ربما نتعجب من تسمية هذا المرض بالأجزاء التي يقع عليها تأثير المرض من الجسم وربما موجة الإنتشار الواسع التي شهدها هذا الداء مؤخرا هي مادفعتنا للحديث عنه بإعتباره من الفيروسات الأكثر شيوعا بين الأطفال في المرحلة العمرية التي تقع أعمارهم مابين 5 إلى 7 سنوات وأحيانا يصيب ماهو أقل من ذلك, والذي يعد من أنواع العدوى الفيروسية التي تسببها تلك الكائنات المجهرية الدقيقة والتي تظهر أعراضها الرئيسية في هيئة بقع من الطفح الجلدي الأحمر أو تتخذ في صورة بثور متكونة على أطراف اليدين والقدمين بالإضافة إلى تقرحات بيضاء بارزة داخل تجويف الفم من الداخل .. وسوف نتحدث بإستفاضة عن مرض اليد والقدم والفم .
حول مرض اليد والقدم والفم

حول مرض اليد والقدم والفم
عند الحديث عن مصدر الإصابة بهذا المرض سنجد أنه نتاج عدوى تسببها الفيروسات , وعلى الرغم من كونه مرض مرتبط بالأطفال والتي تعد من الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة إلا أنه يمكن أن يعاني منه الأشخاص البالغين أيضا , وبالنسبة لأكثر توقيت لتفشي هذا المرض سوف نجد أن فصول السنة التي تتسم بالدفء كفصلي الصيف والخريف مايمثلان فترة نشاط هذا الفيروس, وفي غالبية الأحوال يطرأ على المريض نوعا من التحسن بشكل تلقائي في غضون فترة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام
وتوجد حقيقة متصلة بهذا المرض وهي الخاصة بكونه منتميا إلى قائمة الأمراض المعدية من النوع الشديد والذي تتسع دائرة انتشاره في بعض المناطق , وتنطلق دورة العدوى بالتزامن مع بدء ظهور الأعراض لتستمر بعد ذلك لحين تلاشي واختفاء البثور , إلا أن الشخص المصاب قد يكون مازال بإمكانه أن ينقل العدوى للأشخاص الآخرين لعدة أسابيع حتى بعد انتهاء ظهور الأعراض
أحيانا قد تظهر صعوبات في التمييز بين كلا من مرض اليد والقدم والفم والحمى القلاعية فالمرض الذي يكون محور الإهتمام هنا يصيب البشر فقط بينما الحمى تستهدف الحيوانات فقط كالأبقار والأغنام
أعراض مرض اليد والقدم والفم

أعراض مرض اليد والقدم والفم
بالنظر إلى العلامات التحذيرية الدالة على إصابة الأطفال بهذا المرض فإنها تظهر في صورة مجموعة من الأعراض الشائعة ومن أبرزها:
- ارتفاع درجة الحرارة في صورة حمى أو سخونية
- احتقان وتهيج الحلق
- الإحساس بالتعب والإعياء المفرط
- ظهور آفات جلدية متقرحة شبيهة للبثور على سطح اللسان واللثة بالإضافة إلى الطبقة الداخلية للخدين
- بقع من الطفح الجلدي الملتهب الذي يظهر في مناطق مختلفة مابين راحتي اليد بالإضافة إلى باطني كعب القدم , وهذا النوع من الطفح غير مثيرا للحكة الجلدي إلا أنه يأتي في صورة بثور في بعض الأحيان , والمميز أيضا أن اللون المصاحب للشرى الجلدي لايقتصر على كونه ذو لون أحمر بل يمكن أن يتخذ أيضا لونا أبيض أو رمادي متمركزا على هيئة نتوءات صغيرة الحجم وفقا للون الطبيعي للجلد
- نوبات التهيج لدى الرضع والأطفال الصغار
- ضعف شديد في الشهية مما يفقدك الرغبة في تناول الطعام
اقرأ أيضا التهابات الدم عند الأطفال.. الأسباب وطرق الوقاية الفعالة
أسباب الإصابة بمرض اليد والقدم والفم
أسباب الإصابة بمرض اليد والقدم والفم
يمكن إرجاع حدوث الإصابة بهذا الداء إلى التقاط الطفل لعدوى فيروسية يسببها نوع من الفيروسات الذي يعرف بإسم كوكساكي A16 والذي يندرج ضمن نوعية فئات الفيروسات المعوية ,ويكتسب شهرة واسعة ضمن الفيروسات الشائعة لهذا المرض , إلا أن هذا الفيروس على الرغم من كونه شائعا إلا أنه ليس الوحيد حيث أنه توجد حالات معينة ترتبط بأنماط أخرى من الفيروسات وهو الفيروس المعوي 71.
