تلك المرحلة التي تلي ولادتك لطفلك سوف تكوني خلالها في أمس الحاجة لإحتوائك وتقديم الدعم النفسي لكي حيث يمر جسد المرأة الحساس بالعديد من التغيرات والتقلبات الذي يخضع لمختلف العوامل سواء كانت فيسيولوجية متعلقة بإضطرابات هرمونية أو الضغوطات الخارجية ممثلة في المسئولية الجسيمة التي تكون بإنتظارها من رعاية الطفل إلى تولي بقية المهام المنزلية وصولا إلى نقص المغذيات الأساسية التي فقدتها المرأة مع نزيف الولادة كل ذلك يشكل عبأ علي الصحة الجسدية في صورة إرهاق بدني , ولايمكن أن نغفل الصحة النفسية والعقلية أيضا مما يجعل المرأة في تلك الفترة عرضة لإكتئاب مابعد الولادة وسوف نقدم لكي من خلال مقالنا التالي مكملات غذائية ضرورية تحتاجها النساء لمكافحة اكتئاب مابعد الولادة.
مكملات غذائية ضرورية تحتاجها النساء لمكافحة اكتئاب مابعد الولادة
من الشائع أن تدخل النساء في حالة من الحزن الشديد الذي يخضع لتطورات تحوله لإكتئاب مابعد ولادة الطفل نتيجة لتداخل عدد من العوامل في الأمر لتجد المرأة نفسها غير قادرة على التكيف مع حياتها الجديدة بعد أن أصبحت أما وتزداد فرص الإصابة بالإكتئاب لدى المرأة التي لديها تاريخ طبي سابق في ولادات سابقة من ذهان مابعد الولادة أو مايعرف بمتلازمة الكآبة النفاسية
حول اكتئاب مابعد الولادة
رغم الإهتمام من قبل الخبراء بوضع الصحة العقلية للمرأة قيد الإهتمام من خلال إطلاق العديد من برامج التوعية للتحذير من كم من الإضطرابات العقلية التي من سوف يتعين على المرأة مواجهتها عقب ولادة الطفل خاصة إذا كانت تفتقد دعم شريك حياتها وأفراد أسرتها في تلك اللحظات العصيبة خاصة وأن اكتئاب مابعد الولادة من ضمن المشكلات الشائعة بين فئات الأمهات ويتم تعريفه كمصطلح بأنه حالة نفسية سيئة ممزوجة بالحزن الداخلي الشديد وغالبا ماتظهر خلال الشهور الستة المبكرة الأولى بعد الولادة .
تجد المرأة نفسها أمام أعراض غريبة عليها غير طبيعية تماما تستهدف نفسيتها لتصل بها إلى أدنى المستويات مما يندد بمخاطر الإصابة بأمراض عقلية ذات درجات مختلفة من الخطورة
بالنسبة للأشخاص العاديين والذين من الممكن أن يمروا بفترة اكتئاب شديد يفقدون على أثره الشهية ويواجهون صعوبات ف النوم مع شعور بالخمول وانخفاض مستويات الطاقة وفقدان الرغبة في فعل أي شىء حتى الممارسات اليومية الروتينية وعلى الرغم أن كل تلك الأعراض العامة المصاحبة للإكتئاب تتشابه مع العلامات الدالة على معاناة المرأة من اكتئاب مابعد الولادة ومع ذلك فإن وجه الإختلاف يتمثل في السبب الذي يختلف عن الأسباب الشائعة للإكتئاب والمتمثل في حدوث انخفاض في مادة مادة السيروتونين وهي عبارة عن ناقل عصبي موجود في الدماغ والذي يعود نقص مستوياتها إلى تغيرات واضطرابات هرمونية لدى المرضى بعد الولادة.
فوائد النظام الغذائي الصحي للنساء اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة
من أجل استعادة المرأة الصحتها بعد مرورها بأعباء الحمل ثم بعد ذلك خضوعها لعملية الولادة ومقدار نقص التغذية التي عانت منه كل ذلك قد أثقل كاهلها وبدأ الجسم يشعر بحاجته لإمدادات من العناصر الغذائية الضرورية حيث تلعب المغذيات دورا في عملية إدرار حليب الثدي حتى لاتعاني المرأة من نقص في مخزون الحليب كما يكسبها الطاقة لتكون أكثر تحملا لمتطلبات رعاية الفرد الجديد الذي انضم مؤخرا للعائلة , فنحن نريد أن نقي أنفسنا من كافة الأعراض المزعجة مابين الإحساس بالإعياء والإرهاق وسرعة الإنفعال وتقلبات الحالة المزاجية , حيث وجد أن تضمين العناصر الغذائية في وجبات المرأة بعد الولادة يعمل على الإسراع من المثول للشفاء وتحقيق التعافي السريع بالإضافة إلى فوائده للتقليل من اضطرابات الصحة العقلية مما يقلل من مخاطر الإصابة بالكآبة النفاسية .
