يعد نقص الأكسجين في الجسم أحد أخطر الحالات الصحية التي قد تصيب الجسم والتي يجب التعامل معها بجدية، وهذا لأن الأكسجين من العناصر الضرورية للحياة، حيث يلعب دورا هاما في عملية التمثيل الغذائي والتخلص من السموم، ويعمل أيضا على تعزيز وظائف الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية. فالجدير بالذكر أنه عندما يتواجد نقص في توفر الأكسجين بداخل الجسم، فقد يصبح من الصعب على الأعضاء والأنسجة العمل بفاعلية وبشكل صحي. لذلك الأمر قررنا أن نتناول اليوم الحديث عن أزمة نقص الأكسجين في الجسم وما هي أهم مسبباتها؟ وكيف يمكننا التعامل معها لكي نستطيع التغلب عليها قدر الإمكان؟
ما هو نقص الأكسجين؟
نقص الأكسجين في الجسم من الحالات التي تحرم فيها الأنسجة من الأكسجين الأساسي، مما يعني هذا أن كمية الأكسجين في الدم أقل من المعتاد، وفي بعض الأحيان الأخرى قد يتم إستخدام مصطلح نقص الأكسجين للإشارة إلى نقص هذا العنصر في الدماغ.
الجدير بالذكر أيضا أنه من الممكن أن تكون هذه الحالة أحد الدلائل المرضية التي تجعل التنفس صعبا مما يؤثر هذا على الدورة الدموية. فيجب العلم أن مستويات الأكسجين الطبيعية في الدم تبلغ حوالي 75- 100 ملليمتر من الزئبق. أما إذا كانت نسبة مرضية قليلة فإنها تكون أقل من 60 مم زئبق، ومن ثم يعاني الجسم نقص الأكسجين ويحتاج إلى المزيد منه.
ما هي أعراض نقص الأكسجين في الجسم؟
تعد مشكلة نقص الأكسجين في الجسم من المشاكل الهامة التي تحتاج إلى معرفة الأعراض والعلامات المبكرة لها من أجل التعامل معها بشكل صحيح قبل أن تصل إلى مستوى خطير. لهذا الأمر هيا نتعرف على بعض هذه الأعراض الشائعة:
– قد يشعر المريض بصعوبة في التنفس أو بمشاكل ملحوظة عند قيامة بإستنشاق الهواء حيث يمكن أن يكون السبب في ذلك تصاعد عملية التنفس السطحية أو تضيق مسارات الهواء.
– زيادة معدل ضربات القلب وهذا لأن الجسم يحاول تعويض نقص الأكسجين عن طريق زيادة وتيرة الدوران لضخ الأكسجين المتوفر.
– حدوث تغيرات في لون الجلد، حيث يمكن أن تصبح البشرة ذات لون باهت أو يشوبها علامات الشحوب
– يؤدي نقص الأكسجين في الجسم إلى حدوث ضعف في العضلات والشعور بالإرهاق الزائد حيث يحتاج الجسم إلى كمية كافية من الأكسجين للحفاظ على وظائف العضلات بشكل صحيح.
– المعاناه من صعوبة في التركيز والتصور وحدوث فقدان الذاكرة المؤقتة حيث يعتمد الدماغ على الأكسجين بشكل كبير للقيام بجميع وظائفه بشكل صحيح.
– يصاحب نقص الأكسجين في الجسم آلام الرأس والدوار. فالجدير بالذكر أن هذا الشعور يعتبر شائعا في حالات نقص الأكسجين الشديد.
إقرأ أيضا: التهابات الجهاز التنفسي العلوي.. معاناة فصلي الخريف والشتاء
ما هي الحالات المرضية التي تسبب حدوث نقص للأكسجين في الجسم؟
هناك العديد من الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث نقص الأكسجين في الجسم، ومنها:
-
مشاكل الجهاز التنفسي
قد يحدث انسداد في مجاري الهواء العلوية والسفلية، مثل الأنف والحنجرة والشعب الهوائية، مما يعيق هذا الأمر من تدفق الهواء وبالتالي صعوبة توريد الأكسجين إلى الرئتين. فيجب العلم أن هذا الانسداد قد يحدث نتيجة التعرض لبعض عمليات التجميل في الأنف أو الحنجرة، أو نتيجة حدوث تضخم في اللوزتين أو التهاب في الشعب الهوائية.
-
انخفاض معدل ضخ الدم
يحدث ذلك عندما يكون هناك ضعف في قدرة القلب على ضخ الدم بشكل يكفي لنقل الأكسجين إلى الأعضاء المختلفة في داخل الجسم. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يحدث بسبب التعرض لانسداد الشرايين، أو أمراض القلب المزمنة أو مشاكل الصمامات القلبية.
