ومقاومة العدوى.
على سبيل التوضيح، يعد هرمون الاستروجين هو الهرمون الجنسي الأنثوي الرئيسي، والذي يتم إنتاجه بشكل رئيسي في المبايض ويلعب دورا مهما في الحفاظ على صحة وتوازن البيئة المهبلية، بل ويعزز أيضا من عملية نمو العصيات اللبنية، وهي عبارة عن بكتيريا مفيدة تقوم بإنتاج حمض اللاكتيك، مما يساعد ذلك في الحفاظ على بيئة حمضية قليلا في المهبل (درجة الحموضة 3.8 – 4.5)، ومن ثم تعد هذه الحموضة مهمة لتثبيط نمو البكتيريا والخميرة الضارة.
أما فيما يخص هرمون البروجسترون، فهو هرمون جنسي أنثوي آخر، ويتم إنتاجه أيضا في المبايض حيث يشارك بشكل أساسي في الدورة الشهرية والحمل، ولكن له أيضا دور معين في الحفاظ على صحة المهبل حيث يتم تحقيق هذا بالتنسيق مع هرمون الاستروجين للحفاظ على استقرار الغشاء المخاطي المهبلي.
عدم التوازن بين هرمون الاستروجين والبروجسترون
من هنا، فيجب العلم أنه من الممكن أن يؤدي انخفاض الهرمونات أو عدم التوازن بين هرمون الاستروجين والبروجسترون إلى حدوث مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية المهبلية.
على سبيل المثال، وفي حال نقص هرمون الاستروجين، تقل كمية الإفرازات المهبلية، مما يسبب هذا الجفاف وخلق الكثير من مشاعر عدم الراحة حيث يمكن أن تخلق التغيرات في الأس الهيدروجيني ظروفا لنمو البكتيريا والخميرة، مما يتسبب هذا في حدوث الالتهابات.
يجب العلم أيضا أنه من الممكن أن تؤثر التغييرات في البيئة المهبلية على الميكروبيوم الواقي ومن ثم زيادة مخاطر الإصابة بالتهاب المهبل.
إقرأ أيضا: أهم التغيرات التي تحدث للمهبل بعد الولادة
ما هي أنواع التغيرات الهرمونية المُسببة لالتهابات المهبل؟
ما هي أنواع التغيرات الهرمونية المُسببة لالتهابات المهبل؟
1- التغيرات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية: خلال فترة الدورة الشهرية، يمكن للتغيرات الهرمونية أن تعمل على تغير البيئة المهبلية مؤقتا، مما يترتب على هذا الأمر جعل المهبل أكثر عرضة للعدوى.
2- التغييرات بسبب الحمل: تسبب فترة الحمل حدوث تغيرات هرمونية كبيرة، وخاصة في مستويات هرموني الاستروجين والبروجسترون حيث تصبح النسب مرتفعة، ومن ثم يمكن أن تؤثر على الفلورا المهبلية ودرجة الحموضة مما يؤدي هذا إلى زيادة مخاطر الإصابة بالتهاب المهبل.
3- انقطاع الطمث: أثناء فترة انقطاع الطمث، يقوم الجسم بخفض إنتاج هرمون الإستروجين بشكل كبير حيث يمكن أن يؤدي هذا الانخفاض إلى ترقق وجفاف جدران المهبل حيث يعرف هذا الوضع أيضا باسم التهاب المهبل.
بمزيد من الفهم، يترتب على هذا الوضع أيضا حدوث تغير في البيئة الداخلية للمهبل كثيرا والمعاناة من الجفاف في هذه المنطقة وحدوث التغيرات في درجة الحموضة، ومن ثم خلق الكثير من الظروف المواتية للبكتيريا والفطريات وإتاحة الفرصة للهجوم والتسبب في تلف المهبل وحدوث الالتهابات.
4- التغيرات الهرمونية بعد الولادة: بعد مرحلة الولادة، يمكن أن تتقلب مستويات الهرمونات وخاصة هرمون الاستروجين، مما يؤثر هذا بشكل سلبي على البيئة المهبلية.
يمكن أن تزيد هذه التغييرات الحادثة خلال مرحلة الشفاء من مخاطر الإصابة بالتهاب المهبل، فالجدير بالذكر أن فترة الرضاعة الطبيعية تعمل على إطالة أزمة انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، مما يؤدي هذا بدوره إلى زيادة فرص الإصابة بالالتهابات المهبلية في مرحلة ما بعد الولادة.
5- التغييرات التي تسببها حبوب منع الحمل: يمكن أن تتسبب وسائل منع الحمل الهرمونية في حدوث حالة من الخلل في التوازن الهرموني الطبيعي بداخل الجسم، مما قد يؤثر ذلك على الفلورا المهبلية.
قد يترتب على هذا الأمر إصابة بعض النساء بعدوى الخميرة أو التهاب المهبل الجرثومي. لذا، فيجب أن يتم هذا تحت إشراف طبي من جانب الطبيب المختص لتجنب مثل هذه التوابع المزعجة.
ما الذي يجب فعله عند الاشتباه في الإصابة بالتهاب المهبل بسبب التغيرات الهرمونية؟
ما الذي يجب فعله عند الاشتباه في الإصابة بالتهاب المهبل بسبب التغيرات الهرمونية؟
على الرغم من قيامنا بممارسة النظافة التناسلية المناسبة والحصول على حياة جنسية صحية، إلا أنه لا تزال العديد من النساء يواجهن التهاب المهبل.
لذا، وعندما يكون لدينا أي أعراض لالتهاب المهبل (إفرازات غير طبيعية – حكة – حرقان – ألم)، فينصح وفورا بضرورة الذهاب إلى الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وعلاج في الوقت المناسب.
يجب الحديث مع الطبيب حول تدابير الإدارة الهرمونية المناسبة لحالتك الصحية عزيزتي خاصة أثناء فترة انقطاع الطمث.
لا يمكننا التغافل على أنه من الممكن أن تصاب الفتيات المراهقات أيضا بالتهاب المهبل، والذي غالبا ما يرتبط بعادات النظافة السيئة، أو استخدام منتجات العناية الغير صحية، أو المعاناة من التغيرات الهرمونية خلال فترة البلوغ.
من هنا، يعد أمر تثقيف الفتيات حول الرعاية المناسبة للأعضاء التناسلية، أمرا بالغ الأهمية للوقاية من التهاب المهبل في مرحلة عمرية مبكرة.