كما ذكرنا أن المعاناة السابقة من اكتئاب مابعد الولادة تعد من عوامل خطر حدوثه في حالات الحمل التالية ولكن ذلك لايتوقف على هذا فقط بل أن الأمهات المنفصلات عن أزواجهن أيضا والتي يعشن بدون أسرة تقدم لهم الدعم أو الذين مروا بحالات الحمل عالي الخطورة أو الولادات المبكرة معرضات لهذا الخطر العقلي أيضا
المغذيات الأساسية التي تعمل على تحسين مزاج المرأة بعد الولادة
تم رصد وجود علاقة بين أسس التغذية السليمة والمتوازنة والإصابة بإكتئاب مابعد الولادة والتي أثبتت أن وجود نقص في فيتامينات ومعادن معينة وخاصة فيتامينات ب وأحماض أوميغا 3 الدهنية وفيتامين د والزنك يهدد بشعور المرأة بمجموعة أعراض تدعها إلى حافة اكتئاب مابعد الولادة , وقد أيدت بعض الدراسات أن عملية نقص ونفاذ المغذيات ترتبط بصورة كبيرة بزيادة خطر الإكتئاب ويستمر ذلك بدءا من الوقت الذي تخطط فيه المرأة للحمل إلى مابعد ولادة الطفل بحوالي عام وهنا لابد من تلبية نداء الجسم بتزويده بمجموعة الفيتامينات والمعادن الأساسية بكميات كافية الأمر الذي يحقق السيطرة على المنظومة الهرمونية ويعمل على تعزيز صحة الأمعاء وتقوية جهاز المناعة ودعم وظائف الغدد الصماء العصبية.
تحتل التغذية الجيدة نصيب من بين العوامل التي تترك تأثيرها على الصحة العقلية للمرأ ة بعد الولادة على الرغم من كونها ليست العامل الوحيد وتشمل أفضل المغذيات التي يجب تضمينها في وجبات المرأة في تلك الفترة مايلي:
1-فيتامينات ب
تضم مجموعة من 8 فيتامينات ب ,وتعد من العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الدماغ والأعصاب دعما لوظائفهما بشكل طبيعي فضلا عن الدور البارز الذي يلعبه هذا الفيتامين في تحسين عملية التمثيل الغذائي القائمة على تحويل الطعام إلى طاقة يستفيد بها الجسم فقد أيدت أحد الأبحاث على أن حرص المرأة بعد الولادة على استهلاك مكملات فيتامين ب6 وهو أحد فيتامينات المجموعة ب يقلل من عوامل خطر إصابتها بالإكتئاب وقد جاءت دراسة أخرى مكملة لما سبق وأكدت على أن وجود نقص في مؤشرات فيتامين ب9 وب 12 ينعكس سلبا على الصحة العقلية للمرأة في تلك الظروف الصعبة التي تؤثر على نفسيتها بحيث تكون في مواجهة خطر اكتئاب مابعد الولادة, لذلك يصبح من الضروري أن تجعلي المصادر الغذائية العديدة والمتنوعة الغنية بفيتامين ب متضمنة في الوجبات الرئيسية بعد ولادة طفلك كإجراء وقائي من مخاطر الإكتئاب ومن أمثلتها الدجاج , الكبد , المشروم , الأفوكادو , بذور عباد الشمس
2- الأحماض الدهنية الأساسية
سوف تشعرين بأن تركيزك ليس كما كان من قبل نتيجة انخفاض مستويات التركيز والتشتت بحيث لاتعرفين أين وضعت أغراضك وأغراض طفلك وهنا سيكون عليكي جعل مصادر الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية عنصرا أساسيا في وجبات الطعام حيث ترتبط بزيادة القدرات الإدراكية والذهنية ,وفي الوقت نفسه المساعدة على مقاومة عوامل الإلتهاب فضلا عن مساهمتها في تعزيز النمو والتطور الصحي للجنين ,ويرجع ذلك إلى كونها من الدهون الصحية , أما فيما بعد الولادة يجب أن يتم تضمين أحد الأحماض الدهنية وهو DHA الذي يطلق عليه حمض الدوكوساهيكسانويك الذي يتم تخزينه في أجسام الأمهات ونقله عبر حليب الثدي للطفل لمساعدته على تعزيز نمو جهازه العصبي .ويمكنك سؤال طبيبك عن مكملات أوميجا 3 الدهنية وتناولها بعد الولادة حيث وجد أن حرص الأمهات على تناول جرعات مناسبة منها واستمرار استهلاكها بعد ثلاثة أشهر بعد الولادة يقلل من مخاطر اكتئاب مابعد الولادة
