يتملك الوالدان الكثير من مشاعر الخوف والقلق عند تعرض الأطفال إلى أزمة البلوغ المبكر، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر من الوارد أن يحدث مع الأولاد والفتيات كل منهما على حد سواء. لذا، سنتعرف اليوم على ما المقصود بالبلوغ المبكر؟ وما هي أنواعه ؟ وما الآثار الجانبية الصحية المترتبة على هذا الأمر؟.
ما المقصود بالبلوغ المبكر؟
ما المقصود بالبلوغ المبكر؟
عند الحديث عن أزمة البلوغ المبكر، فيجب العلم أنها عبارة عن حالة يتم فيها ظهور المظاهر الجسدية والهرمونية للبلوغ في سن مبكرة عن المعتاد أي بمعدل أقل من 8 سنوات عند الفتيات وأقل من 9 سنوات عند الأولاد الذكور.
ما هي أنواع البلوغ المبكر؟
ما هي أنواع البلوغ المبكر؟
ينقسم البلوغ المبكر إلى مجموعتين آلا وهما:
1) البلوغ المبكر المركزي: تحدث هذا النوعية من البلوغ بسبب تنشيط البلوغ المركزي في الدماغ حيث يزيد هذا الأمر من إفراز هرمون GnRH، مما ينتج على هذا التحفيز المبكر لمحور ما تحت المهاد والغدة النخامية والغدد التناسلية.
الجدير بالذكر أن هذا النوع غالبا ما يكون مجهول السبب، وربما وراثي، ونادرا ما يحدث نتيجة التعرض لبعض أورام المخ حيث يعد هذا الأمر أكثر شيوعا عند الأولاد، وتشوهات الدماغ الخلقية، وتلف الجهاز العصبي المركزي بسبب الشكوى من الصدمات والعدوى.
2) البلوغ المبكر المحيطي: مع هذا النوع تبدو أي مظاهر واضحة للبلوغ بسبب المبايض أو الخصيتين أو الغدد الكظرية أو الغدة النخامية، فالأمر هنا يكون بعيد كل البعد عن مركز البلوغ.
بالإضافة إلى المجموعتين المذكورتين أعلاه، هناك أيضا مجموعة من التطور المبكر للغدة الثديية، أو نمو الشعر التناسلي المبكر، ولكن هذه الأوضاع تعد اختلافات طبيعية وليست أمرا مرضيا.
ما هي أعراض البلوغ المبكر؟
ما هي أعراض البلوغ المبكر؟
تشمل علامات وأعراض البلوغ المبكر حدوث حالة من التطور قبل تخطي سن الـ 8 سنوات عند الفتيات حيث يبدو هذا الأمر واضحا من خلال نمو الثدي والتعرض لفترة الحيض الأولى أما فيما يخص الأولاد فيظهر هذا الأمر قبل سن الـ 9 ويبدو واضحا من خلال نمو حجم الخصيتين والقضيب. إلى جانب ظهور شعر الوجه والصوت العميق، ونمو شعر العانة أو الإبط.
من الوارد أن يتطور الأمر بشكل سريع ويبدو واضحا من خلال ظهور حب الشباب وسيطرة رائحة معينة على الجسم طبقا للتغيرات الهرمونية الحادثة.
ما هي آثار البلوغ المبكر على الأطفال؟
ما هي آثار البلوغ المبكر على الأطفال؟
يتسبب البلوغ المبكر في نمو الأطفال بشكل أسرع من مراحلهم العمرية، لذلك يجب على الآباء مراقبة نمو طول أطفالهم، بالإضافة إلى ضرورة متابعة عملية نمو عظام الأطفال وتطورها التي من الوارد انتهائها في مرحلة عمرية مبكرة.
إلى جانب هذا، فيؤثر البلوغ المبكر أيضا على علم النفس حيث قد يتأثر الأطفال خلال فترة البلوغ بكل سهولة ويصبحون عرضة للتوتر وتدني احترام الذات أمام أقرانهم. على سبيل المثال، يمكن أن تكون للتغييرات في حجم الثدي ومجيء فترة الحيض لدى الفيتات العديد من التبعيات السلبية مثل الخجل وعدم الرغبة في التواجد بأماكن التجمعات العائلية ومن هنا يتم ميلاد الكثير من المشاكل النفسية.
علاوة على ذلك، يمكن أن يكون البلوغ المبكر سببا رئيسيا في حدوث العديد من التغيرات في عواطف الأطفال وسلوكهم حيث يبدو هذا الأمر واضحا من خلال سرعة الانفعال والغضب، بالإضافة إلى نمو مشاعر الفضول وإكتشاف الذات وتواجد بعض الأحاسيس نحو الإحتياجات الجنسية الغير مناسبة لمراحلهم العمرية.
كيف نستطيع وقاية أطفالنا من أزمة البلوغ المبكر؟
كيف نستطيع وقاية أطفالنا من أزمة البلوغ المبكر؟
كما ذكرنا من قبل أنه من الممكن أن تحدث أزمة البلوغ المبكر بسبب العديد من الأسباب المختلفة حتى قد يصل الأمر إلى ظهور العديد من الحالات ذات الأسباب غير المعروفة.
بالرغم من ذلك، فيمكن للوالدين تقليل مخاطر تعرض أطفالهم إلى البلوغ المبكر من خلال جعلهم يتخذون التدابير الوقائية التالية:
- تنفيذ نظام غذائي متوازن، وتجنب زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال وخاصة الفتيات.
- تهيئة الظروف وتشجيع الأطفال على ممارسة المهام البدنية، وأداء التمارين الرياضية بشكل دوري منتظم ومناسب لأعمارهم وهذا لمساعدتهم على التطور بشكل شامل، وتحسين القوة الجسدية والمقاومة.
- تجنب إعطاء الأطفال الأطعمة مجهولة المصدر التي تحتوي على مواد النمو خاصة الأطعمة التي تسبب البلوغ المبكر عند الأطفال.
- إجراء فحوصات طبية دورية للأطفال على النحو الموصى به من قبل وزارة الصحة.
- من الضروري عدم السماح للفتيات الصغار باستخدام مستحضرات التجميل المبكرة أو تناول الأدوية التي تؤثر على الهرمونات الجنسية لديهن.
خلاصة القول، يمكننا القول بأن البلوغ المبكر يمكن أن يسبب العديد من الحواجز النفسية والجسدية عند الأطفال. لذلك، يجب على الآباء الانتباه إلى مراقبة نمو أطفالهم في هذه الآونة، وفي نفس الوقت ينصح خبراء التربية بأهمية العمل على تثقيف الأطفال حول فترة البلوغ بوجه عام، لمساعدتهم على الاستعداد النفسي الكامل لهذه المرحلة العمرية وإذا تطلب الأمر فينصح هنا بضرورة التدخل الطبي.