رغم أن كل تركيزنا كان منصبا على الحديث عن الهرمونات الأنثوية التي تجمع هرموني الاستروجين والبروجسترون معا ولكن هل سمعت عن وجود هرمون يفرز طبيعيا ليس لدى المرأة وحدها بل يتواجد لدى الجنسين معا أي طرفي العملية الجنسية ألا وهو هرمون الحب أو مايعرف طبيا بإسم الأوكسيتوسين وبما أنه أحد أهم الهرمونات الموجودة في الجسم فلايقتصر دوره وتأثيره أثناء الولادة أو الرضاعة الطبيعية فقط بل يعد عاملا أساسيا مشاركا في تعزيز مشاعر التعاطف والثقة وتحفيز الأنشطة الجنسية وكل مايتداخل مع أركان بناء العلاقة الحميمية لذلك سنقدم لكي من خلال مقالنا التالي أبرز الحقائق عن هرمون الحب .
حول هرمون الأوكسيتوسين
أكدت العديد من الدراسات على قوة العلاقة الرابطة بين هرمون الأوكسيتوسين ومايشعر به الأشخاص من عواطف ومشاعر داخلية ومامروا به من تجارب تفاعلية بشرية مما يجعلنا نصف التأثير الذي يحمله هرمون الأوكسيتوسين على سلوكيات الأشخاص بأنه يحمل قدرا من التعقيد ,ومن هذا المنطلق نجد أن الأمر يستدعي إجراء كثيرا من الدراسات لتدعيم عملية فهم الجوانب المتعلقة بالهرمون على أكمل وجه .
ما هو هرمون الأوكسيتوسين؟
يتضح تأثير العامل الهرموني على عملية التناسل والتكاثر البشري ويتجلى ذلك من خلال الدور المحوري الذي يقوم به هرمون الأوكسيتوسين والذي يقوم بوظيفته كأحد الناقلات العصبية أما عن أهميته بالنسبة للنساء فإن عملية إطلاقه بشكل طبيعي في الجسم ترتبط بفوائده على تحفيز مراحل المخاض بإعلان قرب ولادتك لطفلك أما فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية فإن دوره يأتي منصبا على زيادة إدرار حليب الثدي وبعد أن رصدنا الجانب الخاص بالنساء نأتي إلى ذكر الجانب الذي يخص الرجال حيث لم ينتهي دور هرمون الأوكسيتوسين لدى النساء فقط بل أنها يساهم في تعزيز حركة الحيوانات المنوية .
ويمكننا أن نستنتج من وراء ذلك أن هرمون الحب الذي يتم إفرازه طبيعيا في الأجسام البشرية تتم صناعته هناك في تلك الجوء الصغير الواقع في المنطقة الوسطى من الدماغ والتي تتولى عملية إنتاجه ويطلق عليها منطقة ماتحت المهاد ثم تتبع بعد ذلك المحاور العصبية وصولا إلى الغدة النخامية الموجودة في الخلف ويجب أن نشير هنا إلى أنه في بعض الأحيان يمكن أن تتولى الغدة النخامية عملية إفراز هرمون الأوكسيتوسين حين تكون هناك ضرورة من وراء ذلك .
ما علاقة هرمون الأوكسيتوسين بالحب؟
عند البحث عن السبب الجوهري وراء إطلاق اسم هرمون الحب على هرمون الأوكسيتوسين وجد أنه من الهرمونات المؤثرة لتنظيم العلاقات الحياتية بين الأشخاص وقد تم تأكيد ذلك من خلال تلك الدراسة التي أجريت عام 2012 والتي أشارت أن الفترة الأولى من الزواج والتي تصل فيها المشاعر الجياشة إلى أعلى مستوياتها ترتبط بزيادة الأجواء التي تسودها الرومانسية في علاقة الأزواج ببعضهم البعض وهذا مايختلف عن هؤلاء الأشخاص الآخرون الذي يفتقدون القدرة على الإحتفاظ بلوعة وأشواق الحب .