3-فيتامين د
هذا النوع من الفيتامنيات لاغنى عنه ضمن خطة المغذيات الضرورية لتدعيم قوة النظام المناعي وتحسين صحة الدماغ والخلايا العصبية كما ثبت أن أهميته أيضا قائمة على زيادة قدرات امتصاص الجسم للكالسيوم , ولعل من أكثر العلامات التحذيرية الدالة على وجود نقص لدى الأمهات الجدد في فيتامين د والذي يقود إلى اكتئاب مابعد الولادة هو مايطرأ على النساء من هبوط في مستويات الطاقة و, ومشكلات العظام والمفاصل , وحالات الوزن الزائد
كما أن النساء في تلك الأوقات يكونوا بحاجة لفيتامين د لإستكمال عملية التعافي من آثار الولادة وذلك نظرا لخصائصه المضادة للإلتهابات حيث يتسبب إصابة الدم بالإلتهاب مما يؤدي إلى إحداث خلل في الحاجز الدموي الموجود في الدماغ وإحداث تغيير النشاط الدماغي وبالتالي من السهل مواجهة أعراض الإكتئاب.
اقرأ أيضا 3 عصائر منعشة بالحليب للأمهات الجدد
4- الزنك
على الرغم من ندرته إلا أنه يتواجد بنسب عالية في الدماغ حيث أتضح أن تناقص نسبته يتداخل مع اضطرابات عاطفية قوية تصل إلى حد القلق والإكتئاب المزمن وقد أيدت كثير من الأبحاث على أن مكملات الزنك لها أهمية فعالة في تخفيف أعراض اكتئاب مابعد الولادة بدرجة كبيرة . وسوف يتعين عليكي سيدتي البحث عن مصادر الأطعمة الغنية بالزنك والتي تمتلك خصائص مقاومة الإلتهابات , وفي الوقت نفسه تهدئة الإنفعالات مما يجعله معدن مفيد للنساء الذين يعانون من الإكتئاب ومن أمثلة الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الزنك اللحوم , المحار , الشيكولاته الداكنة , والمكسرات والبيض
5-البروتين والحديد
وجود البروتين أمر مهم في الخطة الغذائية الداعمة لنفسية النساء بعد الولادة وذلك بفضل دوره في تجديد وإصلاح خلايا وأنسجة الجسم التالفة وعملية بناء العضلات مع ضبط مؤشرات سكري الدم , فضلا عن الإسراع من التئام الجروح وقد أكدت الأبحاث على العلاقة الوثيقة من الحصول على كمية مناسبة من الحديد والوقوع في دوامة من الإكتئاب والتأثير سلبا على الوظائف الإدراكية بعد ولادة الطفل.
كجزء من العملية الإنتاجية لكرات الدم الحمراء فإننا بحاجة لمعدن الحديد بشكل رئيسي حيث تتولى تلك الخلايا مسئولية نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم وتزاد أهميته ايضا بالنسبة للمرأة بعد وضع طفلها حيث أن حدوث أي نقص في مستوياته يجعلها معرضة بشكل أكبر لأعراض اكتئاب مابعد الولادة وتحتاج حتما لتعويض هذا النقص من خلال مصادر الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والبقوليات , والسبانخ , البازلاء , فول الصويا , المكسرات
سوف نساعدك بوضع خطة فعالة لبدء استقبال يومك بما يعد روتين عليكي إتباعه حتى لاتأخذ صحتك العقلية منحنى أسوأ بان تتضمن وجبة الإفطار في مقدمة اليوم على البروتين والكربوهيدرات من الأنواع ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض خاصة الفلفل الحلو والمشروم والكوسة والخضار الورقية الخضراء مع مراعاة التنويع ودمج الخضروات الملونة في الوجبات.
يجب أن تنتقي أولوياتك من الأطعمة بالتركيز على عنصر البروتين ضمن كل وجبة بحيث يتراوح مقدارها بين 20-30 جرامًا لكل وجبة. ولعل دوره الأساسي يتمثل في عملية تصنيع مركبات كميائية عصبية للحفاظ على الإستقرار النفسية,وحالتك المزاجية في أفضل حال مثل الدوبامين والإندورفين والسيروتونين. ونوصيكي بالبيض كمصدر غني بالبروتين نظرا لإحتوائه على جميع الأحماض الأمينية الأساسية.