مع تغير الفصول واختلاف الطقس، فتزداد فرص الإصابة بنزلات البرد حيث يظهر على الكثير من الأفراد علامات العطس وسيلان الأنف وتباعا يسارع المرضى على الفور إلى شراء الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، بالرغم من عدم حاجة الجسم لهذا الأمر. لذا، فقد قررنا أن نتعرف اليوم على الأوقات التي يجب علينا أن نقوم خلالها بتناول أدوية علاج نزلات البرد، لتجنب المعاناة من أي آثار جانبية محتملة الحدوث.
ما هي أسباب الإصابة بنزلات البرد؟

ما هي أسباب الإصابة بنزلات البرد؟
عند الحديث عن نزلات البرد، فيجب العلم أنها عبارة عن عدوى تصيب الجهاز التنفسي العلوي بسبب بعض أنواع الفيروسات، وأكثرها شيوعا هو فيروس الأنف.
الجدير بالذكر، أنه في حال دخول الفيروس الجسم من خلال الأنف أو الفم أو العينين عن طريق استنشاق قطرات من شخص مصاب أو لمس سطح متواجد عليه الفيروس ومن ثم وضع اليدين على الوجه، فسوف يتفاعل الجهاز المناعي في هذه الآونة لتلقي الرد.
من الهام معرفة، أن رد الفعل هذا يسبب أعراضا مرضية مميزة تتمثل في سيلان الأنف والعطس والتهاب الحلق والسعال.
من هنا يمكننا القول، بأن الطقس البارد لا يتسبب بشكل رئيسي في حدوث هذه الحالة المرضية، ولكن يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المنخفضة والهواء الجاف وعادة التواجد في الأماكن المغلقة إلى مساعدة الفيروس على البقاء لفترة أطول وينتشر بسهولة أكبر، وتباعا يتسبب هذا في ظهور نزلات البرد أكثر في الشتاء أو عندما يكون الجسم متعبا ومن ثم تقل المقاومة الجسمانية بشكل ملحوظ.
متى يُنصح بضرورة تناول أدوية علاج نزلات البرد؟
في معظم الحالات، عادة ما تختفي نزلات البرد من تلقاء نفسها بعد مرور 7-10 أيام حيث يقوم الجسم بالقضاء على الفيروس من تلقاء نفسه.
بالرغم من ذلك، فمن الوارد ظهور بعض الأعراض المرضية المزعجة مثل الحمى أو الصداع أو احتقان الأنف أو السعال والتي يمكن أن تجعل المريض في حالة من الإعياء والتعب الشديد.
في هذه الآونة، تساعد بعض الأدوية العلاجية المناسبة في العمل على تهدئة الأعراض، ودعم آلية تعافى الجسم بشكل أسرع.
بمزيد من التوضيح، سنقوم فيما يلي بذكر بعض أنواع الأدوية المستخدمة في علاج أعراض نزلات البرد، والتي تتمثل فيما يلي:
أولا: الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات

الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات
يمكن استخدام بعض أنواع الأدوية مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين عندما تكون درجة حرارة الجسم ≥ 38.5 درجة مئوية حيث يشكو المريض من التعب، والصداع، ويصاب الجسم بالكثير من الآلام أما فيما يخص الجرعة الموصى بها فتبلغ 10 – 15 مجم / كجم من وزن الجسم كل 4 – 6 ساعات.
ينبغي عدم الإفراط في تناول جرعات زائدة من مسكنات الباراسيتامول، لأنها من الممكن أن تسبب تلفا خطيرا في الكبد.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن يسبب مسكن الإيبوبروفين في تهيج المعدة أو يزيد من مخاطر الإصابة بالقرحة أو يؤثر على الكلى مع الاستخدام المطول.
بالإضافة إلى ذلك، فينبغي عدم تناول العديد من أدوية البرد التي تحتوي على الباراسيتامول في نفس الوقت؛ لتجنب مخاطر الجرعات الزائدة المسببة للكثير من الأعراض الجانبية.
إقرأ أيضا: كيف نستطيع التغلب على نزلات البرد بشكل سريع؟
ثانيا: مضادات الهيستامين

