كما هو الحال مع العديد من المنتجات الدوائية حيث أنه من المحتمل أن يكون هناك عدد من الآثار الجانبية المختلفة التي من الوارد أن تحدث عند القيام بالحصول على لقاح الإنفلونزا. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يحمل وراءه عدة تبعيات يجب أن نكون على علم ودراية بها. بصورة مفصلة سنقوم اليوم بالتحدث عن أهم الآثار الجانبية التي تصيب الجسم عند القيام بتناول لقاح الإنفلونزا، وهذا بمزيد من التوضيح والتفصيل.
لقاح الإنفلونزا
يعد لقاح الإنفلونزا هو عبارة عن درع قوي مقاوم ضد الإنفلونزا حيث أنه من الطبيعي عن الحصول عليه أن يواجه الجسم ردود فعل مؤقتة بسبب قيام الجسم يتقوية دفاعاته.
يجب العلم أنه عادة ما تكون هذه الآثار الجانبية خفيفة وقصيرة الأجل، ولكن فهم ما يمكن توقعه يعتبر من العوامل والأدوات المساعدة لنا خلال فترة ما بعد التطعيم.
الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا
عند الحصول على لقاح الإنفلونزا، فسوف يتم تعطيل الفيروس الموجود في هذا اللقاح، لذلك لا يمكن أن يتم الحصول على الإنفلونزا آنذاك الوقت. ومع ذلك، قد تحدث بعض الآثار الجانبية الطفيفة مثل:
- الوجع والاحمرار أو التورم في موقع الحقن.
- الصداع الخفيف.
- الحمى الطفيفة.
- آلام العضلات.
- الغثيان.
- التعب والإجهاد.
بوجه عام تعد ردود الفعل هذه هي استجابة الجسم الطبيعية للقاحات وهي علامة على أن الجهاز المناعي يبني ويعمل بنشاط لحماية الجسم ضد الأنفلونزا. فالجدير بالذكر أن هذه الآثار الجانبية المؤقتة عادة في ما تظهر في غضون 1-2 أيام بعد لقاح الأنفلونزا، وعادة ما تهدأ في غضون يوم أو يومين ومن ثم سيعود الجسم إلى طبيعته.
يجب الآخذ في عين الإعتبار أن فعالية لقاح الإنفلونزا قد تختلف حسب إختلاف الحماية التي يوفرها لقاح الإنفلونزا من موسم إلى آخر حيث أنها تعتمد جزئيا على العمر والحالة الصحية للشخص الذي يتلقى اللقاح والتشابه أو الملاءمة بين الفيروس الموجود في اللقاح والفيروس المتداول.، ولكن بوجه عام يتفاعل جسم كل شخص بشكل مختلف ، لذلك قد يختلف التوقيت الدقيق للأعراض بعد لقاح الأنفلونزا وكذلك شدة ردود الفعل هذه قليلا من شخص لآخر.
إقرأ أيضا: منهم الحوامل والمرضعات.. تعرفي على الفئات الأكثر احتياجًا للقاح الأنفلونزا
أشياء يجب القيام بها بعد الحصول على لقاح الأنفلونزا
أولا: الراحة والترطيب لدعم إستجابة الجسم
يعد الحصول على قسط كاف من الراحة وشرب كمية كافية من السوائل بعد القيام بأخذ لقاح الإنفلونزا من الخطوات المهمة التي تعمل على دعم الاستجابة المناعية للجسم.
من الهام معرفة أن الراحة التي يحصل عليها للجسم تعمل على مساعدته في بناء المناعة، بينما يضمن الترطيب الأداء الطبيعي للخلايا في الجهاز المناعي. لذا يجب محاولة الإلتزام بالحصول على ساعات النوم الكافية التي تراوح من 7-8 ساعات في الليلة وشرب الكثير من الماء طوال اليوم بكمية تتراوح من الـ (1.5-2 لتر) بشكل يومي.
ثانيا: تجنب المجهود الزائد والشاق
بعد الحصول على لقاح الإنفلونزا يجب بشكل رئيسي تجنب فعل الأنشطة الشاقة خلال الـ 24-48 ساعة الأولى بعد التطعيم. فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن تؤدي التمارين عالية الكثافة إلى الضغط مؤقتا على الجسم، أو تفاقم الألم في الذراعين، أو غيرها من الآثار الجانبية الخفيفة.
بوجه عام تؤدي التمارين الشاقة إلى إطلاق جزيئات التهابية في الجسم، والتي يمكن أن تتنافس مؤقتا مع الاستجابة المناعية التي يبدأها اللقاح مما يؤدي هذا إلى زيادة الانزعاج أو تأخير تطوير المناعة الكاملة.
من المهم أن نتذكر أن كل شخص يتفاعل بشكل مختلف مع هذا اللقاح حيث أن بعض الأفراد قد يكونون على ما يرام مع الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والبعض الآخر يكون على النقيض. لذلك، فإن الاستماع إلى الجسم واختيار التمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوغا الخفيفة في اليوم الأول أو الثاني بعد التطعيم يمكن أن يكون إستراتيجية مفيدة لتقليل الإنزعاج ودعم الإستجابة المناعية.
ثالثا: الحرص عند تناول الأدوية والمكملات الغذائية
في هذه الحالة الصحية يعد من الآمن تماما تناول الأدوية الشائعة التي تم وصفها لك لعلاج بعض الحالات الموجودة مسبقا بعد لقاح الأنفلونزا، ولكن يجب أن يتم تجنب بدء تناول أي أدوية أو مكملات جديدة دون استشارة أخصائي الرعاية الطبية حيث يعد هذا الأمر مهم بصورة كبيرة وخاصة إذا كنا نعاني من حالات طبية مزمنة أو نقوم بتناول أدوية مثبطة للمناعة.
يمكن أن تتفاعل بعض الأدوية مع لقاح الإنفلونزا، مما قد يقلل هذا من فاعلية اللقاح أو يسبب آثارا جانبية. بالإضافة إلى ذلك، فقد تحتوي بعض المكملات الغذائية على مكونات قد تتداخل مع الاستجابة المناعية. لذا فيجب العمل على إحتواء هذا الأمر من خلال التشاور مع أخصائي الرعاية الصحية قبل البدء في تناول أي أدوية أو مكملات جديدة بعد لقاح الإنفلونزا، وهذا لضمان سلامتنا وتحسين قدرة الجسم على بناء مناعة قوية ضد الإنفلونزا.
رابعا: الإهتمام بالنظام الغذائي الصحي
على الرغم من عدم وجود قيود غذائية صارمة بعد القيام بتناول لقاح الإنفلونزا، إلا أنه يجب العمل على تجنب الأطعمة السريعة مثل رقائق البطاطس أو المقليات أو الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة والدهون الصناعية النباتية أو المنتجات ذات مكسبات الطعم واللون.
يجب بشكل رئيسي محاولة التركيز على الأطعمة الغنية بالمغذيات مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة حيث أنها تعد عامل مساعد فعال في استعادة وتعزيز جهاز المناعة لدينا.