يمكن أن يتواجد الفيروس المسبب لهذا الداء في الإفرازات الطبيعية لدى المصابين ومن أبرزها:
- اللعاب
- الرذاذ الناجم عن نوبات السعال أو العطس المصاحب لعملية التنفس
- الإفراز المخاطي الصادر من الأنف
- البلغم الكثيف
- سائل القيح السائل .
- فضلات البراز
قد يكون من السهل انتقال مرض اليد والقدم والفم من مصاب لآخر من خلال تلك الوسائط التالية:
- الإختلاط وزيادة القرب والإتصال بالأشخاص المصابين والمشاركات الوجدانية من خلال تبادل القبلات أو العناق العميق
- استنشاق رذاذ الهواء المتطاير والمشبع بالملوثات جراء نوبات السعال والعطس
- مشاركة الأدوات الشخصية للمرضى كفرشاة الأسنان والألعاب والملاعق
- القيام بملامسة الأسطحة التي يتواجد بها الفيروس مثل مقابض الأبواب
- وضع الأيدي على سائل البثورالذي يعد مصدر للعدوى السريعة
الخيارات العلاجية لمرض اليد والقدم والفم
الخيارات العلاجية لمرض اليد والقدم والفم
لايمكننا القول بوجود أنواع خاصة من العلاجات الدوائية المصممة خصيصا لمرض اليد والقدم والفم , حيث أنه في العادة يشهد نوعا من التحسن من تلقاء نفسه , إلا أن بعض الطرق المنزلية قد تقدم اسهامات إيجابية في السيطرة على الأعراض والمساعدة في العمل على تخفيفها والإسراع من عملية التعافي
ويوجد أكثر من خيار علاجي مطروح ضمن الخطة العلاجية لمرض اليد والقدم والفم سواء عند الأطفال والكبار ومن أكثرها شيوعا :
- مسكنات الألم :فئة من الأدوية المستخدمة على نطاق واسع ومن أبرزها الإيبوبروفين والباراسيتامول والتي تقوم آلية عملهما على خفض درجة حرارة الجسم العالية , إلى جانب تقليل درجة احتقان الحلق
- غسول الكالامين:هو غسول طبي ذو لون زهري يتألف من مزيج من أوكسيد الزنك مع أكسيد الحديد ذو التأثير الذي يضفي قدرا من الجفاف اللطيف على الجلد وينتمي إلى أنواع الغسولات اللطيفة لتخفيف أعراض الطفح الجلدي ونتوءات البثور لكبح جماح الرغبة الملحة في حك وفرك الجلد والسيطرة على الشعور بالألم والوخز
- المضمضة بمحلول الماء الدافىء والملح : إذا ظهرت أعراض للمرض في الفم من الداخل فسوف يكون المحلول الملحي حلا علاجيا في تسكين الشعور بالألم المصاحب عن التقرحات الفموية وسوف يفيد الحرص على تكرار تلك الوصفة لأكثر من مرة يوميا
- تناول المزيد من الماء والسوائل: حيث لابد من الإلتزام بتقديم كميات مناسبة من الماء والسوائل وقد يوصي الطبيب بمحاليل معالجة مشكلات الجفاف للوقاية من مخاطر الإصابة بمشكلة الجفاف
- التركيز على تناول الأطعمة الباردة:إذا كان طفلك دائم الشكوى من هذا العرض المصاحب لهذا الداء والمتمثل في احتقان والتهاب الحلق فسوف يفيد تناول العصائر الباردة والمثلجات في العمل على تخفيف الإحتقان .