يُعد الاكتئاب هو أحد أكثر الأمراض النفسية انتشارا، حيث يعاني منه الملايين من الأشخاص حول العالم. الجدير بالذكر أن هذه الحالة النفسية تتسبب في حدوث تدهور بالصحة العقلية والعاطفية مما يؤثر هذا الأمر بشكل كبير على جودة الحياة الشخصية والاجتماعية. لذا فعند النظر إلى هذه الحالة المرضية فيجب علينا أن نعمل جاهدين نحو تقديم الدعم اللازم لمرضاها. لهذا الأمر قررنا أن نتعرف اليوم على أهم الخطوات التي تقوم بمساعدة مرضى الإكتئاب في التغلب على هذا الاضطراب لكي نعمل على إعتمادها لمحاولة النهوض بحالة مريض الإكتئاب النفسية.
ما هو الإكتئاب؟
الاكتئاب هو عبارة عن اضطراب نفسي شائع يتسم بمشاعر الحزن واليأس العميق، وفقدان الاهتمام والمتعة عند أداء الأنشطة اليومية، والشعور بالاحباط والانسحاب من العالم الذي يحيط بنا، فالجدير بالذكر أيضا أنه مصحوب بأعراض جسمانية وعقلية تؤثر في نوعية حياة الأفراد المصابين به وبصورة مرضية كبيرة.
ما هي أهم أعراض الإصابة بالإكتئاب؟
إن الوعي بالأعراض المرتبطة بالاكتئاب يعد أمر هام عند تقديم الدعم للشخص المصاب، فيجب العلم أن أعراض الاكتئاب تختلف من شخص لآخر وقد تكون متباينة في الدرجة والتواتر والمدة التي تستمر فيها. ومع ذلك، هناك بعض الأعراض الشائعة التي يمكن أن تظهر لدى معظم المصابين بالاكتئاب وتشمل الآتي:
1) يشعر الشخص المصاب بالحزن واليأس والاكتئاب بشكل مستمر لفترة طويلة من الوقت دون سبب ظاهر.
2) يشعر الشخص المصاب بالاكتئاب بفقدان الاهتمام والمتعة في الأنشطة التي كان يستمتع بها في الماضي حيث يصبح غير قادر على الاستمتاع بالأشياء التي كان يحبها وقد تتلاشى الاهتمامات تدريجيا.
3) يعاني المصابون بالاكتئاب من صعوبة في النوم أو النوم الزائد حيث قد يستغرق الشخص وقتا طويلا للنوم، أو قد يستيقظ باكرا بشكل متكرر أو المعاناة من الأرق الليلي.
4) يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى زيادة الشهية وتناول كميات كبيرة من الطعام، أو القلق وفقدانها وفقدان الوزن بشكل ملحوظ.
5) يلاحظ أن الأشخاص المصابون بالاكتئاب يشكون دائما من تعب غير مبرر وانخفاض في مستوى الطاقة حيث من الوارد أن يكون الشخص عاجزا عن أداء الأنشطة اليومية البسيطة وقد يشعر بالإرهاق الشديد حتى دون أداء أي مجهود بدني كبير.
6) يصاب مرضى الإكتئاب بالشعور المستمر بالذنب واللوم حيث يشعرون بأنهم فاشلون ولا توجد لأنفسهم أي قيمة.
7) يميل المصابون بالاكتئاب إلى الانعزال والانسحاب الاجتماعي وهذا يظهر من خلال فقدانهم للتواصل الإجتماعي مع الآخرين والشعور بعدم رغبة المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
8) يمكن أن يتسبب الاكتئاب في التفكير المتكرر في الموت والانتحار. فإذا لوحظ أن الشخص يفكر في الانتحار، فيجب الحصول على المساعدة الطبية وبشكل فوري عاجل.
