عند نمو الطفل أثناء وجوده في رحم الأم، فيجب العلم أن الأعضاء تنمو بشكل طبيعي حتى 41 أسبوعا من الحمل، ولكن عند ولادة الطفل باكرا عن هذا فسوف تحدث حالة من عدم اكتمال النمو تماما مثل الأطفال العاديين الناضجين، ومن هنا تبدأ المشاكل الصحية التي يواجهها الأطفال الخدج في الظهور والتي سنتعرف عليها من خلال مقالنا اليوم بمزيد من التوضيح.
المشاكل الصحية التي يعاني منها الأطفال الخدج بعد الولادة
1) مشاكل الجهاز التنفسي

مشاكل الجهاز التنفسي
تتسبب الولادة المبكرة في عدم حصول رئتي الطفل والحويصلات الهوائية على الوقت الكافي لإتقان البنيان الهيكلي والوظيفي، ومن ثم تحدث الكثير من مشاكل الجهاز التنفسي بعد الولادة والتي تتمثل في ضعف التنفس، وانقطاع النفس، وتبادل الغازات بشكل غير فعال.
على سبيل المثال، يصاب الرضيع بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة الناتجة عن نقص الفاعل بالسطح حيث تعد هذه الحالة من أهم الأمراض الشائعة عند الأطفال الخدج خاصة المولودين قبل 28 أسبوعا.
بناء على هذا، فإذا لم يتم علاج الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان في الوقت المناسب، فسوف تكون المواد الخافضة للتوتر السطحي أقل عرضة للتسبب في الانهيار السنخي والفشل التنفسي الحاد.
في هذه الآونة، سوف يحتاج الأطباء إلى إعطاء الطفل التنفس NCPAP مبكرا خاصة إذا كانت الحالة المرضية شديدة، بالإضافة إلى حاجة الطفل إلى التهوية الميكانيكية وتلقي العلاج البديل للتوتر السطحي عند الحاجة.
2) مشاكل القلب

مشاكل القلب
تتواجد القناة الشريانية خلال فترة تكون الجنين في حالتها المفتوحة ثم تغلق بعد ولادة الطفل، ولكن عند ولادة الأطفال الخدج، فلا تغلق هذه القناة الشريانية، مما يسبب هذا الأمر حدوث اضطرابات ديناميكية الدم التي يجب أن يتم التعامل معها بشكل علاجي خاصة إذا كانت في مراحلها الخطيرة.
أما فيما يخص حالة انخفاض ضغط الدم عند الخدج المعروفة أيضا باسم انخفاض ضغط الدم الجهازي، فهي شائعة للغاية في هذه الأوقات خاصة مع أولئك الذين يعانون من المضاعفات الشديدة أو يضطرون إلى التنفس باستخدام الاجهزة.
3) تلوث الدم

تلوث الدم
كلما وُلد الطفل باكرا كلما كان أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بسبب عدم اكتمال جهاز المناعة، فالجدير بالذكر أنه لا توجد تدابير فعالة يمكنها التعامل مع هذا الأمر بشكل نهائي حيث يعد الإنتان هو أحد الأمراض التي تنطوي على مخاطر كبيرة للوفاة.
لذلك، يجب على الطاقم الطبي دائما الامتثال للتدابير اللازمة لمحاولة السيطرة على حالة الخدج ومراقبتها عن كثب مع أهمية تلقي العلاج بالمضادات الحيوية في الوقت المناسب.
إقرأ أيضا: أزمة استسقاء الرأس عند الأطفال الصغار والكشف المبكر عنها
4) مشاكل الجهاز الهضمي

مشاكل الجهاز الهضمي
من الأعراض الشائعة التي وارد أن تظهر على الأطفال الخدج الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي يمكننا أن نقوم بذكر ضعف التغذية أو عدم وجود رد فعل للتغذية، وبصق الحليب، والإسهال، وانحلال الدم، والتهاب الأمعاء.
إلى جانب هذا، فنستطيع أيضا أن نقوم بذكر أزمة التهاب الأمعاء والقولون الناخر والتي تعد من أهم المضاعفات الخطيرة التي يجب ملاحظتها عند الأطفال الخدج، فالجدير بالذكر أنه عندما يكون الالتهاب المعوي هنا شديدا، فمن الممكن أن يسبب ذلك حدوث نخر بالأمعاء وتباعا يتطلب هذا الأمر علاجا طبيا دقيقا قد يصل إلى حد التدخلات الجراحية.
5) النزيف الدماغي

النزيف الدماغي
ترتفع مخاطر الإصابة بالنزيف الدماغي في فترة ما بعد الولادة المبكرة عند الأطفال الخدج بنسبة كبيرة جدا، فمن الهام معرفة أن هذه الحالة إذا كانت في صورتها الخفيفة، فيمكن للطفل أن يتعافى من تلقاء نفسه، ولكن إذا كانت هذه الحالة شديدة ومتفاقمة، فمن الممكن أن تتسبب في ترك عقابيل صحية لاحقا.
لذلك، يحتاج الأطفال الخدج عادة إلى فحص الموجات فوق الصوتية للدماغ فور الولادة حيث تساعد هذه الموجات أيضا في اكتشاف البقعة الكيميائية البيضاء حول البطينين، والتي يمكن أن تتسبب في حدوث خلل الحركة أو الشلل الدماغي.
6) ارتفاع أو نقص السكر في الدم

ارتفاع أو نقص السكر في الدم
نظرا لضعف قدرة جسم الطفل على التمثيل الغذائي والامتصاص والتخزين في هذه الآونة، فسوف يكون الأطفال الخدج معرضون جدا لنقص السكر في الدم بعد الولادة، وتباعا يجب التعامل مع هذا الأمر بشكل طبي خالص لتجنب حدوث أي اختلالات بنسب الجلوكوز في الدم.
7) اليرقان

اليرقان
نظرا لأن القدرة على التخلص من البيليروبين تكون ضعيفة للغاية في هذه الأوقات، فيمكننا القول بإن الأطفال الخدج هم أكثر عرضة للإصابة باليرقان بعد الولادة من الأطفال الناضجين.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن يتسبب اليرقان الشديد في تلف الدماغ والعديد من الأعضاء الأخرى. لذا، فيجب التعامل مع هذا الأمر بشكل طبي على أيدي المختصين.
8) خلل التنظيم الحراري

خلل التنظيم الحراري
تتسبب احتياطيات الطاقة الضعيفة وتواجد القليل من الدهون تحت الجلد في حدوث حالة من الضعف المؤثرة على تثبيت درجة حرارة الجسم عند الأطفال الخدج، وتباعا يكون الرضيع أكثر عرضة لفقدان الحرارة، أو ارتفاع الحرارة.
لذلك، يحتاج بعض الأطفال الخدج بعد الولادة إلى تلقي الدفء بالبطانيات أو الاستلقاء في حاضنة مخصصة لهذا الأمر.
