مع مراحل التقدم في العمر، من الوارد أن يعاني كبار السن من بعض المشاكل الصحية التي قد تصيب الجسم. الجدير بالذكر أن من ضمن هذه المشكلات هي حدوث المعاناة من نتوءات الركبة، ومن ثم الشعور بالآلام الدائمة والمزعجة. بالإضافة إلى إيجاد صعوبات كبيرة عند القيام بتحريك الأطراف السفلية حيث يتدخل هذا الأمر في آلية ممارسة الأنشطة اليومية. لذا قررنا أن نتعرف اليوم بشكل مفصل على ما هي نتوءات الركبة التي تصيب كبار السن؟ وما هي طرق العلاج المناسبة لها؟
ما هي نتوءات الركبة؟
تعتبر نتواءات الركبة هي عبارة عن نتوءات عظمية تتطور من ترسب الكالسيوم في شكل ثنائي هيدرات بيروفوسفات الكالسيوم (CPPD) ثم ينتج عنها الكثير من الألم ومشاعر عدم الراحة.
ما هي أعراض الإصابة بنتوءات الركبة؟
تحدث الشكوى أساسا من نتوءات الركبة نتيجة التعرض لبعض مشاكل المفاصل التنكسية، والتهاب المفاصل المزمن في الركبة، والمعاناة من إصابات الركبة. فالجدير بالذكر أن هذه العملية مع مرور الوقت تؤدي إلى تآكل طبقة الغضروف في مفصل الركبة.
في هذه المرحلة، سوف يعمل الجسم على شفاء نفسه عن طريق تراكم الكالسيوم في مفصل الركبة، والذي بدوره يشكل نتوءات عظمية ومن هنا تبدأ الرحلة المرضية. بوجه عام يعد هذا المرض شائع لدى كبار السن، وكلما تقدم العمر زاد خطر الإصابة بنتوءات الركبة.
بمزيد من التوضيح واعتمادا على درجة نمو تحفيز العظام، سيكون لدى المرضى مستويات مختلفة من الأعراض. والذي عادة ما يتمثل في الآتي:
- الشعور بآلام الركبة عند الوقوف والجلوس خاصة عند تبديل المواقف من القرفصاء إلى الوقوف.
- المعاناة من التصلب، والصعوبة في المشي، وخاصة عند صعود السلالم.
- آلام ومشاعر عدم راحة عند القيام بتمديد الساقين.
- تورم مفاصل الركبة.
- الشعور بالنخر وفقدان الإحساس في بعض الأوقات.
إقرأ أيضا: هشاشة العظام في الركبة وكيف نستطيع التعامل مع هذا الأمر؟
ما هي أهم التدابير المعنية بعلاج نتوءات الركبة؟
عندما يتم تأكيد تشخيص هذه الحالة المرضية بنتوء الركبة، فسوف يتم توجيه المريض من قبل أخصائي الجهاز العضلي الهيكلي إلى ضرورة الإستعانة بالأدوية العلاجية أو العلاج الطبيعي أو الإبر الفيروسية أو تقويم مفاصل الركبة، ولكن في خطوة أولية يتم اللجوء إلى إستخدام العلاج الدوائي.
أولا: الأدوية العلاجية
في بداية إكتشاف الحالة المرضية يتم الإستعانة بإستخدام المسكنات لأول مرة لتخفيف آلام المريض حيث يتم هذا في مرحلة الألم الخفيف، ويكون من خلال تناول مسكنات الباراسيتامول أو المسكنات غير الستيرويدية مثل النابروكسين، الإيبوبروفين. فيجب العلم أن هذه العناصر الدوائية لها تأثير مسكن قوي عن طريق تقليل الالتهابات والتورمات في مفصل الركبة.
من الضروري معرفة أن الأدوية غير الستيرويدية على الرغم من قدرتها الفعالة في تخفيف الأعراض بسرعة، إلا أنها تسبب آثارا جانبية أكثر من الباراسيتامول، وخاصة التي تتعلق بخطر التأثير على المعدة والكلى والكبد. لذلك، يجب على المرضى هنا العمل على أخد إحتياطاتهم والقيام بتناول الدواء الذي يقوم الطبيب بوصفة فقط، وعدم زيادة الجرعة بشكل تعسفي أو تناول الدواء لفترة طويلة لضمان فاعلية المسكن والحد من خطر آثاره الجانبية.
