في مجال العناية بالبشرة يعد عنصري الريتينول وفيتامين C من أهم المكونات النشطة في هذا الصدد، ومن ثم قد قد يترتب على هذا الأمر جلب العديد من الفوائد الجمالية للبشرة، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن خبراء التجميل ينصحون بأهمية إتباع القواعد الصحية والسليمة عند الجمع بين الريتينول وفيتامين C في نفس الوقت، وهذا ما سنقوم بالحديث عنه اليوم بمزيد من التوضيح لتمتع البشرة بدورة عناية رائعة.
ما هي آثار استخدام الريتينول وفيتامين C على صحة البشرة؟
في بداية الأمر، وفيما يتعلق بالريتينول فهو عبارة عن عنصر مشتق من فيتامين A، وهو مكون شائع في العديد من منتجات العناية بالبشرة وهذا لما له من دور رائع يساعد على تجديد وتكاثر خلايا الجلد والكولاجين الجديدة. لذلك، يمكن للريتينول أن يعالج الكثير من معالم الشيخوخة والتجاعيد وترهل الجلد وتضخم المسام.
من ناحية أخرى، وفيما يخص فيتامين C فهو يعتبر أحد أهم أنواع مضادات الأكسدة القوية التي تحمي البشرة عن طريق تحييد الجذور الحرة حيث تساعد الخصائص المضادة للأكسدة الموجودة في هذا الفيتامين أيضا في العمل على تعزيز التجدد الطبيعي للبشرة مما يترتب على هذا تحسين صحة البشرة الباهتة، وتقليل البقع الداكنة، وتعزيز إنتاج الكولاجين، والحفاظ على نسيج الجلد.
هل يمكن استخدام الريتينول مع فيتامين C في نفس الوقت؟
إن الاستخدام المشترك للريتينول وفيتامين C في نفس الوقت من أمور العناية الغير سليمة بالبشرة والتي من الممكن أن ينتج عنها رد فعل سيء على الجلد.
على سبيل التوضيح، ووفقا للعديد من الدراسات، فإن الريتينول يعمل بشكل أفضل في نطاق الأس الهيدروجيني من 5.0 إلى 6.0 أما فيتامين C فيتغلغل في الجلد بشكل صحيح وفي بيئة تبلغ درجة حموضتها حوالي 3.5 أو أقل.
من هنا، ونظرا لأن الريتينول وفيتامين C لهما فجوة كبيرة في مستوى الأس الهيدروجيني على النحو الوارد أعلاه، فإن أمر استخدام هذين المكونين في نفس الوقت سيقلل من درجة الحموضة في الريتينول ويزيد من درجة الحموضة في فيتامين C، مما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل فاعلية هذين العنصرين على الجلد وبشكل ملحوظ جدا.
لا يقتصر الأمر على هذا فقط، فالريتينول عنصر قابل للذوبان في الزيت بينما فيتامين C قابل للذوبان في الماء، لكن الزيت والماء غير قابلين للذوبان في بعضهما البعض، مما يعني هذا أن الخليط الذي يجمع بين الريتينول وفيتامين C في نفس الوقت لن يكون قادرا على اختراق الجلد، ومن ثم تصبح تأثيرات هذين المكونين على الجلد ليست فعالة على الإطلاق.
لذلك، لا ينبغي الجمع بين الريتينول وفيتامين C في روتين العناية بالبشرة معا في نفس الوقت.
كيف يتم الجمع بين الريتينول وفيتامين C في روتين العناية بالبشرة؟
أولا: استخدام فيتامين C صباحا والريتينول مساءا
كما نعلم جميعا أن فيتامين C هو أحد أهم أنواع مضادات الأكسدة، وعند وضعه على الجلد، سيكون بمثابة درع لحماية البشرة من تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية والبيئة. لذلك، ينصح بضرورة وضع فيتامين C مناسب تماما للاستخدام أثناء النهار.
يتم تنفيذ هذا بعد غسل الوجه واستخدام التونر حيث نقوم بوضع طبقة رقيقة من سيروم فيتامين C ثم وضع المستحضر والواقي من الشمس لتعزيز فاعلية البشرة من أشعة الشمس الضارة.
نأتي هنا إلى الريتينول الذي ينصح بضرورة إستخدامه في روتين العناية بالبشرة المسائي لتعزيز التأثيرات المضادة للشيخوخة حيث يمكن تطبيقه من خلال الخطوات التالية:
- في بداية الأمر يتم العمل على إزالة المكياج بالمزيل المخصص لذلك وتنظيف البشرة بشكل جيد بعد يوم من النشاط.
- نقوم بوضع التونر المناسب لموازنة درجة الحموضة في الجلد.
- نتجه نحو الحصول على آخذ كمية بسيطه جدا من الريتينول ونضعها على بشرة الوجه، مع ضرورة تجنب الأماكن الحساسة من البشرة مثل بشرة العينين والشفتين.
- في النهاية، نعمل على وضع المرطب المناسب للعمل على تقوية حاجز البشرة.
ثانيا: استخدام الريتينول وفيتامين C بفارق 30 دقيقة
كما ذكرنا من قبل أن فيتامين C يعمل في بيئة ذات درجة حموضة أقل من الريتينول، لذلك ينصح بضرورة استخدامه أولا قبل استخدام الريتينول على أن يكون هذا الأمر بفارق زمني يبلغ 30 دقيقة.
عندما يتم امتصاص فيتامين C بالكامل في الجلد، فيمكننا أن نقوم بإستخدام سيروم الريتينول الذي يساعد على تنشيط المكونات النشطة بدرجة الحموضة الأنسب.
بوجه عام، تجدر الإشارة هنا إلى أن فيتامين C والريتينول كلاهما من المكونات النشطة ذات الخصائص العلاجية القوية، والتي يمكن أن تسبب آثارا جانبية غير مستحبة والتي من الوارد أن تتمثل في تهيج الجلد، والاحمرار، والجفاف، والتقشير، وما إلى ذلك، وخاصة إذا لم يتم استخدامهما بشكل صحيح خاصة مع المبتدئين.
لذلك، يوصى دائما وأبدا بأهمية باستشارة الطبيب حول جرعة وتكرار الاستخدام المناسبة حالة الجلد، وتجنب الحالات التي تتسبب في التحميل الزائد على سطح البشرة.