يعد مرض الكزاز، من أهم أشكال العدوى الحادة التي تهدد حياة مصابيها بصورة كبيرة. فالجدير بالذكر أن الأمر قد يصل إلى حد الوفاة وبالأخص إذا لم يتم علاج هذه العدوى بشكل فوري سريع. لهذا الأمر يجب علينا أن نتعرف بشكل شامل عن هذا المرض حيث نقوم بذكر ما هو مرض الكزاز؟ وما هي أهم الأعراض التي تدل على حدوثه؟ إلى جانب سرد طرق العلاج المناسبة مع هذه الحالة المرضية المقلقة.
ما هو مرض الكزاز؟
تحدث الإصابة بمرض الكزاز عندما يعاني الجهاز العصبي من تلف ناتج عن السموم الخارجية للبكتيريا المسماه بـ كلوستريديوم تيتاني. فالجدير بالذكر أن التلوث بالسموم الناتج عن هذه البكتيريا يؤدي إلى حدوث تصلب وشلل في الأنسجة العضلية، وخاصة عضلات الرقبة والفك للمرضى، مما يجعل هذا الأمر من الصعب على المصابين فتح أفواههم، بالإضافة إلى أنه إذا تأثرت الأنسجة العضلية التي تنتمي إلى الجهاز التنفسي، فإن الشخص آنذاك الوقت يكون أكثر عرضة لخطر الموت.
في معظم الحالات، يصيب هذا المرض عادة الجسم كله فيما يسمى بـ (الكزاز الجهازي). ومع ذلك، في بعض الأحيان الأخرى يتم توطين هذه الحالة فقط في مجموعة الأنسجة العضلية بالقرب من الجرح فيما يعرف بـ (الكزاز المحلي).
ما هي علامات وأعراض الإصابة بمرض الكزاز؟
يعاني الأشخاص المصابون بالكزاز عدد من الأعراض والعلامات التي نستطيع من خلالها إكتشاف أمر حدوث الإصابة والذي يتمثل فيما يلي:
- الإصابة بتصلب العضلات، والذي يحدث عادة في الفك والرقبة والكتفين والظهر والجزء العلوي من البطن واليدين والفخذين
- صعوبة بلع الطعام.
- التشنجات.
- الارق.
- التهيج.
- الصداع.
- التهاب الحلق.
- الحمى والتعرق.
- التغيرات في ضغط الدم.
- زيادة معدل ضربات القلب.
بالإضافة إلى ذلك، فقد يتواجد في بعض الأحيان لدى الشخص أيضا أعراض وعلامات أخرى لم يتم ذكرها حيث أن الحالة المرضية هذه تختلف من شخص لآخر وينتج جراؤها بعض الأعراض المختلفة الآخرى
ما هي مضاعفات الإصابة بمرض الكزاز؟
وفقا لآراء العديد من خبراء الصحة، فقد تشمل المشاكل الصحية الخطيرة أو المضاعفات التي يمكن أن تحدث لدى الأشخاص المصابين بالكزاز ما يلي:
- تشنج الحنجرة الذي يسبب الإصابة بضيق في التنفس.
- الانسداد الرئوي.
- الالتهاب الرئوي الشفطي.
- الموت وهذا هو أخطر المضاعفات التي من الوارد أن تحدث.
ما هي أسباب الإصابة بمرض الكزاز؟
كما ذكرنا من قبل أن جراثيم بكتيريا الـ (كلوستريديوم تيتاني) هي المسبب الأساسي لحدوث مرض الكزاز. فالجدير بالذكر أن هذا النوع من الجراثيم موجود في كل مكان، بما في ذلك التربة والأوساخ والأسمدة ذات الأصل الحيواني.
يجب العلم أن هذه الجراثيم يحدث لها تطور إلى بكتيريا عندما تدخل الجسم من خلال الجروح المفتوحة والتمزقات في الجلد وما إلى ذلك. على عكس الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها عن طريق تلقي اللقاحات الوقائية، ولكن بشكل عام يجب الإطمئنان لأن مرض الكزاز لا ينتقل من شخص لآخر.
في بعض الحالات الأخرى، من الممكن أن يكون الرضع أيضا معرضين لخطر الإصابة بالكزاز بسبب قطع الحبل السري المصاب (الكزاز الوليدي).
من الهام جدا معرفة أن هذه الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض تقوم بإنتاج سما يعلق على ذيول الألياف العصبية، ثم ينتشر هذا السم تدريجيا في الحبل الشوكي والدماغ، وبالتالي يقوم بمنع الإشارات المرسلة من الدماغ والحبل الشوكي إلى العضلات. فإذا لم يتم اتخاذ تدابير إزالة السموم ومعالجة هذه الحالة المرضية في وقت مبكر، فإن الأشخاص المصابين بهذا المرض قد يتعرضون بنسبة كبيرة لحدوث الموت.
