توجد بعض من المحفزات العديدة التي تسبب حدوث نوبات الربو الحادة مع ظهور أعراضها المزعجة المتمثلة في الصفير والسعال وضيق التنفس حيث يمكن أن تشمل هذه المحفزات أي شيء من حبوب اللقاح إلى التمرين إلى الإجهاد وأكثر من ذلك. لكن في العموم تعتبر محفزات الربو تختلف عن الأسباب الفعلية التي تؤدي لحدوث الربو. فلا يزال العلماء يتساءلون بالضبط عن ماهية هذه الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة. لهذا سنقوم في السطور القادمة بالتعرف على أهم مسببات حدوث مرض الربو لكي نكون على علم، ودراية بها.
ما هي أسباب حدوث الإصابة بمرض الربو؟
أولا: علم الوراثة
تحدث العديد من الأمراض بسبب مجموعة من العوامل الوراثية، والبيئية ، حيث يعتبر الربو واحد من ضمن هذه الأمراض فوفقا لبعض التقديرات، فإن 50٪ أو أكثر من حالات الربو تنبع من الجينات التي يرثها الافراد المصابون.فإذا كان الآباء يعانون من مرض الربو، فمن المرجح أن يصاب أطفالهم به.
لقد حدد الباحثون بالفعل العشرات من الجينات التي قد تكون متورطة في حدوث هذه الأزمة، فبعضها يتعلق بجهاز المناعة في الجسم، والبعض الآخر بكيفية عمل الشعب الهوائية. لكن الجدير بالذكر أن الجينات وحدها ربما لا تكفي للتسبب في حدوث أزمات الربو، فعلى الأرجح، إنه مزيج من وراثة الجينات الصحيحة أو الخاطئة، والتي يجب بعد ذلك تنشيطها بواسطة محفز بيئي خارجي.
ثانيا: الحساسية
في بعض الأحيان يمكن أن تنشط محفزات الربو حيث تسبب حدوث العديد من الأعراض عند البالغين بسبب التعرض للغبار، والأتربة ،أو العفن الشبيه بالحساسية.
على الرغم من أنه لا يمكننا التنبؤ بالحساسية التي قد تسبب الإصابة بالربو، ولكن من الممكن التحكم في الأعراض عن طريق تجنب المحفزات التي تسبب ذلك. فإذا كنا لا تعرف بالفعل ما هي هذه المسببات، فيمكن أن يقوم الطبيب المختص بذكرها، لكي يتم تحديدها وتجنبها قدر الإمكان.
ثالثا: التهابات الجهاز التنفسي
يمكن أن تسبب العدوى، وخاصة التي تقوم بمهاجمة الجهاز التنفسي حدوث الإلتهابات، وزيادة فرص الإصابة بأزمات الربو ، خاصة عند الأطفال الصغار حيث لا تزال أجهزة المناعة لدى هذه الفئة العمرية تتطور، ويمكن للأسف أن تؤدي هذه الأمراض والعدوى إلى نتائج طويلة الأجل سلبية لدى الأطفال الصغار.
من أكثر الفيروسات شيوعا هو الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، ونظير الأنفلونزا، فكلاهما يمكن أن يسبب أعراضا تشبه نزلات البرد، وتؤثر بالسلب في حدوث الإصابة بمرض الربو.
في العموم لا يمكن الوقاية من العدوى الفيروسية، وغيرها تماما، ولكن من الممكن القيام ببعض التحصسنات مثل الحصول على اللقاحات المناسبة، وإلتزام النظافة العامة، وغسل اليدين بشكل منتظم، ونظافة الأماكن التي نسكنها.
رابعا: تلوث الهواء والدخان
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن كلا من تلوث الهواء، والتدخين السلبي، والتدخين بوجه عام قد يتسببان في تطور الربو لدى الأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالة بالفعل. فعلى سبيل المثال عند تعرض الحامل لدخان السجائر خلال فترة حملها سواء كان هذا عن طريق المحيطون أو من خلالها شخصيا فقد يؤدي هذا إلى جعل الطفل فيما بعد عرضة للعدوى التي تزيد من خطر الإصابة بالربو أو التأثير المباشر على الجهاز المناعي أو الخلل في تطور الجهاز التنفسي.
خامسا: الوظائف والمهام اليومية
من الممكن أن يحدث الربو المهني بسبب التعرض لبعض المهيجات مثل الأبخرة، أو الغبار، أو الغازات، التي يتعرض لها الفرد أثناء أداء عمله حيث قد تشكل بعض المهن، مثل الخبز، والزراعة، والتصنيع الكيميائي، أو البلاستيكي، مخاطر أعلى من المتوسط في حدوث الإصابة بمرض الربو.
يجب التنويه أيضا أن السيدة العاملة في مهام الطبخ اليومية تتعرض للعديد من مسببات الإصابة بأزمات الربو وهذا لتعرضها للدخان، والزيوت، وبعض الروائح التي تسبب تفاقم أزمة الإصابة بالربو، وضيق الجهاز التنفسي.
سادسا: السمنة والوزن الزائد
يجب القيام بإضافة الربو إلى القائمة الطويلة من الحالات الصحية التي تسببها السمنة المفرطة لأنها تؤدي إلى تفاقمها، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم معدل أعلى للإصابة بمرض الربو، فالعلاقة أقوى بالنسبة للنساء فما يقرب من 15 ٪ من النساء البدينات يعانين من الربو ومشكلاته.
الجدير بالذكر أن لا أحد يعرف بالضبط لماذا هذا الإرتباط الوثيق بين الربو، وزيادة الوزن، ولكن يجب العلم أن هذه الزيادة ترتبط بالعديد من الإلتهابات في أجزاء متعددة من الجسم، وقد تلعب هذا الالتهابات دورا كبيرا في زيادة حدوث أزمات الربو، إلى جانب هذا قد يميل الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أيضا إلى صعوبة التحكم في أعراض هذا المرض.
سابعا: الهرمونات
تعاني النساء أكثر من الرجال من أزمة الربو، حيث يمكن أن يكون السبب في هذا هو تأثيرات الهرمونات بالجسم فقد لاحظ الخبراء وجود علاقة بين بداية الربو، وتغير مستويات الهرمونات مثل هرمون الاستروجين.
قد تلاحظ بعض النساء أو الفتيات المصابات بالربو حدوث بعض التغيرات في الأعراض أثناء فترة البلوغ ، وقبل أو أثناء فترات الدورة الشهرية، وأثناء مراحل الحمل، أو بعده مباشرة، وقبل انقطاع الطمث، أو بعده.