مضادات الهيستامين
تستخدم مضادات الهيستامين والتي تتمثل في الـ (الكلورفينيرامين – لوراتادين – سيتريزين … إلخ) مع نزلات البرد عندما تحدث المعاناة من أعراض العطس وسيلان الأنف وحكة الحلق واحتقان الأنف بسبب التفاعلات الالتهابية، والحساسية تجاه الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي.
تقوم هذه النوعية من الأدوية، بدور مُعادي لمستقبلات الـ H₁ من الهيستامين، وهي عبارة عن مادة يُفرزها الجسم عندما يتهيج الغشاء المخاطي للبلعوم الأنفي، وتباعا يتم تقليل سيلان الأنف والعطس وحكة الأنف.
غالبا ما تسبب مضادات الهيستامين من المنتجات الأقدم مثل (الكلورفينيرامين) في المعاناة من النعاس وجفاف الفم والإمساك بسبب آثارها المضادة للكولين أما فيما يخص المنتجات الدوائية الجديدة مثل الـ (لوراتادين – سيتريزين – فيكسوفينادين) فهي أقل عرضة للتسبب في النعاس.
ملحوظة:
يتم تناول مضادات الهيستامين في المساء لتقليل الانزعاج الناجم عن النعاس.
ثالثا: أدوية السعال

أدوية السعال
يمكننا استخدام بعض أدوية السعال مثل (الكودين – ديكستروميثورفان – أسيتيل سيستين – أمبروكسول) مع الحالات التالية:
– السعال الجاف المستمر: يؤثر هذا العرض المرضي على جودة النوم ومن ثم يتم اللجوء إلى تناول مثبطات السعال مثل (الكوديين- ديكستروميثورفان) حيث تعمل هذه الأدوية على مركز السعال في الدماغ، مما يقلل هذا الأمر من هذا العرض المزعج، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن هذه الأدوية يمكن أن تسبب النعاس والإمساك خاصة إذا تم الاعتماد عليها لفترة زمنية طويلة.
– السعال مع البلغم والصفير: في هذه الآونة يتم اللجوء إلى استخدام مقشع مثل (أستيل سيستين – برومهيكسين – أمبروكسول) لتخفيف المخاط وزيادة القدرة على طرد البلغم، ولكن يجب مراعاة أن هذه الأدوية يمكن أن تسبب الغثيان وتصيب المعدة بالتهيج الخفيف.
ملحوظة:
لا ينبغي الجمع بين مثبطات السعال والأدوية المقشعة في نفس الوقت، لأنها ستسبب ركود البلغم في الجهاز التنفسي.
رابعا: مزيلات الاحتقان

مزيلات الاحتقان
يجب مع حالات احتقان الأنف الشديدة، والذين يعانون من ضيق التنفس خاصة في الليل أن يقوموا باستخدام مزيلات الاحتقان مثل الـ (سودوإيفيدرين – فينيل إيفرين – بخاخات الأنف التي تحتوي على أوكسي ميتازولين – إكسيلوميتازولين … إلخ).
يجب العلم أن أدوية (السودوإيفيدرين – فينيل إيفرين) هي عبارة عن مضيقات للأوعية الودية، وتقلل من احتقان الغشاء المخاطي للأنف، وتساعد على تنظيف الشعب الهوائية أما على الجانب السلبي، فيتسبب دواء (السودوإيفيدرين) في المعاناة من العصبية، والأرق، وارتفاع ضغط الدم خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن يتسبب (رذاذ أوكسي ميتازولين – زيلوميتازولين) أيضا في تضيق الأوعية الموضعية، مما يترتب على ذلك التخفيف من احتقان الأنف بسرعة بعد بضع دقائق.
بوجه عام، من الممكن أن تسبب بخاخات الأنف خاصة إذا تم استخدامها لفترة طويلة زمنية تزيد عن الـ 7 أيام) في حدوث أزمة احتقان الأنف التفاعلي حتى قد يصل الأمر إلى تضخم الأنف مرة أخرى عند إيقاف الدواء.
لا تستخدم هذه النوعية الدوائية مع الأطفال دون سن العامين أو مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وفرط نشاط الغدة الدرقية.
ينبغي علينا مع هذه الأزمة الصحية، عدم التسرع في تناول المضادات الحيوية لأنها لا تقوم بالقضاء على الفيروسات التي تعد هي السبب الرئيسي للإصابة بنزلات البرد، بالإضافة إلى إمكانية تسببها في الشكوى من اضطرابات الجهاز الهضمي وزيادة مقاومة الأدوية، وهي مشكلة مقلقة في المجال الطبي اليوم.
يجب على المرضى أيضا قراءة الملصق الدوائي بعناية مع ضرورة تجنب تناول العديد من أدوية البرد في نفس الوقت لأنه يمكن للعناصر النشطة أن تتداخل سويا، مما يؤدي هذا إلى الحصول على جرعات زائدة، وخاصة الباراسيتامول الذي يعد هو السبب الرئيسي لتلف الكبد عند استخدامه بشكل غير صحيح.
