تعتبر مقدمات السكري أو مرض السكري الحدودي هي حالة من الحالات التي لا يدركها الكثيرون، ولا يعلمو الكثير عنها، وهذا يحدث بسبب أن أعراض هذه المقدمات لا تحمل بداخلها أي جانب من جوانب الخطورة بل أنه في كثير من الأوقات يتم إكتشافها بمحض الصدفة، وهذا يكون على الأقل في البداية، ولكن يجب العلم أنه إذا لم يتم الفحص بشكل دوري للتعرف على هذا المرض فمن الممكن أن يتطور الأمر إلى مرض السكري من النوع 2 وحالات تحمل بداخلها المزيد من الصعوبة، لذلك يعتبر من الهام جدا التعرف على مقدمات السكري، والأسباب المؤدية إلى حدوثها، والأعراض الظاهرة، وبعض الطرق التي يجب إتباعها للوقاية منها.
ما هو الفرق بين مقدمات السكري ومرض السكري؟
يتبادر إلى أذهان الكثير منا سؤال يحمل في طياته الكثير من المعلومات ألا، وهو: ما هو الفرق بين مرض السكري ومقدمات السكري “مرض السكري الحدودي”؟ يعتبر كلاهما من الحالات المرتبطة إرتباطا وثيقا بهرمون الأنسولين، حيث ينتج هذا الهرمون في البنكرياس، وهو مسئول عن إنتاج الجلوكوز، وإمداده لجميع خلايا الجسم، التي تستخدمه للحصول على الطاقة.
هناك نوعان من مرض السكري: النوع 1 والنوع 2، فإذا قمنا بالحديث عن النوع 1 فيعتبر هذا النوع ملازم للفرد من لحظات ولادته حيث يولد به الشخص، ولكن إذا قمنا بالحديث عن السكري 2 فهي حالة من هذا المرض التي تتطور مع مرور الوقت.
الآن، عندما يحدث إرتفاع في مستوى السكر في الدم، ولكنه ليس مرتفعا بما يكفي لتصنيفه إلى مرض السكري من النوع 2، فتعرف هذه الحالة باسم مقدمات السكري، أو مرض السكري الحدودي، أو عدم تحمل الجلوكوز.
على الرغم من أن مقدمات السكري تختلف عن مرض السكري بشكل كبير، إلا أنها علامات إنذار مبكرة، وهذا يعني أنه إذا لم يتم فحصها، أو تشخيصها، أو علاجها، يمكن أن يتطور الأمر من مقدمات السكري إلى مرض السكري من النوع 2.
ما هي علامات مقدمات السكري؟
في كثير من الأوقات، تكون أعراض مقدمات السكري غير ظاهرة لنا، ولكن إذا كنا نهتم بالتفاصيل، فهناك الكثير من العلامات التي يمكن من خلالها إكتشاف أعراض مقدمات السكري:
- من أهم أعراض مقدمات السكري هو ظهور بقع داكنة على مناطق معينة من الجسم مثل الرقبة، والمرفقين، والأبطين، والركبتين، والمفاصل.
- تشوش في النظر، وعدم الرؤية بوضوح.
- الشعور الزائد بالجوع.
- العطش الزائد، والمتكرر على مدار اليوم.
- التعب والخمول أكثر من المعتاد، وبشكل غير طبيعي.
- الرغبة المتكررة في التبول.
- التعرض المستمر لبعض أنواع العدوى، والإلتهابات.
- تأخر شفاء، وتعافي الجروح، والتقرحات.
- فقدان الوزن الشديد الغير مبرر.
- الشعور بالتنميل في الأطراف (اليدين، والقدمين).
إقرأ أيضا: أمراض الكلى.. أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها
ما هي أسباب حدوث مقدمات السكري؟
من الضروري، والهام جدا معرفة أسباب حدوث هذه المشكلة، وفيما يلي سنقوم بذكر بعض الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وبالتالي مقدمات السكري:
- الاستهلاك الزائد للمشروبات، والمأكولات ذو نسب عالية من السكر.
