في بعض الأوقات قد يلجأ عدد من المرضى إلى القيام بتناول مدرات البول حيث قد ينتج عن هذا الأمر زيادة عدد مرات التبول وبصورة أكبر، مما يساعد هذا الأمر الجسم على التخلص من الماء الزائد والملح من خلال المسالك البولية. ولكن، يجب علينا عدم الإطمئنان لهذا الأمر بشكل كامل وهذا لأن الاستخدام غير السليم لمدرات البول يمكن أن يسبب حدوث بعض الآثار الجانبية الخطيرة حتى قد يصل الأمر إلى التأثير على وظائف الكلى، وإلحاق الكثير من الأضرار بالجسم. لذا سنتعرف اليوم بشكل توضيحي أكثر عن العلاقة ما بين تناول مدرات البول ووقوع العديد من المخاطر الصحية على الجسم بوجه عام.
ما هي آلية عمل مدرات البول؟
تتضح آلية عمل مدرات البول على الكلى وهذا من أجل زيادة كمية الملح ومياه الصرف من الجسم عبر المسالك البولية. فالجدير بالذكر أن معظم مدرات البول تزيد من إدرار البول الكلوي عن طريق تثبيط إعادة امتصاص الصوديوم في أجزاء مختلفة من الأنابيب الكلوية.
من الهام معرفة أن هذه الآليه قد تتسبب في التقليل من حجم الدم والضغط الوريدي، مما يقلل هذا من ملء القلب، وحجم ضغط البطين والنتاج القلبي، ومن ثم قد يؤدي إلى حدوث انخفاض في الضغط الشرياني.
يجب العلم أنه مع انخفاض الضغط الوريدي سوف يتسبب هذا الأمر في التقليل من الضغط الهيدروستاتيكي الشعري، ويقلل من ترشيح السائل الشعري ويعزز ارتشاف هذا السائل، وبالتالي يقلل من الوذمة، ويعمل على خفض ضغط الدم.
ما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى القيام بإستخدام مدرات البول؟
توجد العديد من الاسباب التي قد يلجأ الطبيب على غرارها إلى القيام بإستخدام مدرات البول. فمن أهم هذه التداعيات ما سنقوم بذكره فيما يلي:
-
علاج ارتفاع ضغط الدم
تزداد فاعلية مدرات البول عندما يكون هناك مزيج مع انخفاض في كمية الصوديوم في النظام الغذائي حيث يظهر هذا التأثير من خلال قدرته على تقليل حجم الدم، والحد من النتاج القلبي ومقاومة الأوعية الدموية الجهازية.
-
علاج قصور القلب
تقلل مدرات البول من الاحتقان الرئوي أو الوذمة الجهازية والأعراض السريرية المصاحبة، وبالتالي ينتج عن هذا الأمر تقليل العبء على القلب عن طريق تعزيز توسع الأوعية الجهازية، مما قد يساعد هذا في تحسين طرد البطين، ومعالجة أعراض قصور القلب.
-
علاج الفشل الكلوي
في بعض حالات الفشل الكلوي، يمكن القيام باستخدام مدرات البول لتقليل الحمل على الكلى حيث يتم هذا عن طريق إزالة الماء الزائد والملح الذي يحسن وظائف الكلى ومن ثم يسيطر هذا الأمر على الأعراض قدر الغمكان.
-
الوذمة الرئوية والجهازية
تعمل مدرات البول على التقليل من حجم الدم والضغط الوريدي، بالإضافة التقليل من الضغط المائي الوريدي الشعري، والقيام بتحجيم ترشيح السائل الشعري وذمة الأنسجة. لذا يمكننا هنا القول بأن مدرات البول يتم إستخدامها لعلاج وذمة الساق الناتجة عن قصور القلب في الجانب الأيمن أو القصور الوريدي في الأطراف.
إقرأ أيضا: سلس البول وأنواعه وأهم طرق التغلب عليه
ما هي تداعيات تناول مدرات البول السلبية على الصحة؟
من الهام جدا معرفة أنه عندما يتم تناول مدرات البول بشكل مفرط، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث انخفاض بحجم السوائل في الجسم ومن ثم قد يؤدي هذا إلى الإصابة بالإنخفاض في ضغط الدم الذي قد يسبب الدوخة أو الإغماء أو الغيبوبة.
