تصبح نفسية الشخص أكثر استعدادا بأن تكون سيئة حتى أن الأمر يمكن أن يتطور إلى الدخول في حالة اكتئاب حاد يجعلك أكثر ميلا لإعتزال كل ماحولك إلى الدرجة التي يفتقد معها شغفك بممارسة الأنشطة اليومية الروتينية عندما يوجد انخفاض في مستويات هرمون الدوبامين الذي يعد بمثابة أحد الناقلات العصبية , الذي يتخطى دوره الحفاظ على توازن الحالة العاطفية والعقلية عند حدود مستقرة , إلا أنه من جانب آخر برزت أهميته كعامل أساسي في الوقاية من الإضطرابات الحركية بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الوظائف أهمها تنشيط الذاكرة وزيادة مستويات التركيز فضلا عن تحسين جودة النوم .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بنقص الدوبامين في الجسم .
نقص مستويات هرمون الدوبامين في الجسم
يتواجد الدوبامين بشكل طبيعي في الجسم البشري في صورة مادة كميائية حيث يعمل بمثابة هرمون يجب أن يكون متواجدا بكميات متوازنة حيث يعد انخفاض مستوياته دلالة على وجود خلل ما يترك تأثيره السيء على الصحة الجسدية والعقلية , وقبل أن نتشارك معا آليات العلاج الفعالة للتغلب على حالات نقص هرمون الدوبامين عليها ان نضع أيدينا أولا على الأسباب المحتملة وراء هبوط مؤشراته .
أسباب نقص الدوبامين في الجسم
يتم رصد مجموعة العوامل التي تمثل أسباب تضع تفسيرات لنقص الدوبامين في الجسم ومن ضمنها :
1- المعاناة من الإضطرابات العقلية
تم العثور على علاقة اتصال وثيقة بين قلة مستويات الدوبامين في الجسم وارتفاع مخاطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية الشائعة ومن أبرزها
– الاكتئاب:حالة نفسية ذات تأثير واضح على صحتك العقلية حيث تستهدف مزاج الشخص الذي يمتزج فيه الحزن مع اليأس , تجعل الشخص يميل للعزلة والتقوقع في غرفته يحاول الهروب من الإختلاط مع الآخرين , وقد تواجه الشخص المكتئب اضطرابات مختلفة فيما بين الأرق , أو قضاء ساعات طويلة مستغرقا في النوم
– الشلل الرعاش أو مرض باركنسون.: من الإضطرابات العصبية التي تؤدي بالشخص إلى حالة من التنكس العصبي التي تتعرض خلالها خلايا الدماغ للضغف والتدهور وخاصة الأجزاء المسئولة عن تصنيع الدوبامين
– الذهان: من أنواع الإضطرابات النفسية التي تتسبب في إغراق المريض في الأوهام حتى أنه يواجه صعوبات في التميز بين ماهو حقيقي وماهو خلاف ذلك
– الهلوسة: حيث تتمثل في أعراض مخادعة تجعل الشخص يرى أو يسمع أشياء غير واقعية حيث يتخيل أحداث لاصلة لها الواقع
– انفصام الشخصية:الفصام من الأمراض العقلية ذات التأثير على الأنماط الخاصة بتفكير الأشخاص وسلوكياتهم .
2- تعاطي العقاقير المخدرة
يمكن أن يكون إدمان المخدرات من العوامل التي تؤدي إلى التسبب في قلة هرمون الدوبامين ونقصانه , وقد أيدت بعض الأبحاث أن مدمني العقاقير المخدرة من ضمن فئات الأشخاص الذين تم اكتشاف معاناتهم من قلة الناقل العصبي
3- السمنة المفرطة
بالنسبة للأشخاص الذين يحملون وزنا زائدا أو من يعانون من أعباء السمنة المفرط فإنه في الغالب يكون لديهم استعداد للتعرض لإنخفاض مستويات الدوبامين , كنتيجة مترتبة على وجود اضطراب في نوع معين من الجينات
4- تبني عادات غذائية غير صحية
تترك الممارسات الغذائية الخاطئة تأثيرات ذات طبيعة سلبية على أنماط حياة الأشخاص اليومية , وقد اتجهت أبحاث عدة إلى تدعيم هذا الإعتقاد بضرورة تجاهل أنواع الأنظمة الغذائية القائمة على الإفراط في الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة غير الصحية التي لاتسبب تصلب الشرايين , وتراكم الكوليسترول الضار فقط بل يمتد تأثيرها السلبي للتأثير على معدلات هرمون الدوبامين مسببا نقصانه, فضلا عن توصل الخبراء لنتائج أثبتت أن الأشخاص النباتيين على وجه الخصوص يعانون من نقص واضح في مستويات هرمون الدوبامين في الجسم ويتم إرجاع ذلك إلى افتقار معدلات حمض التيروزين في الجسم ، وهو من ضمن الأحماض الأمينية الموجودة في مصادر البروتين الحيواني.