في حالة عدم قيام الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم بأداء دورها كما هو متوقع أو أنها تتسبب في بعض الآثار الضارة على الجهاز الهضمي، فمن الوارد أن يقوم الطبيب باللجوء إلى وصف بعض الكريمات الموضعية أو الكورتيكوستيرويدات.
تعمل الكورتيكوستيرويدات الموضعية على تخفيف الألم والالتهاب بصورة سريعة. ومع ذلك، يتم استخدام الدواء فقط حتى 2-3 حقن / سنة ويجب حقنه في منشأة طبية من قبل أخصائي الجهاز العضلي الهيكلي. بالإضافة إلى الأدوية الموصوفة، فمن الممكن أن يقوم المرضى بالعمل على تناول بعض الأدوية مثل فيتامين ب3 والجلوكوزامين لدعم الآلية العلاجية.
الجدير بالذكر أن فيتامين 3ب هذا هو عبارة عن مزيج من 3 فيتامينات ب بما في ذلك فيتامينات ب 1 و ب 6 و ب 12 حيث يتم تحضير على شكل أقراص أو كبسولات ناعمة أو حقن أو مكملات ذات محتويات مختلفة، فإعتمادا على احتياجات الاستخدام والظروف الصحية، يتم تعيين المحتوى المناسب للمرضى المستخدمين.
لذا فيمكننا القول بأنه بالنسبة لكبار السن الذين يعانون من نتوءات الركبة، فإن فيتامين ب3 يعد من الفيتامينات الهامة التي لها تأثير معزز للصحة، وتقوية نشاط الجهاز العصبي لعلاج الأوجاع والآلام.
في هذه الأثناء يشار أيضا إلى ضرورة إستخدام الجلوكوزامين وهذا للعمل على تخفيف أعراض هشاشة العظام في الركبة. فمن الهام معرفة أن الجلوكوزامين مادة داخلية المنشأ، وهي أحد مكونات سلسلة السكاريد من أنسجة الغضاريف والجلوكوزامينوجليكان السائل الزليلي.
يجب العلم أنه عند تناول الجلوكوزامين في شكل دواء فسوف يحفز هذا تخليق الجليكوزامينوجليكان والبروتيوغليكان، وليكون هذا الأمر فعال ينبغي أن يتم تناول الدواء بشكل مستمر لمدة 2-3 أشهر، وبعد هذا الوقت وإذا لم تنخفض الأعراض، فمن الضروري التفكير فيما إذا كنا نستطيع الإستمرار في الإستخدام أم لا وهذا ما سيقوم الطبيب بالعمل على تحديده.
ثانيا: العلاج الطبيعي
يعد العلاج الطبيعي من أهم الأنظمة العلاجية الشائعة للتعامل مع مشاكل العضلات والعظام حيث يحتاج الأشخاص الذين يعانون من ضعف مفاصل الركبة وتشكيل النتوءات العظمية إلى القيام بممارسة العلاج الطبيعي المناسب الذي يتم تحديده من قبل الأطباء المختصين لتقوية مجموعات العضلات حول الركبة ولتسهيل عمل مفصل الركبة.
ثالثا: الإبر الفيروسية
عندما لا تكون العلاجات المذكورة أعلاه فعالة مع الحالة المرضية، فمن الضروري أن يتم إدخال المريض إلى المستشفى ليتم علاجه عن طريق إستخدام إبرة فيروسية مقترنة بالأدوية العشبية، وهذا حتى نتمكن من القضاء مباشرة على حافز الركبة.
يمكن أن يساعد استخدام هذه الطريقة في استعادة أوتار العضلات التالفة، وضغط وإطلاق التليف، والتعامل مع تصلب العضلات مما يساعد هذا على تدمير الالتهاب، والحد من الألم للمرضى.
رابعا: تقويم مفاصل الركبة
كملاذ أخير يتم التوجه إليه وبالأخص عندما لا يستجيب المريض بشكل جيد لهذه العلاجات السابق ذكرها. فسوف يتم اللجوء إلى العمل على تقويم مفاصل الركبة وهذا من خلال شفاء الجزء التالف من غضروف الركبة وإزالة النتوءات العظمية التي تتشكل حوله.