كما نعلم جميعا أن الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وما إلى ذلك يقوموا بتناول الأدوية العلاجية بصورة طويلة الأمد حيث تتم مراقبتهم من قبل الطبيب لتجنب حدوث أي أزمات صحية لا يحمد عقباها. بناء على هذا، فسوف نقوم اليوم بالحديث عن أزمة قيام بعض المرضى بتغيير الأدوية بشكل تعسفي وما يتبع هذا الأمر من مضاعفات صحية .
الأمراض المزمنة

الأمراض المزمنة
عند الحديث عن الأمراض المزمنة، فيجب العلم أنها عبارة عن أمراض تقدمية طويلة الأمد ومتكررة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض العظام والمفاصل وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وما إلى ذلك وتتجدد وتتزايد مع مرور الوقت بسبب بعض العوامل الوراثية أو الانماط الحياتية الغير صحية.
على الرغم من عدم وجود علاج كامل لهذه النوعية من الأمراض، إلا أن الاستخدام السليم للأدوية الموصوفة طبيا يمكن أن يساعد في السيطرة على المرض بشكل أفضل، ويقلل من المضاعفات المرتبطة بالمرض، مما يساهم هذا الأمر بشكل رئيسي في تحسين الصحة العامة.
أسباب قيام مرضى الحالات المزمنة بتغيير أدويتهم بشكل تعسفي

أسباب قيام مرضى الحالات المزمنة بتغيير أدويتهم بشكل تعسفي
قد يلجأ بعض أصحاب الحالات المرضية المزمنة إلى تغيير أدويتهم بشكل تعسفي بسبب الآتي:
– عدم وجود تأثير ملحوظ للعلاج الموصوف طبيا خلال فترات زمنية قصيرة، ومن ثم تتواجد شكوك ملحوظة حول تأثير هذه النوعية من الأدوية على الحالة المرضية.
– عدم امتلاك المريض القدرة الكافية على الامتثال للدواء وإدارته ذاتيا، بالإضافة إلى صعوبة فهم بعض آثار المنتجات الدوائية الجانبية، ومن ثم يتم تغيير الدواء بشكل تعسفي أو العمل على إيقافه تماما.
– الإعتقاد بأنه في حال تناول الدواء لفترة زمنية طويلة، فسوف يقوم هذا الأمر بالإضرار بصحة الكبد والكلى وتباعا يتم التوقف عن تناول الدواء.
إقرأ أيضا: هل يمكن تناول الفيتامينات مع المضادات الحيوية؟
عواقب صحية سلبية عندما يقوم أصحاب الأمراض المزمنة بتغيير الأدوية بشكل تعسفي

عواقب صحية سلبية عندما يقوم أصحاب الأمراض المزمنة بتغيير الأدوية بشكل تعسفي
كما ذكرنا من قبل أن علاج الأمراض المزمنة من العمليات العلاجية طويلة الأمد. لذلك، فمن الواجب على المريض أن يتقبل المرض ويلتزم بشكل رئيسي بارشادات الطبيب وخاصة فيما يخص روتين تناول الأدوية والمراقبة المنتظمة حيث تعد هذه من أهم الطرق الأساسية والمعنية بالسيطرة على المرض.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه أثناء استخدام الدواء، وفي حال ظهور أي ردود فعل غير طبيعية، فسوف يحتاج المريض إلى إخطار الطبيب على الفور بهذه التداعيات الصحية.
يجب العلم، أنه إذا قام المرضى المزمنون بتغيير الأدوية من تلقاء أنفسهم، فقد يتسبب ذلك في عدد من العواقب التالية:
– التأثير على فاعلية علاج المرض: بشكل رئيسي، وبغض النظر عن التكلفة فيجب أن تجتاز جميع الأدوية اختبارات صارمة للسلامة والجودة والفعالية، ولكن يمكن أن تكون هناك اختلافات طفيفة في التوافر البيولوجي بين الأدوية التي تنتجها الشركات المصنعة المختلفة، والتي يمكن أن تؤثر على امتصاص الأدوية وآثارها على صحة الجسم.
الجدير بالذكر، أنه في حال تغيير العلامات التجارية للأدوية بشكل تعسفي، فمن الوارد أن نواجه حالات يحتوي فيها الدواء على محتوى دوائي مختلف عن الدواء القديم بنسب أصغر أو أكبر، ففي حال عدم قيامنا بتناول جرعات كافية من الأدوية، فلن يتم السيطرة على المرض أما إذا كانت جرعة الدواء عالية جدا، فسوف يكون المريض عرضة لآثار جانبية بسبب الجرعة الزائدة.
لذلك، يجب على المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة عدم تغيير العلامة التجارية للدواء بشكل تعسفي، وإذا كان حقا بحاجة إلى تغييره، فيجب علينا استشارة الطبيب وضبط الجرعة العلاجية إذا لزم الأمر.

الآثار جانبية بسبب التوقف المفاجئ عن الدواء
– المعاناة من الآثار جانبية بسبب التوقف المفاجئ عن الدواء: عند قيامنا بتناول دواء معينا لفترة زمنية طويلة، فمن الوارد أن تتسبب آلية تغيير الدواء فجأة إلى زيادة الآثار الجانبية التي من الوارد أن تصيب الجسم.
– زيادة مخاطر الإصابة بالحساسية: على الرغم من أن العنصر النشط الرئيسي لبعض الأدوية المتناولة يكون واحدا، إلا أن سواغات العلامات التجارية المختلفة للأدوية قد تختلف من نوعية لأخرى مثل الحشوات والمجلدات وما إلى ذلك ومن ثم تزداد فرص الإصابة بالحساسية الدوائية.
لذلك، ينصح الخبراء بأهمية عدم قيام المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة بتبديل الأدوية بأنفسهم ومراعاة آلية تناول الجرعات المناسبة من الدواء، فإذا كانت لديهم أي أعراض جانبية غير سارة، فيجب عليهم مراجعة الطبيب على الفور، واتباع مبادئ مراقبة سلامة الأدوية بكل السُبل المتاحة والممكنة.
إلى جانب تناول الأدوية، فمن الهام معرفة أن مفتاح السيطرة على الكثير من الحالات المرضية هو ضرورة إتباع أنماط الحياة الصحية حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال الإبتعاد تماما عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية، وممارسة الأنشطة البدنية وفقا للحالة الصحية التي يسمح بها الجسم، وتناول الأطعمة الغذائية المفيدة للجسم، والحفاظ على معدلات الوزن الصحية، والحصول على قسط كاف من النوم والتقليل من الاجهاد والقلق ومشاعر التوتر.
 
			        
 
														