تعتبر القرحة الهضمية هي واحدة من أهم أمراض الجهاز الهضمي الشائعة والمسببة للعديد من المضاعفات الصحية الخطيرة مثل حدوث المعاناة من نزيف وانثقاب المعدة وتضيق البواب حتى قد يصل الأمر إلى الإصابة بسرطان المعدة وخاصة إذا لم يتم اكتشاف هذه الحالة المرضية وعلاجها في الوقت المناسب. لهذا الأمر قررنا أن نتعرف اليوم على أهم مسببات تكرار الإصابة بالقرحة الهضمية وكيف نستطيع وبشكل آمن وسليم أن نسيطر عليها؟
القرحة الهضمية
عند الحديث عن القرحة الهضمية، فيجب العلم أنها عبارة عن حالة تتلف فيها بطانة المعدة وتتورم، ومن ثم تشكل القرحة تدريجيا قرحا أخرى تسبب العديد من المضاعفات الصحية، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية يمكن أن تصيب كلا النوعين رجال ونساء كل منهما عل حدى ولكن الفئة العمرية الأكثر تعرضا لقرحة المعدة هي فئة الـ 50 عاما فيما فوق.
فئات معرضة لمخاطر الإصابة بقرحة المعدة
بعض الأشخاص معرضون لخطر الإصابة بقرحة المعدة، فعلى سبيل المثال تتمثل هذه الفئات فيما يلي:
- الأشخاص الذين يدخنون بانتظام.
- مدمني المشروبات الكحولية.
- التعرض للكثير من التوتر والقلق.
- الأشخاص الذين يعانون من أنظمة غذائية غير صحية وأنشطة غير منتظمة.
أنواع القرح الهضمية التي تصيب المعدة
بصورة شاملة هناك نوعان رئيسيان من قرح المعدة آلا وهما:
- القرحة الهضمية الحادة: يعد هذا النوع من القرح هو عبارة عن مظهر من مظاهر التورم والالتهاب المفاجئ في الغشاء المخاطي في المعدة، ومن ثم يظهر على آثاره الآلام الشديدة ولكن من خلال نوبات قصيرة.
- القرحة الهضمية المزمنة: تعد القرحة الهضمية الحادة التي يتم تركها دون علاج من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تورمات داخل الجسم والتي من الوارد أن تتحول إلى مزمنة بعد فترة، ومن ثم يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب ضامر، وتضيق البواب، والنزيف، والثقب، وسرطان المعدة.. إلخ.
يجب العلم أنه من الممكن أن يتم علاج مرض القرحة الهضمية بالعلاجات الطبية عن طريق الأدوية الفموية، والتدخلات الجراحية حيث العمل على الاستئصال الجراحي للقرحة وخاصة إذا كانت القرحة بالفعل في مرحلة شديدة، فالجدير بالذكر أن هذه الأنماط العلاجية تأتي بالتوازي مع تعديلات أنماط الحياة. ولكن، يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه بالرغم من ذلك فمن الممكن أن يتكرر المرض بسهولة، مما يجعل هذا الأمر المرضى قلقين بصورة كبيرة.
أسباب تكرار الإصابة بالقرحة الهضمية
أولا: عدم الامتثال للأنظمة العلاجية
في الواقع، غالبا ما لا يمتثل عدد غير قليل من الأشخاص المصابين بالقرحة الهضمية لنظام علاج الطبيب، أو يتوقفون في منتصف الطريق عندما يرون أن الأعراض قد هدأت إلى حد ما أو يلجأون إلى شراء المضادات الحيوية بشكل تعسفي ذاتي لعلاج هذه الحالة المرضية.
من هنا تحدث حالة من عدم استرداد البؤر التقرحية داخل المعدة بالكامل، مما يزيد هذا من مخاطر تكرار المرض عند توفر ظروف مواتية خاصة في حالة القرحة الهضمية الإيجابية لبكتيريا Hp (هيليكوباكتر بيلوري).
