بالنسبة لخط سير الطعام المتناول الذي يسلك رحلة معينة في الجهاز الهضمي تنطلق من بداية دخول الأطعمة من الفم مرورا بالمرىء إلى المعدة حيث تتم عملية تكسير الطعام بمساعدة الأحماض والأنزيمات الهاضمة ليتم إرسال الطعام المهضوم إلى الأثنى عشر والذي يعد بمثابة أول جزء من الأمعاء الدقيقة وكل ذلك يحدث بناءا على عملية طبيعة تمر بها جميع أنواع الأطعمة سواء كانت قطعة جبن أو قطعة جاتوه , ولكن يمكن أن يحدث نوعا من الإضطرابات المؤثرة على فيسيولوجيا الجهاز الهضمي والتي تم صياغتها تحت مسمى ( متلازمة الإغراق ) .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي معلومات تفصيلية عن تلك الحالة .
ماالمقصود بمتلازمة الإغراق ؟
ماالمقصود بمتلازمة الإغراق ؟
يطلق عليها الأطباء وأخصائي الجهاز الهضمي اسم ( متلازمة إفراغ المعدة السريع ) وينضم إلى نوعية الحالات الطبية المدرجة ضمن مضاعفات الخضوع لإجراء جراحي في المعدة كشكل من أشكال جراحات السمنة كالإستئصال الكلي أو الجزئي وذلك بهدف المساعدة على فقدان الوزن الزائد
فمن خلال ذكر الوصف الدقيق لتلك المشكلة التي يعاني منها بعض الأشخاص فهي تقوم على تخطي الأطعمة التي تم تناولها للمعدة متجاوزة إياها وصولا إلى الأمعاء الدقيقة بدون أن تمر بعملية الهضم الكلي ويتداخل ذلك مع وجود اتساع في فوهة النهاية العلوية من الأمعاء الدقيقة
حيث أن مايتواجد في المعدة من محتويات ينتقل في لمح البصر ليتم إفراغه في القسم الأول من الأمعاء الدقيقة والتي تعرف (بالأثنى عشر ) ويحدث ذلك بوتيرة سريعة على غير المعتاد , وفي ظل ذلك يعاني المرضى الذين يكونوا في الغالب ممن خضعوا مؤخرا لأحد جراحات السمنة من ظهور عدد من الأعراض المسببة للإنزعاج والناجمة عن فقدان الأمعاء الدقيقة لقدرتها على امتصاص المغذيات الدقيقة من فيتامينات ومعادن من الطعام غير المهضوم بشكل غير صحيح حيث يتم إعاقتها عن آداء وظيفتها بشكل كامل
أسباب الإصابة بمتلازمة الإغراق
أسباب الإصابة بمتلازمة الإغراق
يوجد أكثر من عامل مسبب يؤدي إلى معاناة الشخص من مشكلة الإفراغ السريع للمعدة والذي يختلف بناءا على نوع الإغراق الذي ينقسم إلى نوعين :
1-الإغراق المبكر
وهي حالة تمر خلالها كميات مفرطة من الطعام في مسار يبدأ من المعدة وصولا إلى الأثنى عشر بمعدلات سريعة وبشكل غير معتاد مخالف للعملية الطبيعية, ويكون الطعام المنقول في صورة سائلة مؤلفة من مزيج من حمض المعدة مخلوطا مع المأكولات والمشروبات المهضومة بشكل جزئي.
2-الإغراق المتأخر
هذا النوع الثاني المحفز لظهور أعراض أكثر شدة تحدث خلاله عملية إرسال أكبر كمية من السكريات المتضمنة في الأطعمة والمشروبات المستهلكة بوتيرة سريعة إلى الأمعاء الدقيقة , ويتسبب ذلك في رفع مستويات الجلوكوز في الدم بما يفوق المستويات الطبيعية بشكل مفاجىء وأسرع من المعتاد .
