في السنوات القليلة الماضية، اشتهرت مكملات الجلوتاثيون بالعديد من الاستخدامات النافعة للجسم مثل تفتيح البشرة وإزالة السموم من الكبد ومكافحة الشيخوخة، ولكن من الهام معرفة أنه في حال استخدام هذه المكملات بشكل ذاتي عن طريق الفم وكذلك الحقن، فسوف ينطوي على ذلك الأمر حدوث العديد من المخاطر الصحية، خاصة عندما لا يكون هناك توجيه واضح من الطبيب. لهذا الأمر، قررنا أن نتحدث اليوم بشكل توضيحي مفصل على مكملات الجلوتاثيون وما هي الآلية الصحية والمثالية لاستخدامها لتحقيق أقصى الفوائد؟
ما هو الجلوتاثيون؟
ما هو الجلوتاثيون؟
يعتبر الجلوتاثيون هو عبارة عن جزيء صغير يقوم الجسم بإنتاجة بشكل ذاتي حيث يتواجد في معظم الخلايا، وخاصة خلايا الجهاز المناعي. إلى جانب هذا، فيأتي دوره والذي يلعب دورا في تحييد الجذور الحرة (السبب الرئيسي للشيخوخة وتلف الخلايا)، لذلك يعتبر من أقوى وأهم مضادات الأكسدة المتواجدة في الجسم.
يتواجد الجلوتاثيون أيضا بشكل طبيعي في بعض أنواع الأطعمة مثل الخضروات الخضراء والفواكه واللحوم غير المصنعة. لذا، بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا صحيا، فعادة ما يحتوي الجسم على الكمية اللازمة من الجلوتاثيون.
على الجانب الآخر، فغالبا ما يحدث نقص في هذه المادة لدى الأشخاص الذين يأكلون بشكل غير متناسب أو يعانون من أمراض مزمنة.
ما هي آلية عمل الجلوتاثيون؟
ما هي آلية عمل الجلوتاثيون؟
بشكل رئيسي، يساعد الجلوتاثيون الخلايا على العمل بكفاءة مع دعم الكبد أيضا في إزالة السموم أما في مجال الجمال، فيشتهر الجلوتاثيون بقدرته على تثبيط إنزيم التيروزيناز، وهو إنزيم يشارك في إنتاج الميلانين (صبغة الجلد)، وبالتالي دعم عملية تفتيح البشرة.
بالرغم من ذلك، فيعد تأثير التفتيح هذا واضحا فقط عند استخدام شكل “الجلوتاثيون المختزل” (GSH)، فالجدير بالذكر أنه إذا تم أكسدته، فإن تأثير عملية التفتيح هذا سوف يختفي إلى حد ما.
متى يتم تناول مكملات الجلوتاثيون؟
متى يتم تناول مكملات الجلوتاثيون؟
يجب استخدام هذه النوعية من المكملات فقط تحت إشراف طبي، وخاصة مع الحالات الطبية التالية:
– دعم علاج الأمراض المتعلقة بالإجهاد التأكسدي أو أمراض الكبد المزمنة أو مرض باركنسون أو الالتهاب المزمن.
– مرضى العلاج الكيميائي لدعم عملية إزالة السموم.
– الأشخاص الذين يتم تقييمهم لنقص الجلوتاثيون الداخلي مع الاختبارات السريرية المصاحبة.
كيف يتم استخدام مكملات الجلوتاثيون بشكل فعال؟
كيف يتم استخدام مكملات الجلوتاثيون بشكل فعال؟
وفقا لبعض الدراسات والأبحاث، فقد تحدث حالة من عدم القدرة على امتصاص الشكل الفموي للجلوتاثيون جيدا بسبب انهياره من خلال الجهاز الهضمي.
ولكن، فيما يخص الطريقة التي يقال إنها أكثر فاعلية هنا هي الحقن الوريدي أو استخدام السلائف التي تساعد الجسم على تصنيع الجلوتاثيون من تلقاء نفسه مثل N-acetylcysteine (NAC) وفيتامين C وحمض ألفا ليبويك وما إلى ذلك.
بالرغم من ذلك، فمن الضروري أن يخضع الأمر برمته للإشراف الطبي لتجنب الآثار الجانبية غير المرغوب فيها.
ما هي مخاطر استخدام الجلوتاثيون بشكل ذاتي؟
ما هي مخاطر استخدام الجلوتاثيون بشكل ذاتي؟
على الرغم من أن الجلوتاثيون يعتبر آمنا في أغلب الأوقات إلا أنه لا يزال يسبب عددا من الآثار الجانبية المتمثلة في الأتي:
1) الجلوتاثيون المتناول عن طريق الفم
– الانتفاخ والإسهال.
– زيادة الوزن.
– الحمى وضيق الصدر عند التناول بجرعات عالية.
– الحساسية من بعض المكونات المساعدة.
– تعطيل الإنتاج الطبيعي للجلوتاثيون في الجسم.
– الحساسية الزائدة من الشمس.
– زيادة مخاطر تلف الجلد الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية لأنه يقلل من الميلانين الطبقة الواقية الطبيعية للبشرة.
– التسبب في حدوث ردود فعل سلبية لدى الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء أو حساسية الحليب.
– يجب على الأشخاص المصابين بسرطان الجلد والربو وانخفاض ضغط الدم توخي الحذر بشكل خاص.
– تجنب استخدام النساء الحوامل والمرضعات والأطفال هذه المكملات دون مؤشرات طبية واضحة.
بالإضافة إلى ذلك، فلا توجد دراسات طويلة المدى تثبت السلامة المطلقة لاستخدام الجلوتاثيون على المدى الطويل.
2) الحقن أو عن طريق الوريد
– يجب تطبيق هذه الطريقة فقط في الحالات الطبية الخطيرة مثل التسمم أو المعاناة من الأمراض المزمنة أو بعد تلقي العلاج الكيميائي.
– يجب إجراء حقن الجلوتاثيون من قبل المختصين في منشأة طبية ذات السمعة الطيبة مع ضرورة تجنب الحقن الذاتي أو التسريب لأن هذا الأمر يعد خطير للغاية.
ما هي أهم الملاحظات التي يجب مراعاتها عند استخدام الجلوتاثيون؟
ما هي أهم الملاحظات التي يجب مراعاتها عند استخدام الجلوتاثيون؟
– يجب البعد تماما عن شراء واستخدام الجلوتاثيون عن طريق الفم أو عن طريق الحقن أو التسريب دون استشارة طبيب متخصص.
– عند الرغبة في في تناول مكملات غذائية لدعم جمال البشرة أو الصحة، فمن الواجب إعطاء الأولوية لنظام غذائي صحي، والحصول على قسط كاف من النوم، وممارسة الرياضة، وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات C و E والسيلينيوم والأحماض الأمينية (السيستين)، والتي تساعد الجسم على تصنيع الجلوتاثيون بأمان.
– ينصح بأهمية إستشارة الصيدلي أو الطبيب خاصة عند معالجة حالة طبية كامنة أو تناول أدوية متعددة في نفس الوقت.
في النهاية، يمكننا القول بأن الجلوتاثيون ليس حلا سحريا لمشاكل البشرة، ولا ينبغي أن يكون الخيار الأول لأهداف الجمال خاصة في حال عدم فهم الطبيعة والمخاطر حيث يمكن أن يؤدي استخدامه بطريقة خاطئة إلى إلحاق الأضرار بالجسم أكثر من المنافع.