في حين أن عملية ولادة طفلك الذي طال انتظاره طوال 9 أشهر كاملة قد تكون آمنة إلا أن الأمر لايخلو من ظهور بعض المشكلات ومن ضمنها مايسمى ب ( ملخ الولادة ) وهو شكل من أشكال المضاعفات الصحية التي قد تصيب المواليد الجدد من فئات الأطفال حديثي الولادة , وقد يحدث مع الولادة نفسها خاصة إّذا كانت متعسرة أو في فترة لاحقة من حياة الطفل كنتيجة لإصابة ما ,وعادة مايعرف كمصطلح طبي أكثر توضيحا بشلل الضفيرة العضدية لحديثي الولادة .. وسوف نتعرف من خلال مقالنا عن كيفية التعامل الأمثل في حالة إصابة الأطفال بملخ الولادة
حول ملخ الولادة
ملخ الولادة
من ضمن الحالات الطبية المثيرة للقلق , والتي تجعل المخاوف تسيطر على الأمهات وقد يكون السبب راجعا إلى خطأ طبي ممثل في قيام الطبيب بسحب الطفل من رأسه بمنتهى القوة الأمر الذي يؤدي إلى تمزق في الضفيرة العضدية والتي تعبر عن تلك المجموعة العصبية التي تتولى مسئولية إرسال الإشارات بداية من الحبل الشوكي إلى الأيدي الكتف والذراع , إلا أن ذلك ليس السبب الوحيد بل قد تكون تلك الحالة نتاج تعرض الطفل إلى اصطدام شديد ناجم عن حوادث السير أو القيادة ,أما عن موقع وقوع الضرر فسوف نجد ان الأعصاب التي من شأنها تزويد الذراع بالحركة والإحساس تعد المستهدفة بالتأثير وبشكل رئيسي
وبما أننا دائما مانحاول تفسير كافة الحالات التي من المحتمل أن تواجه الأطفال عند استقبالهم للحياة منذ الدقيقة الأولى وقد يتم إعطاؤه اسم (شلل إيرب ) وقد ينسب ذلك إلى العديد من العوامل المسببة فضلا عن وجود بعض العلامات التحذيرية التي تصاحب الطفل المصاب
أعرض ملخ الولادة
أعراض ملح الولادة
بالنسبة للمجموعة الشائعة من الأعراض التي تحدث على المواليد من حديثي الولادة فإنها تقع وبشكل مباشر عقب إجراء ولادته ويمكن للأم نفسها أو المقربين منها جذب انتباهها من خلال فقدان القدرة عل التحريك الطبيعي والسلس للذراعين أو الكتف مقارنة بباقي أجزاء الجسم الأخرى ,فضلا عن معاناة الطفل الوليد من صعوبات رفع الذراع والقيام بتمديده إلى منطقة الفم أو الرأس , أو معوقات في آداء الأوضاع الطبيعية بمنتهي السهولة
الأسباب الشائعة للملخ أثناء إجراء الولادة
تتعدد الأسباب التي يمكن الإستناد إليها والمؤدية إلى إصابة الطفل بملخ الولادة ومن بينها :
1-حالات الولادات الحرجة
حالات الولادات الحرجة
من خلال البحث عن أكثر الأسباب الجوهرية الرئيسية والتي يتم اعتبارها الأكثر شيوعا فيما يتعلق بمعظم حالات ملخ الولادة فإنه قد ينطلق حدوثها مع عملية لولادة ذاتها وهذا مانطلق عليه (الولادة المتعسرة أو الحرجة ), وخاصة عندما يكون حجم الجنين النامي في الرحم أكبر حجما من منطقة الحوض لدى المرأة الحامل , ومع قوة الجذب الزائدة لرأس الجنين , فإن ذلك يتسبب في الحركة الخاطئة لرقبة الجنين مسببا تهتك أو تمزق في الضفيرة العضدية .
وقد يكون الطبيب المختص القائم بإجراء عملية الولادة قد يجد نفسه بصدد مواجهة صعوبات في الولادة , مما يجعله مضطرا لتبني السرعة عند استخراج الجنين , وبالتالي سيكون من المتوقع حدوث قطع في الضفيرة العضدية المغذية للذراع والتي تتولى عملية انتقال الإشارات العصبية الصادرة من الدماغ إلى الذراع.
