تعد الأدوية المضادة للاكتئاب من أهم الأنواع التي تساهم وبشكل رئيسي في العمل على تحسين الحالة المزاجية وتقليل الأعراض وزيادة التركيز. بالرغم من ذلك، يقوم البعض منا باللجوء إليها واستخدامها بشكل غير صحيح، مما يترتب على هذا الأمر حدوث بعض الأزمات والمضاعفات الصحية. لذا، فقد قررنا أن نتحدث اليوم بمزيد من التوضيح على مضادات الاكتئاب ومتى يجب استخدامها؟ وأهم الفوائد التي تعود على الفرد جراء اللجوء إليها على النحو الموصوف من قبل الطبيب.
ما هو مرض الاكتئاب؟
ما هو مرض الاكتئاب؟
يعد الاكتئاب هو أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا في هذه الآونة الزمنية حيث أنه قد يصيب ملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ومن ثم يمكن أن يؤثر بشكل خطير على نوعية الحياة، حتى أنه قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة خاصة إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
من بين العلاجات المعنية بالتغلب على هذه الحالة المرضية، يأتي دور مضادات الاكتئاب جنبا إلى جنب مع العلاج النفسي حيث تعد هذه الآلية من أكثر الطرق فاعلية للسيطرة على المرض.
بالرغم من ذلك، فلا يزال الكثير من أصحاب هذه الحالة المرضية قلقين بشأن سلامة مضادات الاكتئاب وفاعليتها. إذن متى يتم استخدام هذه النوعية الدوائية، وما هي الفوائد وما الذي يجب ملاحظته عند العلاج بها؟ هذا ما سنتحدث عنه لاحقا.
متى يجب استخدام مضادات الاكتئاب؟
متى يجب استخدام مضادات الاكتئاب؟
يعد روتين استخدام مضادات الاكتئاب ليس ضروريا دائما، فالجدير بالذكر أنه عادة ما يصف علماء النفس والأطباء النفسيون الدواء مع الحالات التالية:
أولا: الاكتئاب المعتدل إلى الشديد
عندما تؤثر أعراض الاكتئاب بشدة على الحياة اليومية حتى قد يصل الأمر إلى المعاناة من الأرق المطول، أو فقدان الاهتمام بأي نشاط، أو الشعور باليأس، أو سيطرة الأفكار السلبية المستمرة، فمن الممكن أن يساعد روتين استخدام أدوية الاكتئاب في موازنة الناقلات العصبية في الدماغ مثل السيروتونين، والنورادرينالين والدوبامين.
ينتج على هذا الأمر وتناول مضادات الاكتئاب حدوث حالة من تحسين المزاج والتحكم بشكل أفضل في العواطف.
ثانيا: الاكتئاب المستمر أو المتكرر
بالنسبة لحالات الاكتئاب التي تحدث بشكل متكرر أو تستمر لفترات زمنية طويلة، فمن الممكن أن يساعد أمر تناول مضادات الاكتئاب في الحفاظ على الاستقرار النفسي، والتقليل من مخاطر الانتكاس، ومساعدة الأفراد في الحفاظ على حياة طبيعية.
بالإضافة إلى ذلك، ومع بعض الحالات الخاصة مثل اضطرابات القلق المصحوبة بالاكتئاب أو الأفكار الانتحارية، قد يقوم الطبيب بوصف بعض أنواع الأدوية لإدارة الأعراض الخطيرة.
ما هي فوائد استخدام مضادات الاكتئاب؟
ما هي فوائد استخدام مضادات الاكتئاب؟
على الرغم من أنه لا يزال هناك بعض الجدل ما بين المختصين حول استخدام مضادات الاكتئاب، إلا أنه لا يمكن إنكار أنها تقدم العديد من الفوائد للمريض، خاصة مع الحالات المرضية الشديدة.
تتمثل هذه الفوائد في الآتي:
1) العمل على تحسين المزاج
تساعد مضادات الاكتئاب في تنظيم المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، والتقليل من مشاعر الحزن والقلق واليأس.
