ويالها من خفقات قلبية أولية تحمل بين طياتها الكثير من المشاعر والأحاسيس العاطفية ولكن من يقوم بإرسالها ما هو إلا الدماغ وإرشاراته الحالمة الحاملة للكثير من مشاعر الحب الصادقة. فعند إصابة القلب بهذه الحالة من العواطف والمشاعر، فسوف ينتج عن هذا الأمر تدفق العديد من المواد الكيميائية المتعلقة بنظام المكافأة إلى الدماغ، مما ينتج عنه مجموعة متنوعة من ردود الفعل الجسدية والعاطفية التي تسبب حالة من خفقان القلب، وراحة اليد المتعرقة، واحمرار الخدين، ومشاعر العاطفة، وما إلى ذلك. بمزيد من المتعة سنتعرف اليوم بشكل مفصل على أهم التغيرات التي تصيب الدماغ والعقل عند الوقوع في براثن الحب والتعلق.
الوقوع في الحب
الوقوع في الحب
عند المرور بتجربة الحب، فغالبا ما نصاب في اللحظات الأولى بحالة من الإحساس الطبيعي بالنشوة، فمن قال أن الحب هو حقا الكيمياء التي تصيب الأحبة كان على صواب.
بوجه عام تحدث هذه التغييرات المعقدة في منطقة الدماغ، ومن هنا نستطيع تفسير شعورنا الذي يبدو كمزيج مكثف من الرغبة والابتهاج والسعادة والحماسة. فعلى الرغم من أنها قد تبدو تجربة غامضة أو حتى خارقة، إلا أن ما يحدث على المستوى العصبي هو السبب الرئيسي في حدوث ذلك.
مناطق الدماغ المتعلقة بالرغبة والعاطفة عند الوقوع في الحب
مناطق الدماغ المتعلقة بالرغبة والعاطفة عند الوقوع في الحب
عند الإصابة بحالة من الحب، فسوف ينتج عن هذا الأمر نشأة العديد من مشاعر الرغبة في منطقة ما تحت المهاد المتواجدة في الدماغ. فالجدير بالذكر أن هذا الهيكل الصغير بحجم اللوز الموجود فوق جذع الدماغ مباشرة مرتبط بالاحتياجات والرغبات الأساسية مثل العطش أو الجوع.
إلى جانب هذا فإنه يتحكم أيضا في العمليات الداخلية الآلية والتي تتمثل في درجة حرارة الجسم وضغط الدم ودورات النوم، بالإضافة إلى ذلك فهو يعد الجزء المسئول في الدماغ على تنظيم الدوافع الجنسية، وهذا لأنه يقوم بالعمل على تحفيز إفراز الهرمونات التي تزيد من معدلات الرغبة الجنسية.
مناطق الدماغ المرتبطة بالجاذبية والرومانسية
مناطق الدماغ المرتبطة بالجاذبية والرومانسية
أما عندما يتعلق الأمر بالجاذبية والرومانسية، فيمكننا أن نقوم بإلقاء الضوء على منطقتين محددتين، وهذا لما لهما من أدورا مهمة جدا تجاه هذا الأمر، فالجدير بالذكر أنهما يتمثلا في الدماغ البطني والنواة.
تلعب كلتا منطقتي الدماغ دورا أساسيا في نظام المكافأة بداخل الدماغ، ومن ثم يقوم هذا الأمر بتزويد الجسم بالدوبامين، وهو ناقل عصبي يقوم بإنتاج الكثير مشاعر النشوة والمتعة. ومن هنا يمكننا القول بأن هذا يعد هو السبب الرئيسي في أن المراحل المبكرة من الحب يمكن أن تجلب الكثير من مشاعر الإثارة وأحيانا الإدمان حيث عدم القدرة على التوقف عن التفكير فيمن قاموا بخطف القلب والرغبة دائما في التواجد معهم أينما كانوا.
إقرأ أيضا: هرمونات السعادة وكيف يتم العمل على زيادتها داخل الجسم؟
مناطق الدماغ المشاركة في خلق مشاعر التعلق
مناطق الدماغ المشاركة في خلق مشاعر التعلق
هل يقتصر الحب على مشاعر الجاذبية والرومانسية فقط؟ فالإجابة هنا بالتأكيد ستأتي بالسلب تماما حيث يمتد الأمربعد ذلك إلى خلق مشاعر التعلق والمودة حيث من المثير للاهتمام أنها تتأثر بشدة بمنطقة ما تحت المهاد.
تحدث حالة الشعور بهذه المشاعر بسبب أن هذه المنطقة من الدماغ تقوم بإفراز العديد من المواد الكيميائية التي تلعب دورا في تعزيز الثقة والارتباط العاطفي بصورة كبيرة.
مناطق الدماغ الأخرى المرتبطة بالحب
مناطق الدماغ الأخرى المرتبطة بالحب
عند قيامنا بخوض تجربة الحب، فمن الضروري علينا معرفة أنه توجد أيضا مناطق أخرى من الدماغ تشارك في قيامنا بخوض هذه التجربة، وهذا بسبب أن هذا الأمر يعني الكثير للدماغ. فعلى سبيل المثال، تساعد اللوزة الدماغية في العمل على معالجة المشاعر التي نقوم في بعض الأوقات بإختبارها وهذا عند التعرض لبعض المواقف.
الجدير بالذكر أن هذه المنطقة تعد مهمة جدا لأنها تقوم بخلق ارتباطات عاطفية قوية نعمل على تطورها في المراحل المبكرة من العلاقة الرومانسية.
الدماغ هو الموطن الأساسي لميلاد مشاعر الحب
الدماغ هو الموطن الأساسي لميلاد مشاعر الحب
عند الحديث عن هذا الأمر بشكل علمي فقد لا يبدو الأمر رومانسيا للغاية حيث تعد الناقلات العصبية والهرمونات ومنطقة ما تحت المهاد إلى جانب مناطق أخرى من الدماغ هي في قلب كل قصة حب والمنبع الرئيسي لها.
إلى جانب هذا، فلا يمكننا أن نقوم بغض الطرف عن هرمون الدوبامين وهو هرمون الشعور بالسعادة والرضا والذي يسبب الكثير من مشاعر النشوة والفرح. بالإضافة ايضا إلى بعض الهرمونات الأخري بما في ذلك الأوكسيتوسين والسيروتونين والإستروجين والتستوستيرون، وما لهم من دور رئيسي في سيطرة حالة الحب والتعلق فيما بين الأحبة.
من الهام علينا معرفة أنه على الرغم من أن الحب يمكن أن يتخذ أشكالا مختلفة، إلا أنه بعض الأبحاث أظهرت أيضا أن هذه الأشكال من الحب قد تشترك في الآليات البيولوجية العصبية الأساسية. فعلى سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن مشاعر الأمومة والحب العاطفي تزداد بصورة كبيرة من خلال النشاط الذي يقع في منطقة الدماغ البطنية.
في الختام، يجب علينا معرفة أنه عندما نقع في حب شخص ما، فسوف تضيء مناطق الدماغ الرئيسية حيث تُغمر منطقة الدماغ البطنية بالدوبامين، ومن ثم يتم البدأ في العمل بنظام المكافأة بالدماغ بكامل طاقة الفرد حيث القيام بمعالجة هذه المشاعر الرائعة، وربط شغف الزيادة بمشاعر معقدة أخرى مثل التعلق والتعاطف.