ليس هذا فقط بل أنه تم رصد تلك العلاقة التي تربط بين هذا الهرمون وذروة الوصول إلى النشوة الجنسية وهذا جانب مهم من العملية الجنسية حيث يتم إفرازه أثناء الإنخراط في ممارسة العلاقة الحميمية .
اقرأ أيضا 10 طرق للعمل على تقليل مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم
فوائد هرمون الحب
- تتعدد المشاركات التي يعد هرمون الأوكسيتوسين عامل أساسيا من شأنه تدعيم قوة العلاقات البشرية وتشمل
- إعطاء مزيد من الثقة
- نظرات الإعجاب بين طرفي العلاقة
- الشعور بالحنان والتعاطف الداخلي
- الإحتفاظ بمجموعة ذكريات رائعة عن العلاقة
- جوانب الوفاء والإخلاص المعززة للروابط بين الزوجين
- زيادة القدرة على إدارة جوانب الحديث والتشجيع على تنوع أساليب المداعبة وكلها تندرج تحت الطرق الفعالة للتواصل الإيجابي
العلاقة بين هرمونات الأوكسيتوسين والدوبامين والسيروتونين
يتم تجميع كلا من هرمون الحب جنبا إلى جنب مع هرموني الدوبامين والسيروتونين فيما يطلق عليها ثلاثية هرمونات السعادة لدى الإنسان. وهو مايجعل الأشخاص ينجذبون إلى بعضهم البعض فكل هرمون من الهرمونات يعمل على تكملة وظيفة الهرمون الآخر فبينما يقوم هرمون الدوبامين بمهمة تحفيز الدماغ فإنه يتبعه ارتفاع في مستويات هرمون السيروتونين مما يجعل الجسم يقوم بإنتاج الأوكسيتوسين. وهذا مايجعل القلق يدق حبا للطرف الآخر حتى يمكن الإحساس بالرعشة الداخلية في قلبك وكل ذلك يعبر عن الحب
هل يؤثر هرمون الأوكسيتوسين بشكل إيجابي على عواطفك؟
يضع هرمون الأوكسيتوسين بعض التأثيرات الإيجابية الفعالة على منظومة السلوكيات الإجتماعية بين الأفراد وتشمل :
- مساعدة الجسم على الإسترخاء
- امدادك بمزيد من الثقة
- جعل الشخص أكثر إتزانا بما يمكنه من المحافظة على الاستقرار النفسي العام.
وفي الحالات التي يكون الشخص يعاني من التوتر والقلق والإنفعال السريع فقد برزت أيضا أهمية هذا الهرمون الذي يتم إطلاقه بشكل طبيعي في أجزاء معينة من الدماغ على تهدئة توترك وامتصاص غضبك بسهولة
ومايجعل الشخص أكثر تكيفا مع مختلف المواقف سواء الإجتماعية أو العاطفية هو إفراز هذا الهرمون الضروري لمساعدة الجسم على التكيف بشكل طبيعي وتتوافر الآن بخاخات للإستنشاق عن طريق الأنف وتحتوي على هرمون الأوكسيتوسين والتي تؤثر بشكل مباشر على تحقيق أكبر قدر من التواصل الجيد والأفضل بين الأزواج وعلى وجه الخصوص خلال أوقات المشاجرات والمشاحنات التي لايخلو منها أي منزل .
والأغرب أن هناك دراسة أكدت على أن الأشخاص المصابون بالتوحد أيضا من خلال اعتمادهم على نوع من رذاذ الأوكسيتوسين الأنفي سوف يتمكنون من استيعاب المقصود من وراء الإشارات الإجتماعية المحيطة به مما يجعله أكثر استجابه لها على نحو أفضل
العلاقة بين هرمون الحب الأوكسيتوسين وأمهات المستقبل
إذا كنت على أعتاب الامومة فأنت كأم جديدة سيمكنك الإستفادة من خصائص هرمون الأوكسيتوسين ومايرتبط بها من أدوار مهمة في غريزة الأمومة لدى عند النساء.
