تعد أزمة فرط حمض اليوريك من أهم الأزمات المرضية التي تتسبب في خلق الكثير من مشاعر القلق للأفراد لأنها من الممكن أن تؤدي إلى حدوث العديد من المشاكل الصحية والتي قد تتمثل في المعاناة من مرض النقرس وحصوات الكلى وأمراض القلب. الجدير بالذكر، أن هذه الأزمة من الوارد أن تزداد بسبب الأنظمة الغذائية غير العلمية والجداول الزمنية غير الصحية ومن هنا فقد وجب علينا التحري عن أدق التفاصيل الغذائية لمحاولة إحتواء هذه الحالة المرضية. بناء على هذا فقد جئنا اليوم لكي نجيب على تساؤل هام آلا وهو ما مدى آمان تناول فرط حمض اليوريك لبعض المشروبات الشائعة مثل الشاي الأخضر والقهوة؟
ما المقصود بفرط حمض اليوريك داخل الجسم؟
ما المقصود بفرط حمض اليوريك داخل الجسم؟
بوجه عام، يتم ترشيح حمض اليوريك في داخل الجسم من خلال الكلى حيث يتم إفرازه عن طريق البول أو العرق، ونظرا لأن الطعام الذي نقوم بتقديمه يوميا للجسم يحتوي على الكثير من البروتينات أو لجوء بعض الأفراد إلى ممارسة عادة تناول المشروبات الكحولية البغيضة، فسوف يترتب على هذا زيادة كمية حمض اليوريك داخل الجسم.
من الوارد أيضا أن تحدث هذه الحالة المرضية بسبب ضعف وظائف الكلى، وعدم قدرتها على تصفية وترشيح حمض اليوريك، مما يؤدي ذلك إلى زيادة تركيزه في الدم، وبناء عليه تحدث حالة من زيادة ترسب بلورات اليورات في المفاصل والأنسجة الرخوة حيث يعد هذا هو السبب الرئيسي لحدوث المعاناة من النقرس.
من هنا، فينصح الخبراء بأهمية تناول الطعام الصحي مع هذه الحالة المرضية والعمل على تناول الأدوية المناسبة للمساعدة على تحقيق المستوى المطلوب من حمض اليوريك.
ما مدى آمان تناول الشاي الأخضر مع مرضى ارتفاع حمض اليوريك؟
ما مدى آمان تناول الشاي الأخضر مع مرضى ارتفاع حمض اليوريك؟
في بداية الأمر، يجب العلم أن مشروب الشاي الأخضر يعد من أهم أنواع المشروبات الإيجابية للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع حمض اليوريك حيث يقوم بإمداد الجسم بالعديد والكثير من الفوائد المعنية بالعمل على التحكم في حالة حمض اليوريك المرتفعة ومن ثم تحسينها بقدر الإمكان.
يتم تحقيق هذه الفوائد بسبب إحتواء هذا المشروب على العديد من المكونات المفيدة وخاصة البوليفينول، والذي يعد أحد مضادات الأكسدة القوية التي تعمل وبشكل فعال على تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم.
على سبيل التوضيح أكثر، تقوم مادة البوليفينول بإجراء هذه المهمة الفعالة من خلال دعم التخلص من حمض اليوريك عن طريق البول، مما يقلل هذا الأمر من مخاطر ترسب وتكوين بلورات اليورات في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، تساعد مادة البوليفينول على منع زيادة حمض اليوريك عن طريق الحد من إنتاج إنزيم الزانثين أوكسيديز، وهو إنزيم يشارك في تحويل البيورينات إلى حمض اليوريك.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أيضا أن تناول هذا المشروب يجب أن يخضع لعدة ضوابط أهمها عدم تناوله على معدة فارغة لتجنب حدوث المعاناة من تهيج المعدة. إلى جانب هذا، فينبغي أيضا عدم شرب الشاي الأخضر مباشرة بعد الأكل حيث يوصى بضرورة الانتظار لفترة زمنية تترواح من 30 دقيقة إلى 60 دقيقة.
بالإضافة إلى ذلك، فينصح الخبراء بأهمية عدم تناول بعض المنتجات الدوائية مع الشاي الأخضر لتجنب التقليل من فاعليتها ومراعاة الكمية المتناولة على آلا تتجاوز 1-2 أكواب في اليوم والبعد عن فترات المساء عند التناول لتجنب الشكوى من الأرق واضطرابات النوم.
ما مدى آمان تناول القهوة مع مرضى ارتفاع حمض اليوريك؟
ما مدى آمان تناول القهوة مع مرضى ارتفاع حمض اليوريك؟
يأتي مشروب القهوة هنا مشابه تماما في آمانه وفاعليته مع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع حمض اليوريك لمشروب الشاي الأخضر.
على سبيل التوضيح، تتمتع القهوة بدور رائع في التقليل من مخاطرالإصابة بمرض النقرس وخفض مستويات حمض اليوريك في الدم حيث يحدث هذا عن طريق زيادة السرعة التي يقوم بها الجسم بإفراز هذه المادة.
الجدير بالذكر أيضا، أنه يمكن للقهوة أن تتنافس مع الإنزيمات المضادة للبيورين في الجسم، مما يترتب على هذا التقليل من معدل إنتاج حمض اليوريك. بالإضافة إلى إحتواء هذا المشروب على مجموعة متنوعة من المركبات المفيدة بما في ذلك المعادن والبوليفينول والكافيين.
للقهوة أيضا تأثير ملحوظ في زيادة قابلية ذوبان حمض اليوريك في البول حيث تساعد المكونات النشطة مثل البوليفينول في زيادة نفاذية الخلايا، مما يساعد هذا الأمر على موازنة وظيفة إفراز الجسم، وعلى المدى الطويل يتم التقليل من مستويات حمض اليوريك وتحسين الصحة البدنية
ولكن من الواجب علينا أن نقوم بشرب القهوة الصحية النقية والبعد تماما عن القهوة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والحليب والقشدة، لتجنب تجاوز محتوى السكر للمعيار ومن هنا تزداد أيضا معدلات حمض اليوريك داخل الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الواجب ألا يتم شرب أكثر من 3 أكواب من القهوة يوميا (حوالي 200 مل / كوب) مع أهمية مراعاة تناولها صباحا بعد وجبة الإفطار والبعد عن فترات المساء لتجنب المعاناة من الأرق لأن الكافيين الموجود في القهوة يمكن أن يساعدنا على الانتعاش والعمل بشكل أكثر كفاءة.