اقرأ أيضا 6 عادات تحافظ على توازن الهرمونات الأنثوية في مرحلة منتصف العمر
أعراض نقص الدوبامين في الجسم
أما فيما يتعلق بمجموعة الأعراض التي تطرأ على الأشخاص وتعد مؤشرا على نقص الدوبامين فإنها تتفاوت من شخص لأخر ,وذلك استنادا إلى نوعية المشكلة الصحية التي يعاني منها الفرد إلا أنه توجد علامات تحذيرية مشتركة بين المصابين وتتضمن أبرزها :
- المعاناة من تشنجات شديدة في العضلات تؤدي إلى ضعف القدرات الحركية
- الإحساس الجسدي المؤلم
- مواجهة صعوبات في عملية بلع الطعام
- الشعور بخلل في اتزان الجسم
- اضطراب الإمساك الناجم عن صعوبات حركة البراز
- فقدان مرونة العضلات مما يؤدي إلى تصلبها
- اضطرابات الوزن مابين خسارة أو زيادة
- سيطرة صعوبات في أنماط النوم الصحية
- فقدان مهارات التركيز
- تدني مستويات الطاقة والنشاط
- تباطؤ القدرات الحركية واضطرابات التعلم
- المعاناة من احساس الإرهاق والتعب
- تمكن اليأس والإحباط من الأشخاص
- شعور يمتزج بين اليأس والحزن
- عقدة الذنب
- تقلبات الحالة المزاجية
- اضطراب القلق العام
مضاعفات نقص الدوبامين
في الواقع تنتمي مشكلة نقص الدوبامين ضمن أنواع الإختلالات التي قد نعتقد خطأ أنها تتسم بالبساطة في حين أنها معقدة , حيث ترتفع معدلات الإصابة بمشكلات طبية معينة على الناحيتين الجسدية والنفسية :
- نوبات متكررة من الإلتهابات الرئوية التنفسية
- ارتداد حمض المعدة إلى المرىء
- قلة الرغبة الجنسية
- فقدان الثقة بالنفس
- تعريض الذات إلى أشياء مؤذية قد تتطور إلى أفكار انتحارية
هل يسبب نقص الدوبامين الإصابة بالاكتئاب؟
توجد علاقة صلة وارتباط بين هبوط مستويات الدوبامين , ومخاطر الإصابة بالإكتئاب إلا أننا لانعتبره السبب المحوري حيث يتواجد عامل آخر لم يهتم به كثيرون , ألا وهو هرمون السيرتونين، حيث يتسبب انخفاض نسبته في الجسم إلى مواجهة اضطرابات مزاحية وانفعالات عصبية
علاج نقص الدوبامين
تم تحديد الخيار العلاجي الأمثل لحالة نقص الدوبامين بناءا على السبب الرئيسي سواء كانت مشكلة عقلية أو سبب آخر:
- وصف العقاقير المضادة للإكتئاب والتي عادة ماتكون موصوفة بناء على روشتة علاجية لحالات الفصام والاكتئاب.
- علاجات الشلل الرعاش: الخاصة بالسيطرة على أعراض الإضطرابات العصبية مثل براميبكسول أو روبينيرول.
- جلسات العلاج الطبيعي: تتم على يد أخصائي متمرس لتخفيف درجة التشنجات والتيبس العضلي
- تناول المكملات الغذائية بجرعات محددة ومن أبرزها أحماض أوميجا 3 والماغنسيوم وفيتامين د.
- السير وفقا لنظام غذائي يحتوي على مستويات عالية من البروتين مع محاولة تجنب السكريات والدهون المشبعة غير الصحية