في كثير من الأحيان قد نشعر ببعض الآلام التي تصيب المفاصل وتسبب الكثير من مشاعر عدم الراحة حيث يختلط علينا الأمر هنا ونقوم بتسمية هذه الحالة بالنقرس. ولكننا عند طلب الإستعانة الطبيبة وتلقى الفحص، فسوف نضع الأمور في نصابها الصحيح وسنعلم أن هذه الحالة المرضية تسمى مرض النقرس الكاذب. لذا سنتناول الآن الحديث عن ما هو هذا المرض وماهي أسباب وأعراض حدوثه؟ وما هي طرق التعامل المُثلى معه؟
ما هو مرض النقرس الكاذب؟
يعد مرض النقرس الكاذب هو شكل من أشكال التهاب المفاصل الذي يتميز بحدوث تورمات مؤلمة مفاجئة في واحد أو أكثر من مفاصل الجسم. فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن تستمر هذه الآلام لأيام أو أسابيع.
يجب معرفة أن المفصل الأكثر تأثرا في هذه الحالة المرضية هو مفصل الركبة بالإضافة إلى بعض المفاصل الأخرى التي قد تتمثل في الكاحلين، والمعصمين، والمرفقين، والكتفين.
قد يتساءل الكثير لماذا سميت هذه الحالة المرضية بالنقرس الكاذب؟ فالإجابة هنا تتلخص في أنه بسبب تشابه أعراض هذا المرض مع أعراض النقرس فقد يسمى هذا المرض بالنقرس الزائف. ولكن ليس المسبب واحد ما بين المرضين ومن هنا يأتي الفرق.
من هي أكثر الفئات التي قد تعاني من مرض النقرس الكاذب؟
يمكن أن يظهر مرض النقرس الكاذب في أي مرحلة عمرية، ولكنه عادة ما يصيب البالغين الذين تزيد أعمارهم عن الـ 60 عاما. فوفقا للإحصاءات، فإن نصف المرضى الذين يعانون من مرض النقرس الكاذب تزيد أعمارهم عن الـ 85 سنة.
إلى جانب الفئة العمرية السابقة، فمن المحتمل أن يعاني الأشخاص الذين يشكون من وقوع إصابات شديدة في المفاصل أيضا من النقرس الكاذب وبالأخص في المفصل المصاب.
ما هي علامات الإصابة بمرض النقرس الكاذب؟
من أهم العلامات والأعراض التي تدل على حدوث الإصابة بمرض النقرس الزائف هي الشعور بآلام المفاصل المفاجئة وظهور التورمات والاحمرار.
يجب العلم أنه عادة ما يكون الألم مستمرا ويزداد سوءا عند الحركه وممارسة المهام اليومية المعتادة. لذا تصبح الأنشطة الروتينية مثل المشي وتغيير الملابس وحمل الأشياء من الأمور الصعبة جدا على المصاب. بالإضافة إلى أنه في بعض الأحيان، قد يواجه ألما كبيرا في مفاصل متعددة حيث يحدث هذا الأمر في وقت واحد.
بوجه عام علينا معرفة أن هذه الأعراض من الوارد أن تنجم عن طريق التعرض لبعض الظروف المعينة مثل الخضوع للتدخلات الجراحية أو الحالات الطبية الأخرى ومن ثم تختفي دائما بعد العلاج. ولكنها إذا تركت دون إهتمام أو رعاية، فسوف يستمر هذا المرض لأسابيع عديدة أو أكثر.
ما هي أسباب الإصابة بمرض النقرس الكاذب؟
من أهم أسباب الإصابة بهجمات مرض النقرس الكاذب هو حدوث تصريف وتراكم بلورات بيرو فوسفات الكالسيوم في المفاصل. فالجدير بالذكرأن هذه البلورات تصبح أكثر عددا مع التقدم في العمر وتظهر في ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 85 عاما كما ذكرنا من قبل.
ومع ذلك، فإن معظم حاملات هذه البلورة لا تتطور إلى النقرس الزائف بشكل سريع، ولكن في العموم هذا الأمر يحمل بين طياته العديد من الخطوات والمراحل.
متى نحتاج إلى زيارة الطبيب؟
عند ظهور بعض المفاصل في حالة تورم وإحمرار فجأة، فيجب علينا الذهاب إلى الطبيب المختص بشكل فوري وسريع . فيجب العلم أنه كلما طالت مدة المماطلة، كلما تطور المرض إلى حالته الأسوا ومن هنا قد يسبب هذا الوضع ألما طويل الأمد.
ما هي أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالنقرس الكاذب؟
تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالنقرس الكاذب ما يلي:
- المرحلة العمرية المتقدمة.
- إصابات المفاصل الشديدة.
- الاضطرابات الوراثية.
- بعض الخلل في نظم التغذية.
- الإصابة بعض الحالات المرضية مثل الغدة الدرقية الضعيفة أو الغدة الدرقية مفرطة النشاط.
ما هي التقنيات الطبية المستخدمة لتشخيص مرض النقرس الكاذب؟
نظرا لأن أعراض مرض النقرس الكاذب تشبه النقرس وبعض الأمراض الالتهابية الأخرى، لذا فعند قيام الطبيب بالكشف فإنه سوف يحتاج إلى إجراء بعض الفحوصات التالية للتأكد من الحالة المرضية بدقة:
- اختبارات الدم وهذا للتحقق من مشاكل الغدة الدرقية وكذلك الاختلالات المعدنية.
- استنزاف سائل المفصل في موضع الألم والبحث عن شظايا بيروفوسفات الكالسيوم التي يمكن أن تسبب المرض تحت المجهر.
- ضرورة إجراء الأشعة السينية للمفصل الذي يتعرض للألم، وهذا للعثور على الآفات والبلورات ذاتية التراكم في الغضروف.
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج النقرس الكاذب؟
في الوقت الحالي، لا توجد طريقة لإزالة بلورات بيروفوسفات الكالسيوم في المفاصل التي تسبب النقرس الكاذب، ولكن قد يقوم الطبيب المعالج بالعمل على وصف بعض الأدوية المضادة للالتهابات لتخفيف الأعراض مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين أو الإندوميتاسين.
في بعض الأحيان الأخري ومع تطور الشعور بالألم، فمن الممكن أيضا تضمين مسكنات الألم الأقوى مثل بريدنيزون أو كولشيسين المستخدمة في علاج النقرس الكاذب.
يجب العلم أن الطبيب يتعامل مع هذا المرض طبقا لدرجة حدة المرض وتطوره حيث من الوارد أن يلجأ إلى الإستعانة بالشفط الجراحي واستبدال سائل المفصل، وبالأخص إذا لم يجدي أمر تناول الأدوية نفعا، فالجدير بالذكر أن هذا الإجراء هو أسرع علاج لتخفيف الآلام ومن بعده سوف يتم التعافي بشكل تام.