خلال فترتي الحمل والرضاعة الطبيعية، تزداد الحاجة إلى تناول المغذيات الدقيقة بمعدلات أعلى من المعتاد. الجدير بالذكر، أن هذه المغذيات تتمثل في مكملات الحديد وحمض الفوليك والكالسيوم والزنك والفيتامينات A و D وما لهذه العناصر من دور فعال في الحفاظ على صحة الأم في صورتها الجيدة، بالإضافة إلى إمتداد الأمر إلى دعم عملية النمو الشامل للطفل. بشكل توضيحي أكثر، فسوف نتعرف اليوم على أهم مكملات المغذيات الدقيقة الهامة جدا لصحة الأم والطفل خلال فترتي الحمل والرضاعة.
ما هي أهم أنواع مكملات المغذيات الدقيقة للأم والطفل؟
أولا: مكملات الحديد وحمض الفوليك
مكملات الحديد وحمض الفوليك
خلال فترة الحمل، تحتاج النساء إلى تناول أقراص الحديد بمقدار (60 ملغ) مع حمض الفوليك (400 ميكروغرام) يوميا حيث يعد هذا الأمر هام من وقت الكشف عن الحمل حتى شهر واحد على الأقل بعد الولادة.
تساعد هذه النوعية من المكملات المنتظمة في الحد من الإصابة بفقر الدم، وتقليل مخاطر الولادة المبكرة، وحماية الجنين من انخفاض وزنه بعد الولادة، والوقاية من عيوب الأنبوب العصبي للجنين.
تشمل الأطعمة الغنية بالحديد التي يجب تضمينها في الوجبات اليومية لحم البقر والكبد والمحار والبيض والفاصوليا والخضروات الخضراء الداكنة أما عنج الرغبة في زيادة امتصاص الحديد داخل الجسم، فيجب العمل على تناول الفواكه الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والجريب فروت والجوافة بعد الوجبة الرئيسية.
إقرأ أيضا: ما أهمية تناول مكملات المغنيسيوم أثناء الحمل؟
ثانيا: الكالسيوم وفيتامين د
الكالسيوم وفيتامين د
أثناء الحمل، تزداد احتياجات جسم الحامل من الكالسيوم إلى 1,200 مجم / يوميا، فمن الهام معرفة أنه إذا لم يتم استكمال هذا العنصر بشكل كاف خلال هذه الفترة، فسوف يتعرض جسم الأم لعملية سحب الكالسيوم من العظام لتغذية الحمل وإطعام الجنين، مما يزيد هذا من خطر الإصابة بهشاشة العظام لاحقا.
يتوفر عنصر الكالسيوم في الحليب والجبن والروبيان وسرطان البحر والأسماك الصغيرة التي تأكل العظام الكاملة والخضروات الخضراء.
فيما يتعلق بفيتامين د، فهو فيتامين هام يساعد في دعم عملية امتصاص الكالسيوم واستقلابه أما بالنسبة لمتطلبات فيتامين (د) للنساء الحوامل والمرضعات فتبلغ الكمية المحددة 20 ميكروغرام / يوميا يتم الحصول عليها من خلال المكملات الموصوفة طبيا بالإضافة إلى النظام الغذائي المتناول وأهمية التعرض لأشعة الشمس لمدة 20-30 دقيقة يوميا لتصنيع فيتامين د بشكل طبيعي.
ثالثا: الزنك
الزنك
يشارك عنصر الزنك في دعم عملية نمو الطول والمناعة والخصوبة، فالكمية الموصى بها من هذا العنصر للنساء الحوامل هي 10-20 مجم / يوميا والتي يتم الحصول عليها اعتمادا على النظام الغذائي.
من أهم المصادر الغنية بالزنك يمكننا أن نذكر المأكولات البحرية مثل المحار والقواقع وبلح البحر واللحوم الحمراء والبيض والمكسرات.
من الهام جدا معرفة، أنه في حال نقص عنصر الزنك فسوف يؤدي هذا الأمر بكل سهولة إلى زيادة مخاطر الإجهاض والولادة المبكرة وتأخر نمو الجنين.
رابعا: فيتامين أ
فيتامين أ
بعد خوض تجربة الولادة، فسوف تحتاج الأمهات إلى استكمال جرعة رئيسية من فيتامين أ تبلغ 200،000 وحدة دولية في غضون شهر واحد لزيادة احتياطيات الجسم والتأكد من أن حليب الثدي غني بفيتامين أ.