2-وضعية الطفل داخل الرحم
تلك الوضعية التي يتخذها الجنين القابع في الرحم قد تكون هي السبب في حدوث مزق يترتب عليها معاناة الطفل من مضاعفات ملخ الولادة , ويكون ذلك متعلقا بحالات السحب القوي أو إجراءات يتم الإستعانة بها مؤدية إلى إحداث تمزقات في الضفيرة العصبية
3-زيادة حجم الطفل
هؤلاء الأطفال الذين تكون أحجامهم أكبر على نحو يتجاوز النطاق الطبيعي عند الولادة وهذا ماينتج عن نوعا من الجذب المفرط لكلا من الرأس والكتف , ومن هذا المنطلق تطرأ صعوبات على القدرات الحركية للكتف والذراع
ماهي إجراءات التشخيص لملخ الولادة؟
التصوير بالرنين المغناطيسي
أما عن الإختبارات التي ينصح بإجراءها في مثل تلك الظروف المرضية فإنه ينصح في البداية بخضوع الطفل الوليد لإجراء الفحص السريري من قبل الطبيب , أو الإستعانة ببعض الفحوصات التصويرية مثل أشعة الرنين المغناطيسي , مع الوضع في الإعتبار أن يكون ذلك عقب مرور 3 أشهر من ميلاد الطفل , ولكي يتم تأكيد الأسلوب العلاجي الأمثل قد ينصح بعض الأطباء بإجراء رسم للأعصاب والعضلات بما أن الملخ ينضم إلى نوعية الأمراض المؤثرة على الأعصاب
اقرأ أيضا كوع مربية الأطفال: خطأ غير مقصود لكنه يسبب ضررا
الخيارات العلاجية لملخ الولادة
الخيارات العلاجية لملخ الولادة
على الرغم أنها من الحالات العصبية التي تنعكس على صحة العضلات فإن معظم استشاري جراحة العظام والمفاصل يقدمون توصيات طبية مناسبة كعلاج فعال لملخ الولادة , حيث يتم تبني تقنية العلاج الطبيعي من خلال تخصيص جلسات معدة للأطفال الذين يعانون من الملخ لكن من النوع الخفيف , بينما بالنسبة للحالات الأخرى الأشد خطورة فإنها تحتاج إلى إجراء تدخلات جراحية وخاصة عندما يثبت التشخيص وجود قطع ملحوظ وعميق في الضفيرة العصبية
نتيجة التطور الكبير في عالم طب الأطفال فقد تم افراز أكثر من طريقة علاجية للحد من فرص معاناة الطفل ملخ الولادة , وتجنب مثل تلك الحوادث قدر الإمكان :
- زيارات المتابعة الدورية المنتظمة مع طبيب نساء مختص من ضمن الأساليب الوقائية للحماية من مواجهة الطفل للملخ أثناء الولادة , حيث يمكن للطبيب من مراقبة تطورحجم الجنين ومدى ملائمته لحوض الأم , وفي حالة استكشاف صعوبات تقف حائلا أمام إجراء الولادة الطبيعية فإن الإختيار الآمن سيقع على الولادة القيصرية
- عدم ترجيح كفة الولادة الطبيعية خاصة بالنسبة للأمهات التي عانين من مشكلة ملخ الولادة قبل ذلك في حالات حمل سابقة .
- سؤال الأم عن وجود تشخيص سابق بالسكري الحمل قد حدث في ولادات سابقة وعندئذ يتم تجنب الولادات الطبيعية
العمر المناسب للطفل لإصلاح ملخ الولادة
العمر المناسب للطفل لإصلاح ملخ الولادة
قد يكون من ضمن الأسئلة الشائعة التي تطرحها الأمهات حول أفضل مرحلة عمرية لإصلاح مشكلة الشلل الآربي لدى الأطفال والتي من الممكن القيام بها فيما يتراوح بين 3 شهور إلى عام ونصف وعادة مايميل أغلبية الأطباء بالإعتماد خلالها على الجراحة المجهرية والخاصة بالحالات المعقدة أو الدقيقة كتقويم الأعصاب التالفة
- ولكن الإجراء الجراحي لايتم بطريقة عشوائية بل لابد يعتمد على عاملين رئيسين هما الوضع الصحي للطفل ,ومدى قدرته على تحمل حقن البنج لفترة طويلة
- كلما كانت العملية الجراحية قد تمت خلال وقت مبكر فإن العلاج سوف يحقق نجاحا وفاعلية لذلك لايجب تأجيل مثل تلك الحالة الطبية
- من أجل استعادة حيوية المفصل وتأكيد نجاح الإجراء لابد من مرور الطفل بفترة علاج تكميلية من تمارين العلاج الطبيعي لدعم بنية العضلات في تلك المنطقة المتضررة