من هنا نوصي بضرورة إحتياج المريض إلى العلاج بدورته الكاملة من المضادات الحيوية، والبعد تماما عن عادة إيقاف الدواء في الوسط لأنه قد يترتب على هذا ضعف القدرة على تدمير البكتيريا تماما. علاوة على ذلك، فإن هذا الأمر قد يترتب عليه زيادة مخاطر مواجهة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية حيث يسبب هذا الكثير من العيوب عند تلقي بعض الأدوية العلاجية في المستقبل.
ثانيا: اتباع الأنظمة الغذائية الغير صحية
يعد أمر عدم الامتثال للأنظمة العلاجية ليس هو السبب الوحيد لحدوث المعاناة من أمراض المعدة المتكررة. فالجدير بالذكر أن العديد من الأشخاص يصابون بالقرحة الهضمية بعد تلقيهم للعلاج بنجاح حيث يرجع السبب في ذلك لعادات الأكل والمعيشة غير الصحية والعلميةمثل تناول الطعام الملوث، والوجبات الغذائية الغير صحية وملئ المعدة أو الشعور بالجوع الشديد.
ثالثا: التعرض للإجهاد المفرط
عند التعرض لضغط العمل والحياة، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى حدوث المعاناة من الإجهاد والتوتر العصبي المفرط حيث يعد هذا من أهم العوامل التي تؤثر بشكل كبير على الصحة العامة بشكل عام وعمل الجهاز الهضمي بشكل خاص.
بشكل أكثر توضيحا يمكن أن يتسبب الإجهاد المفرط في إفراز المعدة لحمض المعدة وتقلصها بقوة مما يعيق هذا الأمر من عملية الشفاء نحو الأضرار في الغشاء المخاطي، ومن هنا تحدث الإصابة مرة أخرى بقرحة المعدة بعد الشفاء.
رابعا: ممارسة بعض العادات السيئة
في حالة إستمرار المريض في الحفاظ على العادات السيئة بعد علاج قرحة المعدة، فإن احتمال تكرار المرض مرتفع للغاية. فالجدير بالذكر أن هذه العادات السيئة والشائعة تشمل ما يلي:
- التدخين: تعد هذه العادة السيئة من أهم العادات الشائعة بين الرجال والتي لا يقتصر ضررها على الصحة فقط، بل تؤثر أيضا بشكل كبير على نشاط الجهاز الهضمي حيث يمكن أن يحفز محتوى النيكوتين الموجود في دخان السجائر المعدة على إفراز المزيد من حمض الهيدروكلوريك والبيبسين في عصارة المعدة. وبالتالي يتسبب هذا الأمر في تعزيز عملية تآكل الغشاء المخاطي وتكرار القرحة.
- الإكثار من شرب المشروبات الغازية والمشروبات الكحولية: إن تناول هذه النوعية من المشروبات كلها يتسبب بصورة مباشرة في العديد من الأضرار بالمعدة بشكل خاص وبصحة الجسم بشكل عام. على وجه التحديد، تعد المشروبات الغازية والقهوة لديها القدرة على زيادة كمية الحمض في المعدة أما فيما يتعلق بالمشروبات الكحولية فهي تتسبب في تآكل الغشاء الخارجي الذي يحمي بطانة المعدة. إلى جانب هذا فتسبب هذه المشروبات أيضا الشعور بالانتفاخ والارتجاع المعدي المريئي والعديد من العوامل الضارة الخطيرة الأخرى لصحة المرضى.
خطوات يجب فعلها للسيطرة على مخاطر تكرار القرحة الهضمية
للحد من خطر تكرار القرحة الهضمية، فيجب العلم أن المرضى يحتاجون إلى إتباع بعض النصائح التالية:
- استخدام الدواء على النحو الذي يحدده الطبيب.
- إتباع المرضى نظاما غذائيا معقولا وصحيا حيث البعد عن المواد الحمضية والحارة.
- تجنب تماما تناول المشروبات الكحولية أو المشروبات الغازية.
- البعد عن عادة التدخين وأماكن تواجد الدخان.
- الحصول على قسط كاف من النوم ، وتجنب السهر.
- تجنب الإجهاد العصبي والقلق لفترات طويلة.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحفاظ على النظافة العامة في الحياة اليومية.