في حالة من التعثر النفسي يعاني البعض من سلوك عدواني يتم ترجمته من خلال العمل على إيذاء النفس والإضرار بها، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر قد يبدو غير مألوف على آذان البعض ولكنه موجود بالفعل ويحمل بين جوانبه العديد والكثير من معالم الخطورة. بشكل توضيحي أكبر قررنا أن نتعرف اليوم على ما هو السلوك المدمر للذات وكيف نستطيع التعامل معه بشكل سليم لتجنب حدوث أي مضاعفات سلبية ضارة على المصاب؟
ما المقصود بالتدمير الذاتي؟
عند إتخاذنا القرار بفتح الملف التعريفي بالتدمير الذاتي، فمن الواجب علينا معرفة أنه عبارة عن حالة يتم فيها إطلاق المشاعر المؤلمة التي نتعرض لها عن طريق إيذاء النفس جسديا عمدا من خلال إحداث بعض القطوع، أو ضرب الرأس بشيء ما، أو حرق النفس، أو من خلال أيضا الانخراط في بعض الأعمال الخطيرة والمنافية للأعراف والتقاليد الصحيحة مثل اللهو عن طريق القمار، وممارسة العلاقات الجنسية غير المشروعة أو تعاطي المخدرات، أو الخوض في علاقة عاطفية منحرفة، أو إهمال الحالة الصحية بوجه عام.
ما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى المعاناة من التدمير الذاتي؟
في أغلب الأوقات عادة ما يشعر الأشخاص المدمرون للذات عن شعورهم بالفراغ من الداخل. بالإضافة أيضا إلى معاناتهم من الإجهاد المفرط ، وعدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم، والشعور الدائم بالوحدة، وعدم فهم الآخرين، والخوف من مواجهة العلاقات الأسرية والاجتماعية.
كما ذكرنا من قبل أن الأشكال التي يختارها المدمرون الذاتيون للإضرار بأنفسهم غالبا ما تتمثل في الخدوش والقطوع وإيذاء النفس بأشياء حادة على الجلد والجسم. فالجدير بالذكر أن هذا الوضع النفسي الغير سوي يحدث بسبب عدم الاستقرار السلوكي والعاطفي أو الاندفاع أو عدم القدرة على التنبؤ. إلى جانب تملكهم دائما الشعور بالعجز أو اليأس أو عدم الفائدة، ومن ثم قد يحاول من يقومون بإيذاء أنفسهم إخفاء جروحهم قدر الإمكان، فعلى سبيل المثال، سوف يقومون بالعمل على دائما على إرتداء ملابس بأكمام طويلة حتى عندما يكون الجو حارا.
أما في حالة إكتشاف هذه الجروج من جانب المحيطين، فيمكن للشخص الذي يقوم بفعل ذلك بنفسه في كثير من الأحيان أن يختلق سببا معينا لهذا الأمر مثل “التعرض للسقوط من السيارة” أو “قيام قطة ما بإحداث بعض الخدوش في اليد”.
بوجه عام يمكن للعديد من الفئات البشرية أن يتعرضوا لمواجهة السلوك المدمر للذات في العديد من الأمراض العقلية مثل الفصام والذهان بسبب استخدام المنشطات وخاصة المخدرات الاصطناعية، واضطراب الاكتئاب عند المراهقين.
ما هي أهم مظاهر المعاناة من متلازمة التدمير الذاتي؟
عند حدوث الشكوى من حالة الخلل النفسي الذي يتم ترجمتها في صورة المعاناة من متلازمة تدمير الذات فسوف يظهر على المريض بعض المظاهر والأعراض التي تتمثل فيما يلي:
- تواجد جروح متكررة في جسم المريض لسبب غير معروف.
- تدني مشاعر احترام الذات.
- التعرض لمشاعر الإجهاد بكل سهولة.
- الشعور الدائم بالوحدة.
- ضعف القابلية النفسية نحو النجاح التعليمي أو المهني.
- القيام دائما بطرح أسئلة متكررة حول الهوية الشخصية.
- الشعور دائما بالاكتئاب والعجز واليأس.
كيف يتم التعامل مع حالات التدمير الذاتي المرضية؟
في هذه المرحلة لا يخفى علينا جميعا أن التدمير الذاتي هو أي سلوك يمكن للشخص القيام به عمدا لإيذاء جسده أو نفسه. فالجدير بالذكر أن الأفراد المدمرون لذاتهم يرون أن أشكال التدمير الذاتي هذه هي عبارة عن وصمة العار تقوم بخلق الكثير من مشاعر الخجل والذنب، مما يجعل هذا الأمر من الصعب عليهم أن يقوموا بطلب المساعدة ممن حولهم.
أما فيما يتعلق بدور الأسرة هنا، فمن الواجب أن يكون هذا الدور حيوي يتمثل في قيام الأشخاص المحيطين بالمرضى بالعمل على البحث عن الأسباب المعنية بإيذاء النفس للعمل على علاجها بدقة، وخلق صلة بين العواطف والسلوك حيث يمكن أن تتسبب المشاعر السلبية القوية في إظهار المريض لبعض الاضطرابات السلوكية التي يتم ترجمتها للإضرار بالنفس.
كيف يستطيع مريض متلازمة تدمير الذات التغلب على هذا الأمر؟
بوجه عام وعند الشعور بعلامات عدم الاستقرار النفسي التي تؤدي إلى ممارسة سلوكيات تدمير الذات، فمن الواجب علينا أن نقوم بفعل ما يلي:
1) طلب المساعدة والعون من الآخرين، وخاصة ممن يقومون بتفهم هذا الوضع المرضي.
2) الإنضمام إلى دروس التأمل واليوغا للعمل على تهدئة العقل قدر الإمكان.
3) الذهاب إلى طبيب نفسي محترف للحصول على دعم صحي يؤدي إلى التوصل لبعض الأفكار الإيجابية، والتعرف في نفس الوقت على بعض المشاكل التي تسبب المعاناه من هذه المتلازمة، والتحكم في السلوك، وتحقيق التوازن بين العواطف، ونقل السلوكيات من السلبية إلى الإيجابية وما إلى ذلك.
4) التأكد من أن مشاعر التدمير الذاتي تعرض من يعانون منها للخطر في جميع الجوانب الحياتية المتمثلة في العقلية والاجتماعية والصحية حيث تقوم بترك عواقب صحية وخيمة مثل المعاناة من النزيف غير منضبط، وتواجد ندوب على الجسم، والشعور الدائم بالذنب وتجنب الأصدقاء والأقارب.