وكنوع من الإستجابة الناتجة عن ذلك يتولى البنكرياس عملية إطلاق هرمون الأنسولين للسيطرة على الإرتفاعات في مؤشر السكر إلا أنه أيضا يقدم آداءا سريعا في خفض مستويات الجلوكوز في الدم لتنطلق بعض الأعراض في الظهور ومن أكثرها شيوعا الإحساس بالضعف العام والإعياء
الأعراض الشائعة لمتلازمة الإغراق
الأعراض الشائعة لمتلازمة الإغراق
توجد علامات معينة تظهر على الشخص كدلالة على إصابته بإضطراب الإفراغ المعدي السريع والتي تتفاوت مابين إغراق مبكر أو متأخر وبناءا على ذلك تختلف الأعراض على النحو التالي:
بالنسبة للإغراق المبكر فعادة مايبدأ حدوثه في غضون نصف ساعة عقب انتهاء تناول وجبة الطعام ويصاحب ذلك مجموعة أعراض تتنوع مابين الميل إلى التقيؤ والرغبة في الغثيان بالإضافة إلى اضطراب الإسهال المائي, ومغص وتشنجات في البطن مع شعور غير مريح بالإنتفاخ مع ثقل الرأس والإحساس بالدوار والدوخة , وزيادة تدق افرازات العرق الغزير البارد
أما عن مصابي الإغراق من النوع المتأخر فإنه بالأحرى سوف تكون ظهور الأعراض متأخرة أيضا والتي تظهر بعد مرور مايتراوح بين ساعتين إلى 3 ساعات من نهاية تناول الوجبة ويرافق ذلك عدة أعراض مابين هبوط مستويات سكري الدم , وطغيان الشعور بالتعب , وفرط التعرق الغزير , إلى جانب تسارع وتيرة نبضات القلب , وعدم انتظامها كمؤشر على اضطراب نظم القلب
اقرأ أيضا متلازمة التقيؤ الدوري .. تعرفي على الأسباب وطرق الوقاية
فئات الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الإغراق
فئات الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الإغراق
بالنسبة للحالات الشائعة المعرضة أكثر من غيرها للمعاناة من متلازمة الإغراق فإنها تشمل الأفراد الذين قاموا بالخضوع لإجراءات السمنة الجراحية لإستئصال جزء كبير من المعدة ومن أبرزها جراحة المجازة المعدية , واستئصال المعدة
ولكن لايقتصر الأمر عند ذلك فقط بل ينطبق ذلك أيضا على من تم تشخيصهم بأنواع من المشكلات الطبية الكامنة مثل عسر الهضم الوظيفي وهو مصطلح يصف الإضطرابات المتكررة في المعدة والتي لاتقترن بسبب وليس لها تبرير طبي والتي تتسبب في جعل الأعضاء العلوية للجهاز الهضمي بما ذلك المعدة , والمرىء تتجه إلى دفع مستمر للأطعمة في اتجاه الأمام , كما أن بعض حالات الإعتلال العصبي أو تلف الأعصاب الناجم عن أشكال معينة من جراحات المرىء يمكن أن تترك تأثيرها على أسلوب احتفاظ المعدة بالطعام وتوصيله للأمعاء الدقيقة
علاج متلازمة الإغراق
علاج متلازمة الإغراق
بما أن الإجراءات الوقائية من أفضل الحلول فلابد من وضعها في عين الإعتبار بإجراء تعديلات على الأنماط الغذائية بما يساهم في تخفيف حدة الأعراض أو الحد من حدوثها من الأساس ويتضمن ذلك على عدة نصائح وتشمل
- زيادة الكمية المستهلكة من المصادر الغذائية الغنية بالألياف والبروتينات
- تقسيم وجبات الطعام الرئيسية الكبيرة إلى وجبات خفيفة وصغيرة بما يصل من 5 إلى 6 وجبات يوميا
- الإلتزام بخطة نظام غذائي تقوم على إضافة أطعمة كثيفة القوام لتقليل سيولة المواد الغذائية
- يمكن أن يتجه الطبيب إلى وصف بعض العلاجات الدوائية في شكل حقن مثل أوكتريوتيدأسيتات والذي يقوم بتحديد جرعة يومية أو كحقنة ذات تأثير طويل الأمد يتم حقنها مرة واحدة شهريا كجرعة مكثفة