1-الولادة
تتعدد فوائد هرمون الحب تزامنا مع ولادتك لطفلك حيث يعد من الهرمونات ذات التأثير في عملية حدوث انقباضات الرحم كدلالة على بدء الدخول في مراحل المخاض والجانب الجيد أيضا يتمثل في كونه هرمونا مشاركا وداعما ومعززا لعملية إنتاج الهرمونات الأخرى المتداخله معه في ثلاثية السعادة كنا يستمر الدور البارز لهرمون الحب فيما بعد الولادة أيضا في عملية استعادة الرحم لطبيعته ومساندته في عودته إلى حجمه الأصلي
2-الرضاعة الطبيعية
عندما يلتقط الرضيع ثدي أمه استعدادا لإمتصاصه فإن جسم الأم سوف يقوم ذاتيا بتحفيز نشاط آلية إطلاق المزيد من هرمون الأوكسيتوسين. وهذا من شأنه إعطاء إشارة إلى جسد الأم برغبته المتزايدة في إدرار الحليب للطفل
3-حب الأم
استكمالا لبقية التأثيرات الإيجابية لهرمون الحب والتي خصت العلاقة بين الأم والطفل وجد أن الأمهات التي يوجد لديهن أعلى نسبة ممكنة من هرمون الحب يكونوا أكثر ميلا للعناية بأطفالهم على أكمل وجه وإعطائهم الأحضان بكثافة
- احرصي على التحقق الجيد والمنتظم من حالة طفلك
- جرعات مكثفة من الحنان
- اتباع أساليب الأغاني اللطيفة التي يفضلها الأطفال ويجدونها جذابة
يؤثر الأوكسيتوسين على آباء المستقبل
وفقا لما توصلت إليه الأبحاث أن الشعور اللاحق بالسعادة لكون الرجل أصبح أبا في عالم الأبوة الجديد يعمل أيضا على تحفيز إطلاق هرمون الأوكسيتوسين لدى الرجال. ويرجع ذلك إلى مساهمة التفاعلات المحددة بين كلا من الأب والطفل في زيادة مستويات الأوكسيتوسين
هرمون الحب الأوكسيتوسين والإخلاص
هل تعلمين مايجعل الرجال يشعرون بالإخلاص في علاقتهم العاطفية مع شريك حياتهم حيث أن إطلاق هذا الهرمون يجعل الرجل ينظر إلى امرأته على أنه لامثيل لها على الإطلاق وأنها تتمتع بقدر من الجاذبية لايضاهي أي امرأة أخرى وقد أظهرت دراسة ماإلى تأثير هرمون الحب على الرجال وهذا مايجعل الرجل يضع حدا وخطوطا حمراء في علاقته بأي امرأة أخرى غير زوجته.
هرمون الحب كخط دوائي جديد
يحمل هرمون الحب كثيرا من أنماط السلوك الإيجابي فضلا عن التأثير على العواطف الفردية ويمكن أن يتم تضمينه كنوع من أنواع العلاجات الدوائية على النحو التالي :
- توظيفه ضمن تركيبة علاجية في حقنة دوائية موصوفة من قبل الطبيب لتسكين تقلصات المخاض وآلام الولادة
- تقليل مقدار النزيف الدموي الذي يلي ولادة طفلك أو حتى حالات إجهاض الأجنة
- يمكن استعماله ضمن الخيارات العلاجية ذات الفاعلية بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد.
- فيما يتصل بجوانب الصحة العقلية فيمكن أن تبرز فاعليته العلاجية لحالات اكتئاب وذهان ما بعد الولادة وعلاج المستويات العالية من القلق.
- تسريع التئام الجروح .