إقرأ أيضا: الاكتئاب أثناء الحمل وأهم العلامات التي تدل على حدوثه
ما هي طرق الدعم النفسي التي يتم تقديمها لمرضى الإكتئاب؟
تختلف طرق الدعم النفسي التي يمكن تقديمها لمرضى الاكتئاب، وتشمل العديد من الاستراتيجيات المختلفة التي تظهر من خلال بعض الطرق الرئيسية التالية:
أولا: العلاج النفسي (العلاج الحديث)
يعتبر العلاج النفسي واحدا من أهم أساليب العلاج في حالات الاكتئاب حيث يقوم بإستخدام العديد من الأنماط المختلفة من العلاج النفسي مثل
- العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy)
- العلاج الحركي العاطفي (Emotion-Focused Therapy)
- العلاج الواقعي (Reality Therapy)
- التحليل النقدي النفسي (Psychoanalytic Therapy)
يهدف العلاج النفسي إلى مساعدة المرضى في التعامل مع أفكارهم السلبية وتعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع التحديات الحياتي التي تسبب هذه المشاعر السلبية بصورة ملحوظة.
ثانيا: الدعم الاجتماعي
يظهر دور الدعم الاجتماعي القوي في تحسين حالات الاكتئاب بشكل كبير حيث قد يشمل هذا لنوع من الدعم التواصل مع الأصدقاء والعائلة، والمشاركة في أنشطة اجتماعية ممتعة، والانضمام إلى مجموعات دعم المرضى والمشاركة في جلسات تفاعلية.
الجدير بالذكر أن وجود شبكة دعم اجتماعي تعد من الأمور الهامة التيى تساعد المرضى على التعافي والشعور بالدعم الذي يحتاجون إليه.
ثالثا: الدعم من الأسرة والأحباء
يعد أمر دعم أفراد الأسرة والأحباء المرضى من الأمور الهامة جدا في علاج ودعم حالات الاكتئاب. فعلى إعتبار أن مرض الاكتئاب اضطرابا نفسيا، فمن الوارد أن يواجه المرضى صعوبة في إدراك مشاعرهم والتعامل مع تأثيرات المرض على حياتهم اليومية لذا فيمكن من هنا لأفراد الأسرة والأحباء أن يقدموا الدعم العاطفي والشخصي والمعنوي للمرضى، كما يمكنهم تشجيعهم على طلب المساعدة الاحترافية والالتزام بأنظمة العلاج المباشرة.
رابعا: الدعم الذاتي
يعد الدعم الذاتي أيضا جزءا مهما من عملية الشفاء من الاكتئاب حيث يمكن للأشخاص المصابين بهذه المشكلة النفسية العمل على تحسين حالتهم من خلال تعلم تقنيات التدريب على مهارات التفكير الإيجابي، وممارسة التمارين الرياضية اليومية، وتحسين نوعية النوم وأنماط الحياة بشكل عام. فيجب العلم أنه يمكن للدعم الذاتي أن يكون فعالا في تحسين الحالة المزاجية والعامة للمرضى.
بالاضافة إلى ما سبق ذكره، فمن الممكن أن تساعد الجلسات الاستشارية والتوجيهية مع أطباء النفس والمستشارين والعاملين الاجتماعيين أيضا في تقديم الدعم النفسي لمرضى الاكتئاب حيث يمكن لهؤلاء المهنيين تقييم الحالة وتحديد الاحتياجات الخاصة بالمريض وتوجيهه نحو الخطوات المناسبة للعلاج.
في الختام، يجب أن يتم توفير الدعم النفسي المناسب لمرضى الاكتئاب من خلال توفير العلاج النفسي الملائم ودعم العائلة والأصدقاء والاستفادة من الدعم الذاتي إلى جانب ضرورة معرفة أن التعافي من الاكتئاب قد يتطلب وقتا وجهدا، ولكن مع تلقي الدعم المناسب، وهذا حتى يمكن للمرضى العثور على الأمل والانتعاش والعودة إلى حياة مستقرة وصحية.