عند الحديث عن نمو الطفل، وبنيانه السليم فإننا نخص بالذكر بعض العوامل الرئيسية في ذلك أهمها الطعام المغذي، والنوم الجيد حيث يحتاج البالغون إلى ثماني ساعات من النوم يوميا، أما بالنسبة للأطفال فإنهم يحتاجو من 12 إلى 16 ساعة من النوم بشكل ضروري، وذلك لكي يحدث نمو الجسم بشكل سليم، ولكن لبعض الأسباب، يعاني بعض الأطفال من مشاكل كثيرة في النوم مثل الأرق الشديد، وعدم الرغبة في النوم، ولكي نستطيع التغلب على هذه المشكلات يوصي بعض الأطباء المختصين بإجراء عدة تغييرات في الروتين الغذائي، واليومي للطفل، فإذا لم يحدث ذلك فرقا، فيقوم الطبيب بوصف مكملات غذائية لتخفيف مشاكل النوم، ومن أهم هذه المكملات هو عنصر الميلاتونين الذي يساهم بشكل كبير في تخفيف هذه المشكلات، وفي بعض الأوقات يصل الأمر للقضاء عليها نهائيا، لذلك سوف نتناول اليوم من خلال هذه المقالة الحديث عن مكمل الميلاتونين للأطفال الصغار، ومعرفة ما إذا كان هذا المكمل آمنا للأطفال أم لا؟، وما هي الأشياء التي يجب العناية بها عند إستخدامه؟
مكمل الميلاتونين للأطفال الصغار
يعتبر الميلاتونين من الهرمونات الموجودة بشكل طبيعي في الجسم، حيث أن بنية صغيرة في الدماغ تعرف باسم الغدة الصنوبرية هي التي تعمل، وتقوم بإنتاج عنصر الميلاتونين، حيث تعمل على التحكم في إيقاع الساعة البيولوجية داخل الجسم.
إيقاع الساعة البيولوجية بالجسم هو دورة مدتها 24 ساعة للعقول البشرية، حيث يتحول الإنسان إلى مرحلتين أما التنبيه، أو النوم، فيلعب هذا الإيقاع دورا هاما في تحديد أنماط النوم، والأكل بشكل سليم، لذا فالأطفال الذين لا ينتجون الميلاتونين بشكل صحيح أو يتم إنتاجهم لهذا العنصر في وقت متأخر، فقد يعانون من مشاكل في النوم، أو الأرق بشكل ملحوظ.
يعتبر الميلاتونين من المكملات الغذائية بدائل الادوية الطبية، ولكن يجب العلم أن إستخدامه أيضا لا يتم إلا تحت إشراف طبي من قبل المختصين.
هل مكملات الميلاتونين فعالة للأطفال الصغار؟
تم إجراء بعض الدراسات على مجموعة من الأطفال ممن يعانون من إضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه (ADHD)، وتناول مكملات الميلاتونين حيث كشفت هذه الدراسات أن استخدام هذه المكملات للأطفال الصغار قد قام بتحسين أعراض الأرق عند الأطفال بشكل ملحوظ.
أثبتت الدراسات السابقة أن الأطفال الذين يعانون من الأرق المزمن في النوم، ويتم إعطاؤهم 3 مللي جرام من مكملات الميلاتونين يشعرو بالمزيد من الراحة عند النوم، ويذهبو إلى هذه المرحلة في الفترة من 4 إلى 11 دقيقة، وهذا المعدل يعتبر مثالي.
إقرأ أيضا: تعرفي سيدتي على البيوتين ومصادره وفوائده
هل إستخدام مكمل الميلاتونين آمن للأطفال؟
عند ذكر المكملات العذائية، والأدوية الخاصة بالاطفال يتبادر إلى الذهن بعض القلق من تناول مثل هذه الأشياء، ونتساءل دائما ما إذا كان الأطفال لا يضطرون إلى مواجهة أي مشكلة عن طريق استهلاك مثل هذه المكملات.
