تلعب المكملات الغذائية دورا فعالا في إمداد الجسم بالعديد من العناصر الغذائية الهامة، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر يجب أن يحدث تحت إشراف طبي وفي أوقات محددة. على سبيل المثال، وفيما يتعلق بمكملات الكالسيوم، فسوف نقوم اليوم بالحديث عن ما هو التوقيت المناسب لتناول هذه المكملات لتحقيق أقصى فاعلية؟ وتجنب أمر عدم الإستفادة منها جراء تناولها في أوقات غير صحيحة.
عنصر الكالسيوم
عنصر الكالسيوم
يعد عنصر الكالسيوم من أهم العناصر الغذائية الهامة وبشكل رئيسي في الحفاظ على صحة العظام في حالتها القوية. لا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل تمتد فوائد هذا العنصر إلى الحد من هشاشة العظام، ودعم الوظائف الأساسية للجسم مثل تقلص العضلات والتوصيل العصبي.
يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه في حال تناول أقراص الكالسيوم عندما نتذكرها أو عند دمجها مع بعض الأطعمة أو الأدوية غير المناسبة، فسوف يترتب على هذا الأمر عدم إمتصاص الجسم لما يحتاج إليه من هذا المكمل الغذائي. لذا، فمن الواجب علينا معرفة الأوقات المناسبة لتناول مكملات الكالسيوم ببحصول على أفضل النتائج الصحية.
العوامل المؤثرة على استهلاك مكملات الكالسيوم
العوامل المؤثرة على استهلاك مكملات الكالسيوم
لا تتعلق مكملات الكالسيوم وتأثيرها على الجسم بالكمية المتناولة فقط، بل تتعلق أيضا بعملية الامتصاص، فعلى سبيل التوضيح يمكن للجسم امتصاص كمية محدودة من هذا العنصر في المرة الواحدة والتي قد تتراوح عادة من 500 – 600 مجم، فالجدير بالذكر أنه في حال شرب الكثير من هذه الكمية في نفس الوقت فلن يفيد هذا الأمر العظام أو الجسم حيث سيتم التخلص من الفائض ببساطة دون تحقيق أي استفادة للجسم.
علاوة على ذلك، تعمل بعض الحالات في المعدة والدم على تحديد كمية الكالسيوم التي يمكن للجسم امتصاصها في وقت معين حيث من الوارد أن تشمل هذه الحالات مستوى الحمض في المعدة، والقدرة على امتصاص فيتامين د، ووجود معادن أو أدوية أخرى سواء تم تناول هذه المكملات مع الطعام أم لا.
إقرأ أيضا: أطعمة يجب تناولها مع مكملات الكالسيوم لتمتع الجسم بأقصى استفادة
الأوقات المناسبة لتناول مكملات الكالسيوم
الأوقات المناسبة لتناول مكملات الكالسيوم
من الهام معرفة أن إجمالي احتياجاتنا اليومية من الكالسيوم تبلغ 1000-1200 مجم حيث يجب من هنا العمل على تقسيمها إلى جرعتين يتراوحا من 500 إلى 600 مجم ، واحدة في الصباح والأخرى في المساء، فالجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية تعمل على زيادة الامتصاص وتقليل من النفايات الموجودة داخل الجسم.
يجب أيضا معرفة أن الكالسيوم يتنافس مع الحديد على الامتصاص، لذا ينبغي وبشكل رئيسي تجنب الجمع بين الكالسيوم والأطعمة الغنية بالحديد أو مكملات الحديد، وفي حال تناول كليهما طبقا للإرشاد الطبي، فينبغي الفصل بينهم بفترة زمنية تترواح ساعتين على الأقل.
من الهام أيضا معرفة أن كربونات الكالسيوم تحتاج إلى حمض المعدة لتذوب بشكل صحيح، ومن هنا يتم تناول الكالسيوم مع الوجبات لدعم عملية إنتاج الجسم للمزيد من الحمض أثناء الهضم. ينصح بأن يتم هذا الأمر خلال وجبة الإفطار أو الغداء أو العشاء فجميعهم ذات فاعلية واحدة ولكن يجب فقط التأكد من عدم تناول أكثر من 500-600 مجم في المرة الواحدة.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن يمنع الكافيين والعفص (الموجود في مشروبات الشاي والقهوة) من عملية امتصاص الكالسيوم، فمن الناحية المثالية يجب الإنتظار من 1-2 ساعة بعد عادة شرب القهوة في الصباح وقبل تناول مكملات الكالسيوم.
فيتامين د ودوره الفعال في امتصاص عنصر الكالسيوم
فيتامين د ودوره الفعال في امتصاص عنصر الكالسيوم
بشكل رئيسي، يحتاج الجسم إلى فيتامين د لدعم عملية امتصاص الكالسيوم بشكل فعال، فبغض النظر عن الوقت الذي يتم فيه تناول هذه المكملات الغذائية، فيجب التأكد من حصولنا على ما يكفي من فيتامين د عن طريق الشمس أو النظام الغذائي أو المكملات الغذائية.
من هنا يمكننا القول، بأنه بدون حصول الجسم على فيتامين د، فلا يستطيع الجسم اكتساب الكثير من عنصر الكالسيوم.لذا، إذا كانت مكملات الكالسيوم لا تحتوي على فيتامين د، فيجب التفكير في دمجها مع مكمل فيتامين د بشكل منفصل أو تناوله بعد التعرض لأشعة الشمس لتحقيق أقصى منافع وإستفادة صحية.
مكملات الكالسيوم والتفاعل مع بعض أنواع الأدوية المتناولة
مكملات الكالسيوم والتفاعل مع بعض أنواع الأدوية المتناولة
من الواجب علينا أيضا معرفة أن مكملات الكالسيوم يمكن أن تتفاعل مع امتصاص أدوية الغدة الدرقية خاصة ليفوثيروكسين حيث يمكن أن يؤدي الجمع بين كلا النوعين في نفس الوقت إلى التقليل من فاعلية علاج الغدة الدرقية بشكل كبير.
عند الرغبة في منع مثل هذه الحالة التفاعلية، فينصح الخبراء بأهمية تناول أدوية الغدة الدرقية والكالسيوم بفارق زمني يبلغ 4 ساعات على الأقل، فمن الناحية المثالية، يتم تناول حبوب الغدة الدرقية في الصباح على معدة فارغة، ثم تناول مكملات الكالسيوم في نهاية اليوم أثناء تناول وجبة العشاء وهذا لتجنب أي تفاعلات غير مجدية على الإطلاق.