يجب العلم، أم هذه الآلية المُطبقة هذه طريقة فعالة ورائعة لحماية الطفل من مخاطر الإصابة بالعدوى ودعم النمو البصري.
خامسا: الألياف وفيتامينات المجموعة ب
الألياف وفيتامينات المجموعة ب
بالإضافة إلى المغذيات الدقيقة الرئيسية سابقة الذكر، فسوف يحتاج أيضا نظام الأم الغذائي إلى تناول ما يكفي من الألياف (28-29 جم / يوم) والتي يتم الحصول عليها من الخضروات الطازجة والدرنات والفواكه.
فيما يخص فيتامينات المجموعة ب، وخاصة ب 1 فلها دور داعم ورائع في عملية استقلاب الطاقة، وهي متوفرة بكثرة في الحبوب الكاملة والفاصوليا واللحوم الخالية من الدهون.
التغذية السليمة للأم المُرضعة بحيث يكون حليب الثدي مليئ بالمغذيات الدقيقة
التغذية السليمة للأم المُرضعة بحيث يكون حليب الثدي مليئ بالمغذيات الدقيقة
كما نعلم جميعا أن حليب الثدي هو المصدر المثالي للتغذية، لكن تركيبة المغذيات الدقيقة المتواجدة بداخله لا تزال تتأثر بالنظام الغذائي للأم.
على سبيل التوضيح، إذا كان النظام الغذائي يعاني من نقص في الفيتامينات A أو D أو B1 ، فسوف ينعكس هذا الأمر على الطفل الصغير. لذلك ، فإن اتباع نظام غذائي متنوع ومغذي سيساعد الأمهات في الحفاظ على مصدر جيد للحليب من حيث الكمية والنوعية.
من الهام معرفة، أن مكملات المغذيات الدقيقة المناسبة للأمهات والأطفال لا تعمل على الحد من الإصابة بفقر الدم أو تشوهات الجنين أو هشاشة العظام أو سوء التغذية فقط، بل هي أيضا أساس النمو الفكري والبدني على المدى الطويل. لذا، فسوف تحتاج الأمهات إلى الامتثال لتعليمات الأطباء المختصين، والحفاظ على تناول نظام غذائي غني بهذه المغذيات، والجمع بين استخدام مكملات المغذيات الدقيقة لحماية صحة كل من الأم والطفل.
لكي يكون حليب الثدي دائما غنيا بالعناصر الغذائية، فسوف تحتاج الأمهات إلى الآتي:
1) تناول وجبة غذائية متنوعة مكونة من 5 أطعمة على الأقل من أصل 8 مجموعات غذائية يوميا، فعلى سبيل المثال تتمثل هذه الأطعمة في (أرز – لحوم – أسماك – بيض – حليب – فاصوليا – خضروات خضراء – فواكه – دهون صحية – أعشاب مفيدة للجسم).
2) تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات الدقيقة مثل الأسماك الصغيرة المتواجدة بالعظام الكاملة والمحتواه على عنصري الكالسيوم وفيتامين د والكبد والبيض وشمولهما لفيتامين أ والحديد والخضروات الصفراء والبرتقالية وتواجد فيتامينات أ وج بداخلهما والمأكولات البحرية والفاصوليا وإحتوائهما على الزنك واليود.
3) شرب كمية كافية من الماء (2-2.5 لتر / يوميا) بما في ذلك الماء المصفى والحليب والحساء.
4) تجنب التعرض للمواد الضارة مثل المشروبات الكحولية والقهوة والتبغ لأنها يمكن أن تقلل من جودة الرضاعة وتؤثر على صحة الطفل.
5) الحفاظ على راحة العقل، والحصول على قسط كاف من النوم لأن الإجهاد والتعب يقللان من معدلات الرضاعة وجودة جودة الحليب.
خلاصة الأمر، يؤكد خبراء التغذية أنه كلما كان النظام الغذائي للأم أكثر غنى بالعناصر الغذائية كلما كان حليب الثدي أكثر ثراء بالمغذيات الدقيقة، مما يساعد هذا الأطفال على النمو بشكل أكثر صحة وشمولية.