ما هي عوامل الخطر التي تؤدي للإصابة بمرض الكزاز؟
قد يزداد خطر الإصابة بهذا النوع الحاد من العدوى إذا كان لدينا أي من العوامل التالية:
- ضعف الجهاز المناعي.
- جروح الفم المفتوحة من الوشم أو الثقب أو الحقن أو الحروق أو الجراحة أو عضات الحيوانات.
- الكسر مفتوح.
- التهابات الأذن.
- تقرحات على الساقين.
ما هي فترة حضانه مرض الكزاز؟
تتراوح فترة حضانة مرض الكزاز من 3 إلى 21 يوما أي أن المتوسط يبلغ حوالي 8 أيام من بعد حدوث العدوى البكتيرية. الجدير بالذكر أن معظم الإصابات تحدث في غضون 14 يوما. ومع ذلك، ففي بعض الأحيان يمكن أن تستمر فترة الحضانة لعدة أشهر، وهذا يتوقف على نوع الجرح.
كيف يتم تشخيص مرض الكزاز؟
يتم العمل على تشخيص هذه الحالة المرضية من خلال اللجوء إلى التقييم السريري. فيجب الآخذ في عين الاعتبار شكوى مرضى الكزاز الذين يعانون من تشنج عضلي مفاجئ غير مبرر أو تشنجات في بعض أنحاء الجسم بشكل عام، وخاصة إذا كان لديهم أيضا جرح مفتوح مؤخرا أو لديهم عوامل خطر للإصابة بهذه الحالة المرضية الصعبة.
يمكن الخلط بين أعراض الكزاز والتهاب السحايا الجرثومي أو الفيروسي، ولكن يمكن أن تؤدي مجموعة من العلامات التالية إلى تشخيص الكزاز:
- الشعور بالألم مستمر ولا يتغير.
- السائل النخاعي الطبيعي.
- العضلات العضلية.
بالإضافة إلى ما قمنا بذكره، فيجب أيضا التمييز بين الحالة التشنجية لعضلات الفك من خراج الصفاق أو خراج البلعوم أو أي سبب بؤري آخر. فمن الواضح أن آلام الفك التشنجية الناتجة عن مرض الكزاز تبدو في صورة ردود الفعل التي يصاحبها التوتر، إلى جانب ظهور متلازمة الذهان الخبيثة.
عادة ما تكون الثقافة البكتيرية لتأكيد الإصابة بالكزاز غير فعالة للغاية. وهذا نظرا لأن كلوستريديوم تيتاني المستزرع من الجروح غالبا ما يكون غير حساس بشكل كبير.
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج الكزاز؟
من الهام أن نتأكد أن الكزاز حالة مرضية خطيرة تتطلب اللجوء الطبي العاجل. فيجب معرفة أن العلاج يشمل عادة ما يلي:
- العلاج الداعم وخاصة الدعم التنفسي للأشخاص الذين يعانون من تصلب الفك، وعسر البلع، وارتعاش العضلات.
- العلاج الفوري بدواء يسمى الغلوبولين المناعي للكزاز البشري (TIG).
- نظافة الجروح وإزالة الأنسجة الميتة.
- علاج التشنجات العضلية بالأدوية.
- تناول المضادات الحيويه تحت الوصف الطبي.
- في بعض الأحيان يتم اللجوء إلى تناول بعض الأدوية لعلاج ضعف العصب اللاإرادي.
ما هي أهم طرق الرعاية الداعمة للتعامل مع مرض الكزاز بشكل صحي سليم؟
توجد عدة طرق نستطيع عند القيام بإتباعها من مساعدة مرضى الكزاز في التغلب على هذه الحالة المرضية حيثتتمثل هذه الطرق في الآتي:
- يجب أن يستريح المريض في غرفة هادئة سواء كانت الحالة المرضية معتدلة أو شديدة ويتم بعدها العمل على تنبيب الشخص.
- زيادة التغذية عن طريق الوريد حيث يتجنب خطر الشفط الثانوي لتغذية قسطرة المعدة.
- في المرضى الذين يعانون من الكزاز، فإنهم يصابون بالإمساك غالبا لذلك من الضروري العمل على تليين البراز.
- يمكن للتصوير بالموجات فوق الصوتية للمستقيم التحكم في الانتفاخ.
- اللجوء إلى قسطرة المثانة في حالة وجود احتباس البول.
- غالبا ما يكون تخفيف الآلام بإستخدام المسكنات القوية أمر ضروري.
في النهاية وجب علينا التأكيد بأن الكزاز هو عدوى حادة يمكن أن تستمر من 2-3 أشهر وسيحتاج الشخص المصاب بها بعد ذلك إلى 4 أشهر على الأقل للتعافي التام حيث يمكن للمصاب أيضا أن يلجأ للقيام بالعلاج الطبيعي لمساعدة الجسم في الحصول على صحة جيدة في فترة زمنية قليلة.