كشفت بعض الدراسات أن مكملات الميلاتونين قد تؤثر بشكل فعال على الأطفال، وهذا يحدث بشكل آمن عند الإلتزام بالجرعة المناسبة، وفي الأوقات الموصوفة من جانب الطبيب، فمكمل الميلاتونين متاح بأشكال كثيرة في السوق، والتركيبات المتوفرة خصيصا للأطفال، مثل الشكل السائل.
إذا عاني طفلك سيدتي من الخلل في روتين نومه، فيجب عليكي أولا التواصل مع طبيب طفلك، وإبلاغه بالوضع، وإستشارته في آمان تناول مكملات الميلاتونين من عدمه، وما هي الجرعة المناسبة للتناول؟ وذلك يحدث طبقا للأوضاع الخاصة بطفلك، حيث أنه من الأفضل إعطاء الطفل جرعة من هذا المكمل قبل نصف ساعة من نوم الطفل.
ما هي الآثار الجانبية لمكملات الميلاتونين عند إستخدامها للأطفال الصغار؟
عند استهلاك المكمل الغذائي الميلاتونين للأطفال الصغار ف قد يسبب ذلك بعض الآثار جانبية، حيث أنه من الشائع رؤية بعض هذه الآثار الجانبية جراء تناول أي دواء، أو مكمل غذائي، فإذا كان طفلك يعاني من مشكلات الصداع، والتبول في الفراش ليلا، والدوخة ، وما إلى ذلك بعد تناول الميلاتونين ، فيجب عليكي عالفور عزيزتي الأم إبلاغ الطبيب المختص بذلك.
إنتبهي عزيزتي الأم أنه عند تناول مكمل الميلاتونين، قد يضطر الطفل إلى مواجهة بعض المشكلات مثل آلام البطن، والتعرق الزائد، وتشوش في الرؤية، والغثيان ، وما إلى ذلك، لهذا يجب عليكي متابعة الطفل بشكل دقيق، فتناوله هذا المكمل الهدف الأساسي منه الإستفادة، وليس الضرر.
بعض الأشياء التي يجب وضعها في الإعتبار لضمان نوم هادئ لطفلك
هناك حاجة إلى مكملات الميلاتونين للأطفال الصغار عندما يكون هناك سبب هرموني وراء مشكلات النوم، وأرق الطفل، فإذا كان طفلك لا ينام بشكل طبيعي، فيجب البحث عن أسباب حدوث هذه المشكلة، فقد يكون هناك العديد من الأسباب وراء ذلك، حيث أنه ليس من الضروري أن يكون السبب إنخفاض مستوى الهرمونات بالجسم فقط، لذا فمن الأفضل تحديد هذه الأسباب، ومحاولة إيجاد حلول منطقية لها، لذلك سنقدم لكم هنا بعض النصائح المهمة ، والتي يمكن أن تساعد في حماية طفلك من مشكلة الأرق.
- التقليل من وقت نوم الطفل في فترات النهار، والعمل على إلزامه إتباع روتين يومي للنوم بميعاد محدد، وعدد ساعات مناسبة.
- عدم نوم الطفل في الوقت المناسب، من الممكن أن يساهم بشكل كبير في تدهور دورة نوم الطفل.
- يجب أبعاد الطفل عن الهاتف المحمول أو التلفزيون أو الألعاب الإلكترونية عندما يحين وقت نوم الطفل فقد يختفي النوم عند إستسلامه لمثل هذه المؤثرات السلبية.
- الكثير من البرودة أو الحرارة يمكن أن يسبب إزعاج، وخلل كبير في نوم الطفل، حيث يجب الحفاظ على درجة حرارة الغرفة طبيعية حتى يتمكن الطفل من النوم بسهولة، وراحة.
يجب إعطاء مكمل الميلاتونين للأطفال وفقا للجرعة، والكمية الموصوفة تحت إشراف طبيب الأطفال المختص، وإلا فقد يحدث تأثيرات سلبية داخل أجسام أطفالنا.