إلى جانب هذا، فقد يشعر العديد من المرضى بعد فترة من استخدام الدواء بأنهم أخف وزنا وأسهل للسيطرة على عواطفهم ومن ثم تتحسن حالتهم النفسية قدر الإمكان.
2) التقليل من أعراض الاكتئاب
في كثير من الأوقات، غالبا ما يتم تقليل بعض الأعراض المرضية المزعجة مثل الأرق أو التعب أو فقدان الاهتمام بالحياة أو صعوبة التركيز أو سيطرة الأفكار السلبية بشكل كبير مع الاستخدام السليم لهذه النوعية الدوائية.
بناء على هذا الاستخدام، فسوف يساعد ذلك الأمر المرضى على استعادة القدرة تدريجيا على العمل والدراسة والاستمتاع بالحياة.
3) التعزيز من الطاقة والتركيز
لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب تأثير محفز خفيف، مما يساعد هذا المرضى على الشعور بالتعب بشكل أقل، وتحسين التركيز وزيادة الدافع للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
ما هي أهم الملاحظات التي يجب مراعاتها حول استخدام مضادات الاكتئاب؟
ما هي أهم الملاحظات التي يجب مراعاتها حول استخدام مضادات الاكتئاب؟
في حين أن مضادات الاكتئاب يمكن أن تكون مفيدة للغاية مع بعض الأشخاص، إلا أنه في حال الاستخدام غير السليم، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث بعض الآثار الجانبية السلبية. لذلك، فسوف يحتاج المرضى إلى الامتثال لبعض المبادئ المهمة على النحو التالي:
– الامتثال لتعليمات الطبيب
يجب عدم استخدام هذه النوعية الدوائية بشكل تعسفي أو تغير الجرعة دون تلقي التوجيه من الاخصائي النفسي، فالجدير بالذكر أنه يمكن أن يسبب التوقف المفاجئ عن تناول الدواء حدوث بعض الأعراض المزعجة مثل الدوخة أو القلق أو الأرق أو تفاقم حالة الاكتئاب.
– مراقبة الآثار الجانبية
تشمل بعض الآثار الجانبية الشائعة لاستخدام مضادات الاكتئاب الغثيان، والأرق، وزيادة الوزن أو انخفاض الرغبة الجنسية، ومن ثم فقد تهدأ هذه الآثار الجانبية مع مرور الوقت، ولكن إذا استمرت أو أصبحت شديدة، فسوف يحتاج المريض إلى إبلاغ الطبيب لتعديل الخطة العلاجية.
– الدمج مع العلاج النفسي
تشير بعض الدراسات إلى أن مضادات الاكتئاب من الممكن أن تكون أكثر فاعلية عند دمجها مع طرق العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) حيث يساعد هذا المرضى على فهم أسباب الاكتئاب وتطوير المهارات اللازمة للتعامل مع الأفكار السلبية.
عادة ما يستمر استخدام مضادات الاكتئاب من 6 إلى 9 أشهر على الأقل، أو حتى فترة زمنية أطول حيث يتم تحديد هذا الأمر على حسب شدة المرض، بالإضافة إلى ذلك فيجب على المريض الآخذ في عين الإعتبار أنه حتى لو شعر المريض بتحسن، فينصح بأهمية الاستمرار في تناول الدواء على النحو الموصوف لتجنب مخاطر التكرار.
الخلاصة، تعد مضادات الاكتئاب جزءا مهما من علاج الاكتئاب، خاصة في الحالات المتوسطة إلى الشديدة أو المعرضة لمخاطر التكرار، ومع ذلك يجب أن يتم استخدام الدواء تحت إشراف أخصائي جنبا إلى جنب مع العلاجات النفسية والمراقبة الدقيقة لضمان أفضل تأثير.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب الدعم من العائلة والأصدقاء أيضا دورا مهما في عملية العلاج، مما يساعد المرضى على التعافي بسرعة والعثور على مقومات الفرح في الحياة اليومية.