- ارتفاع مستويات التوتر، والقلق.
- عدم إتباع روتين رياضي مثالى.
- السمنة الزائدة، وخاصة السمنة في منطقة البطن.
- العامل الوراثى الذي يلعب دور كبير في إرتفاع مستويات السكر في الدم، ثم حدوث مرض السكري.
- ارتفاع معدلات ضغط الدم.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول في الجسم.
- قلة النوم، أو حالة تسمى إنقطاع النفس الانسدادي النومي، أو مشكلات الأرق.
- التدخين، وتناول كميات كبيرة من التبغ.
- الإصابة السابقة للنساء بمرض سكري الحمل.
تعتبر مخاطر الإصابة بمقدمات السكري أعلى مع التقدم في العمر، خاصة بالنسبة لأولئك الذين تزيد أعمارهم عن ال 45 عاما.
ماذا يحدث إذا تم تجاهل أعراض مقدمات السكري؟
عند تجاهل بعض العلامات المرضية الخاصة بمقدمات السكري الذي سبق، وقد قمنا بذكرها فمن الوارد أن يحدث الكثير من المضاعفات الشديدة، والضارة للجسم، وأهمها:
- حدوث أمراض القلب، وزيادة معدل الإصابة بالنوبات القلبية الماجئة.
- الإصابة بإعتلال الشبكية السكري مما يؤدي إلى ضعف الرؤية، وزيادة مشكلات النظر.
- إعاقه الشفاء من الجروح، والخدوش، وإستغراقها الكثير من الوقت.
- الإحساس بالوخز، والتنميل الشديد في الأطراف بصورة تجعل المصاب يشعر بالكثير من التعب، والآلم.
- كثرة التبول مما يؤدي إلى حدوث بعض مشكلات الحكة، وعدوى الخميرة.
- ظهور تقرحات في الأطراف مما يؤدي في كثير من الاوقات إلى حدوث عمليات بتر بها.
- زيادة نسب الكوليسترول، والدهون الثلاثية في الجسم بشكل ميسبب الكثير من الامراض، والمشلات بالجسم.
- إرتفاع ضغط الدم، وإحتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية.
- حدوث بعد المشكلات في الكلي، والكبد.
ما هو العلاج الأمثل لمقدمات السكري؟
يعتبر أفضل علاج لمقدمات السكري هو إتباع نظم الوقاية، وهذا يعني التغييرات الصحية في أنماط الحياة التي تظهر من خلال بعض الخطوات، وأهمها ما يلي:
- العادات الغذائية الصحية، وتناول الأطعمة المفيدة التي تعتبرضرورية في إمداد الجسم بالفيتامينات، والمعادن.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي كروتين هام للحفاظ على الكتل العضلية التي تستهلك الكثير من السكريات داخل الجسم، ويترتب على هذا زيادة إستجابة الخلايا للأنسولين.
- العمل على إجراء فحوصات منتظمة لضغط الدم، ونسب الكوليسترول في الدم، وذلك للإطمئنان بشكل مستمر على الحالة الصحية.
- التخلص من الوزن الزائد، والسمنة المفرطة، والحفاظ على الوزن في صورته المثالية.
- تجنب التدخين، والبعد عن أماكن تواجد المدخنين.
- البعد عن تناول المشروبات الغازية، والعصائر الجاهزة المحلاه.
- الدقة في تناول الأدوية التي يتم وصفها من خلال الطبيب المختص، وهذا لتجنب تطور الأمر من مقدمات السكري إلى السكري 2.
تعتبر مشكلة مقدمات السكري قابلة للعلاج لأنها لم تتطور بعد إلى مرض السكري، فقد تحدث هذه المقدمات نتيجة بعض أنماط الحياة السيئة، ولكن الجدير بالذكر أنه يمكن علاجها عن طريق الدخول في أنماط الحياة الصحية، وإتباع الإرشادات الطبية السليمة.