علاوة على ذلك، وبسبب زيادة إفراز الماء في الجسم، فمن الممكن أن يسبب تناول مدرات البول حدوث اختلالات في الماء المالح والحمضية القلوية في الدم حيث يظهر هذا في زيادة إفراز الشوارد، وتقليل الكالسيوم والمغنيسيوم والتسبب في نقص بوتاسيوم الدم. بالإضافة إلى إمكانية المعاناة من الفشل الكلوي الحاد وتفاقمه بسبب حدوث إضطراب الكهارل.
إلى جانب ما قمنا بذكره، فمن أهم الآثار الجانبية المحتمل حدوثها مع تناول مدرات البول هو الشكوى الدائمة من الانتفاخات والتشنجات وضعف العضلات والتعب ؛ والإصابة بطنين الأذن والصمم بسبب تلف العصب الثامن وبالأخص إذا تم استخدامه مع المضادات الحيوية السامة للكلى.
الجدير بالذكر أيضا، أنه يمكن لمدرات البول زيادة حمض اليوريك في الدم مما يزيد هذا من خطر التسبب في نوبة النقرس الحادة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من النقرس أو إذا كان من يتلقي العلاج مريضا بالفعل، ومن هنا تحدث حالة تفاقم مرضية.
أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من داء السكري، وفشل الكبد، واليرقان، وعدم انتظام ضربات القلب، فمن المهم أيضا ملاحظة أن مدرات البول يمكن أن تجعل الأعراض المرضية لهذه الحالات أكثر حدة وشدة.
ما هي توصيات الخبراء والمختصين عند استخدام مدرات البول؟
توجد العديد من الإعتبارات التي يجب على من يقوموا بتناول مدرات البول القيام بوضعها في عين الإعتبار، فالجدير بالذكر أنها تتمثل فيما يلي:
– معرفة أن اختيار مدرات البول يعتمد على إشارة العلاج، وعلى تركيز إفراز الصوديوم المطلوب، وعلى مدة عمل الدواء، وعلى الآثار الجانبية المحددة لكل دواء وعلى وظائف الكلى للمريض حيث يجب أن يتم إستخدام المرضى لمدرات البول فقط على النحو الذي يحدده الأخصائي.
– القيام بإمداد الطبيب بالمعلومات اللازمة حول الأمراض التي حدثت الإصابة بها من قبل أو يتم علاجها مثل النقرس والسكري، وهذا حتي يقوم بوصف الدواء المناسب لهذه الحالة المرضية.
– تجنب تتناول أي منتجات دوائية أخرى بشكل ذاتي أثناء تلقي العلاج بمدرات البول حيث يجب العمل على إستشارة الطبيب المعالج.
– يجب العلم أنه من الممكن أن تتفاعل مدرات البول مع مضادات الاكتئاب، والديجوكسين، ومثبطات المناعة السيكلوسبورين، مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية … إلخ. لذلك، في حالة إذا كنت تتناول هذه الأدوية، فمن المهم أيضا القيام بإبلاغ الطبيب بشكل مسبقا لتجنب الآثار الضارة الناجمة عن التفاعلات الدوائية.
– يجب أن تكون مدرات البول من الأدوية المحدود تناولها لدى لكبار السن.ولكن في حال إذا كان من الضروري للغاية استخدام مدرات البول، فيجب العمل على تقليل الجرعة وإستخدامها لفترة قصيرة، وتجنب جمعها مع نظام غذائي شاحب صارم غير مفيد لكبار السن.
– في حالة القيام بتناول مدرات البول وظهور أعراض التشنجات وضعف العضلات والتعب والعطش المفرط وانعدام الأمن والنبض السريع، فيجب على الفور طلب العناية الطبية، لأن جميع هذه العلامات قد تكون دلالة على حدوث فقدان البوتاسيوم بسبب مدرات البول وفي الوقت نفسه، يلعب البوتاسيوم دورا مهما جدا في الحد من تقلصات القلب، والحفاظ على حالة بدنية جيدة.