-
مشاكل في الجهاز العصبي
عندما يكون هناك خلل في الجهاز العصبي المسؤول عن التنفس يتمثل في مرض الشلل الرباعي أو الشلل الرباعي الدماغي أو السكتة الدماغية، فقد يحدث هنا حالة من التأثيرات السلبية على قدرة الجسم تجاه الحصول على الأكسجين اللازم.
-
أمراض الرئتين
تؤدي حدوث الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن إلى حدوث بعض التشوهات في الأنسجة الرئوية وتضييق المجاري الهوائية، مما يحد هذا الأمر من تدفق الهواء ومستويات الأكسجين في الدم.
-
انخفاض مستويات الهيموغلوبين
يعتبر الهيموغلوبين جزءا رئيسيا من خلايا الدم الحمراء وهو المسؤول عن حمل الأكسجين في الدم. فإذا كانت مستويات الهيموغلوبين منخفضة بسبب فقر الدم أو نقص الحديد، فقد لا يكون هناك كمية كافية من الهيموغلوبين لحمل الأكسجين للجسم بشكل كافي.
-
أمراض القلب
توجد بعض الأمراض التي قد تؤثر على وظيفة القلب وتقلل من قدرته على ضخ الدم بكفاءة، مما يؤدي ذلك إلى تدني نسبة الأكسجين في الدم. يجب معرفة أن بعض هذه الأمراض تشمل ضيق الشرايين والفشل القلبي وأمراض الصمامات القلبية.
-
صعود المرتفعات
عندما يتعرض الجسم لظروف مناخية قاسية وبالأخص عند التواجد على أماكن عالية ومرتفعة وفي حالات تسلق الجبال حيث قد يحدث نقص في الأكسجين بسبب نقص الضغط الجوي ونقص تركيز الأكسجين في الهواء.
كيف نتعامل مع مشكلة نقص الأكسجين في الجسم بشكل صحي؟
من الهام جدا أن نكون على دراية بطرق التعامل مع هذه المشكلة بشكل صحي لتجنب المضاعفات الجسدية والصحية الأخرى حيث تتمثل هذه الطرق في الآتي:
أولا: يجب أن نتأكد من الحصول على كمية كافية من الأكسجين في الهواء الطلق، والإبتعاد عن أماكن تلوث الهواء أو الاحتباس الحراري المتسببة في الإصابة بنقص الأكسجين، إلى ضرورة الإلتزام بالتنفس الصحيح والعميق، وهذا لتحسين عملية تدفق الأكسجين إلى الرئتين.
ثانيا: يجب علينا أن نقوم بإتباع نظام غذائي صحي ومتوازن للحفاظ على نسبة الأكسجين المتاحة في الدم بمستوى مناسب. فالجدير بالذكر أن التغذية السليمة تلعب دورا هاما في تجديد خلايا الدم الحمراء وتعزيز وظائفها، وهذا بدوره يؤثر إيجابيًا على توازن الأكسجين في الجسم.
من الضروري أن نقوم بتضمين الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، والدواجن، والأطعمة البحرية، والبقوليات في نظامنا الغذائي يوميا، حيث يعتبر الحديد مكون أساسي في تكوين الهيموغلوبين وتحمل الأكسجين في الدم.
ثالثا: من الهام أن يجب أن نقوم بممارسة الأنشطة البدنية والرياضية بانتظام حيث يعزز هذا الأمر من القدرة على حمل الأكسجين بشكل أفضل وتعزز عملية التنفس والدورة الدموية.
في هذه الأنشطة يفضل القيام بالمشي السريع، والركض، والسباحة أو أي نشاط بدني يعزز الاستقامة الشخصية وهذا للاستفادة القصوى من الأكسجين المتوفر في الجو.
رابعا: ينبغي علينا الانتباه لوجود أمراض صحية أساسية قد تؤثر على عملية تدفق الأكسجين في الجسم. ومن أهمها حالات الربو أو الانسداد الرئوي المزمن أو الأمراض القلبية التي قد تتفاقم بسبب النقص الشديد للأكسجين. لذا، من الضروري المراجعة الدورية للطبيب ومتابعة حالتنا الصحية والالتزام بأي علاجات أو أدوية قد يصفها الطبيب لتحسين تدفق الأكسجين في الدم.
في الختام، يجب على الأفراد أن يتعاملوا بجدية مع مشكلة نقص الأكسجين في الجسم بشكل صحي، حيث يتم ذلك من خلال تنفيذ الإجراءات المذكورة أعلاه، وهذا للحصول على الأكسجين والمحافظة على الوظائف الحيوية الصحية للجسم. فالجدير بالذكر أن جميع هذه الأمور قد تتطلب بعض الجهد والانضباط، ولكنه سوف يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة العامة وجودة الحياة بشكل عام.