تعد حالة نقص التروية الدماغية من الحالات المرضية المزعجة التي لا يقتصر تأثيرها على الجهاز العصبي فقط بل يمتد الأمر إلى حدوث المعاناة من اضطرابات النوم ولشكوى من الأرق لفترات زمنية طويلة. ولكن لماذا تسبب حالة نقص التروية الدماغية في حدوث المعاناة من الأرق؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم بمزيد من التوضيح.
ما هي أسباب الإصابة بحالة نقص التروية الدماغية المسببة للأرق؟
ما هي أسباب الإصابة بحالة نقص التروية الدماغية المسببة للأرق؟
يرتبط نقص التروية الدماغي، الذي يُعرف أيضا باسم قصور الدورة الدموية الدماغية بشكل وثيق بالكثير من حالات الأرق، فعلى سبيل التوضيح يحدث هذا الأمر عندما ينخفض تدفق الدم إلى الدماغ، ولا يتم تزويد الخلايا العصبية بما يكفي من الأكسجين والمواد المغذية، مما يؤدي هذا إلى انخفاض أداء الدماغ، ومن ثم التأثير على نوعية النوم حتى تحدث المعاناة من الأرق لفترات زمنية طويلة.
يجب العلم أيضا، أن هذه الأزمة المرضية لا تتسبب في حدوث المعاناة من اضطرابات النوم فقط بل ينطوي تبعياتها على العديد من المخاطر الجسيمة على الصحة العصبية مثل الشكوى من تلف جدران الأوعية الدموية الدماغية، وتكوين الجلطة، وتصلب الشرايين، وما إلى ذلك.
الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن تسبب هذه المضاعفات خللا عصبيا، مما يؤثر هذا الأمر على التفكير والذاكرة ودورات النوم والعديد من الوظائف الفسيولوجية الأخرى حيث يمكننا القول بأنه إذا لم يتم تشخيص هذه الحالة وعلاجها في الوقت المناسب، فقد يكون لهذا الأمر عواقب وخيمة تهدد حياة المريض.
ما هي أهم عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بنقص التروية الدماغية وتسبب الأرق؟
ما هي أهم عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بنقص التروية الدماغية وتسبب الأرق؟
هناك العديد من أسباب نقص التروية الدماغية التي تؤدي إلى الأرق والتي تتمثل في الآتي:
1) التقليل من تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ
عندما ينخفض تدفق الدم إلى الدماغ، ولا يتم تزويد الدماغ بما يكفي من الأكسجين والمواد المغذية اللازمة للحفاظ على الأداء الطبيعي، فسوف يترتب على هذا الأمر معاناة المريض من بعض الأعراض المرضية مثل الصداع، والدوخة، والقلق، والتعب، والتوتر العصبي.
الجدير بالذكر، أن جميع هذه المظاهر تجعل من الصعب على المريض النوم أو عدم النوم بعمق مما يسبب هذا حدوث التعرض لأزمة الأرق في الليل.
2) ضعف وظيفة الجهاز العصبي المركزي
تؤثر أزمة نقص التروية الدماغي بشكل مباشر على مناطق الدماغ التي تتحكم في دورات النوم حيث يحدث هذا عن طريق جذع الدماغ الذي يعمل على تنسيق عملية الانتقال بين النوم واليقظة تحت المهاد، ومن ثم ينظم إيقاعات الساعة البيولوجية والنوم
يجب العلم، أنه عندما تفتقر هذه المناطق إلى الأكسجين والمواد المغذية، فسوف تحدث حالة إضطرابية تصيب عملية تنظيم النوم، مما يترتب على ذلك صعوبة النوم أو عدم النوم بعمق أو الاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل.
3) حدوث حالة اضطرابية بالهرمونات المنظمة للنوم
يمكن أن تتسبب أزمة نقص التروية الدماغية في تعطيل عملية إنتاج الميلاتونين، وهو عبارة عن هرمون رئيسي تفرزه الغدة الصنوبرية، ويقوم بلعب دورا رئيسيا في تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية وتعزيز جودة النوم.
من الهام معرفة، أنه عندما تنخفض مستويات الميلاتونين، فسوف يقوم الجسم بفقدان إشارات النوم، مما قد يؤدي هذا الأمر بكل سهولة إلى المعاناة من الأرق أو النوم المتقطع.
إقرأ أيضا: أنماط التغذية السليمة لمرضى الدوخة الناتجة عن نقص التروية الدماغية
كيف يتم التعامل مع حالة نقص التروية الدماغية المسببة للأرق؟
كيف نستطيع علاج نقص التروية الدماغية المسبب للأرق؟
في بداية الأمر، لا ينبغي الاستخفاف بالأرق الناجم عن نقص التروية الدماغية لأنه يمكن أن يكون علامة تحذير على حدوث اضطراب عصبي خطير.
لذا، وفي هذه الآونة فسوف يحتاج المرضى إلى زيارة الطبيب في حال ظهور بعض الأعراض المرضية المزعجة مثل الصداع أو الدوخة أو الأرق المطول أو انخفاض التركيز أو التعب غير العادي.
بشكل رئيسي، يساعد الفحص والتشخيص المبكر الأطباء على تحديد السبب، وبالتالي تطوير الأنظمة العلاجية المناسبة لتحسين جودة النوم ومنع المضاعفات الخطيرة مثل السكتة الدماغية والخرف والاضطرابات العصبية وما إلى ذلك.
ما هي طرق علاج نقص التروية الدماغية المسببة للأرق؟
ما هي طرق علاج نقص التروية الدماغية المسببة للأرق؟
أولا: العلاج الطبي
اعتمادا على شدة حالة نقص التروية الدماغية، قد يقوم الطيب بوصف الآتي:
– المنتجات الدوائية: حيث تعمل هذه المنتجات على دعم التحكم في ضغط الدم وخفض الكوليسترول ومنع تجلط الدم وتحسين عمل الدورة الدموية الدماغية.
– دعامة الشريان السباتي: تطبق هذه الآلية العلاجية عند تضييق الشريان لتحسين الدورة الدموية في الدماغ.
– الجراحة: يشار إليها في الحالات الشديدة لمنع حدوث مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية.
ثانيا: إجراء بعض التغيرات في أنماط الحياة
تتمثل هذه الأنماط في أهمية تناول نظاما غذائيا متوازنا، والتقليل من كمية الدهون الواردة للجسم، وزيادة الخضروات الخضراء والأطعمة المفيدة للدم والدماغ.
إلى جانب هذا، فيجب المواظبة على شرب كمية كافية من الماء كل يوم مع ضرورة ممارسة بعض أنواع الرياضات بلطف وانتظام مثل المشي واليوغا وركوب الدراجات؛ بالإضافة إلى أهمية السيطرة على الإجهاد، والحفاظ على علم النفس الإيجابي؛ وإجراء الفحوصات الصحية الدورية على النحو الذي يحدده الطبيب.
ثالثا: دعم تدابير النوم
من أهم أنماط النوم الصحية، فيمكننا أن نقوم بالحديث عن النوم والاستيقاظ في وقت محدد مع ضرورة خلق مساحة نوم هادئة مع ضوء خافت.
ينصح أيضا بأهمية الحد من الأجهزة الإلكترونية قبل النوم؛ مع ضرورة تجنب تناول العناصر المنشطة مثل الكافيين والتبغ، خاصة خلال فترات المساء أو الأفضل أن يتم البعد عن عادة التدخين السيئة تماما.
إلى جانب هذا؛ فيجب المواظبة على آخذ حماما دافئا، والاسترخاء بالزيوت الأساسية الطبيعة؛ وتجنب ممارسة أي مهام عملية أو دراسية في المساء .