من الطبيعي أن يزداد وزن المرأة خلال فترة الحمل تزامنا مع نمو الجنين وهذا أمر يمكن إيجاده لدى غالبية النساء الحوامل كجزء من التغيرات المصاحبة لتلك المرحلة كما يتغير مؤشر كتلة الجسم عما قبل الحمل , وعلى الرغم من كونه أمرا عاديا إلا أنه كثيرا مايثير قلق العديد من النساء الحوامل اللاتي يكون لديهن وسواسا قهريا يزيد من رغبتهن في القياس الدائم للوزن على مدار تسعة أشهر كاملة إلا أن المخاوف الرئيسية هي أن تضطر المرأة للتعامل مع مشكلة فقدان الوزن في آخر شهور الحمل وفي توقيت ما قبل ولادة بما ينذر بوجود شىء غير طبيعي ,وسوف نستكشف معا من خلال مقالنا التالي أسباب فقدان الوزن في المراحل الأخيرة من الحمل بالإضافة إلى التدابير العلاجية الفعالة .
هل يعد فقدان الوزن في الشهور الأخيرة من الحمل أمرا طبيعيا أم لا؟
بوصولك إلى المحطة النهائية من رحلة حملك قد تتفاجئين بنقص مفاجىء في وزنك بدون مبرر حتى في ظل تناولك لمجموعة المغذيات الأساسية التي تحتاجها المرأة حفاظا على صحتها وفي الوقت نفسه مساعدة الجنين على النمو الصحي السليم ليظل السؤال الأساسي هنا متحورا حول مدى أمان خسارة الوزن في آخر شهور الحمل وهل تمثل مشكلة شائعة يمكن أن تعترض طريق المرأة ببلوغ آخر شهور الحمل .
بوجه عام , تصل مستويات فقدان الوزن إلى أنماط مستقرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بل ويصل الأمر إلى الأشهر التالية أيضا , وبالحديث عن أكثر الأوقات التي يكون فيها وزن النساء الحوامل متزايدا بوتيرة سريعة حيث يشهد ذلك التوقيت تحديدا طفرة في النمو والتطور السريع للطفل النامي في الرحم , وفي معظم الأحوال عند بلوغ مرحلة الثلث الثاني والثالث،فإن من المتوقع أن تصل مقدار الزيادة في الوزن مابين أربعة إلى خمسة كيلوغرامات خلال بعد مرور 3 أشهر .ولعل أكثر العوامل المسئولة عن الوزن الزائد في تلك الفترة السعرات الحرارية وعملية التمثيل الغذائي والأنماط الغذائية التي تتبعها النساء الحوامل .
وبحلول مرحلة انتقالية أخرى تصل إليها المرأة وتجعلها تبلغ الثلث الثالث من الحمل بحيث تكون أكثر اقترابا من تاريخ ولادة الطفل فإن أول مايمكنك ملاحظته هي تلك الزيادة الطارئة في الوزن التي تواكب نمو الطفل وتطوره بشكل سريع , إلا أن هبوط وزنك والإنخفاض الملحوظ الذي يطرأ عليه أو حدوث ثبات في الوزن قد يمثل أحد العلامات التحذيرية على استعداد جسمك للولادة , إلا أن حدوث نقص حاد في الوزن يتطلب من المرأة في تلك الفترة الإهتمام بإجراء بعض الفحوصات والإختبارات الضرورية ربما توجد أسباب محتملة أخرى وراء حدوث ذلك .
ومن أكثر الأمثلة التي يمكن الإستعانة بها والتي تفسر معاناة المرأة الحامل من فقدان الوزن تلك الأعراض الشائعة التي تضطر الحوامل للتعامل معها مثل الإسهال حيث يكون البراز رخوا ومائيا , أو التغيرات في الشهية المسببة لفقدانها وهذه كلها عوامل تؤدي إلى فقدان الوزن .
يجب أن تضعي في الحسبان اللجوء إلى الطبيب لإستشارته في حال كان فقدانك للوزن أثناء الحمل مرتبطا بضعف في الشهية أو فقدان الرغبة في تناول الطعام وسوف ننتقل الآن لمعرفة الأسباب المحتملة لفقدان الوزن في آخر شهور الحمل.
اقرأ أيضا احتياطات هامة للتعامل مع الألم العضلي الليفي أثناء الحمل
أسباب فقدان الوزن في نهاية الحمل
لكي تتمكني من معرفة أن وزنك أثناء الحمل وزنا طبيعيا أم أنه منخفضا عن المعدلات الطبيعية فلابد أن تحرصي على متابعة وزنك على مقياس الوزن وفحصه بشكل منتظم وتم رصد بعضا من أسباب خسارة الوزن في نهاية الحمل على النحو التالي:
1-تصريف السوائل الزائدة من الجسم
عندما تكونين على وشك ولادة طفلك , فإن الولادة قد تحدث في أي لحظة لذلك يتبني الجسم تلقائيا اتخاذ بعض الإجراءات الإستعدادية لتجهيز نفسه لولادة الطفل حيث يقوم بإزالة السوائل الزائد عن الحد ذاتيا من الجسم , وتتعدد الوسائل التي يوظفها الجسم في التخلص من الماء الزائد مثل افرازات العرق وتحفيز الأمعاء على المزيد من الحركة , وكثرة التبول المتكرر وكلها تندرج ضمن الأمور الشائعة في آخر أيام الحمل ونعتبر هذا من الأسباب الرئيسية لفقدان الوزن في تلك الأثناء علاوة على ذلك , ونتيجة المسئولة الكثيفة وانشغال الأم الدائم بالعديد من المهام الإستعدادية المسبقة لتوفير الظروف الملائمة للطفل لإستقبال الحياة الجديد سوف يزيد من استهلاكها لمزيد من السعرات الحرارية نتيجة لغريزة التعشيش التي تجعل المرأة تعمل على تهيئة وتنظيف المنزل مما يزيد من معدلات حرق السعرات الحرارية وبالتالي التعرض لفقدان الوزن
2- نقص السائل المحيط بالجنين
يوفر هذا السائل الأمنيوسي الشفاف المحيط بالجنين في الرحم الحماية اللازمة للطفل من التعرض لأي صدمات أو ضغوط خارجية فضلا عن دوره كمتحكم في درجة الحرارة إلا أن هذا السائل تزامنا مع اقتراب الولادة يبدأ في الإنخفاض وهي مرحلة مسبقة قبل انفجار كيس الماء كمؤشرات تشكل علامات على أن المرأة على وشك الولادة ,وفي تلك الفترة من الطبيعي أن يتناقص منسوب السوائل في الجسم بسبب قلة السائل السلوي وهذا مايزيد من شعور المرأة بالرغبة الشديدة في دخول دورة المياة مرارا وتكرارا نتيجة الضغط الكثيف الذي يمارسه رأس الطفل في الرحم على عضلات المثانة.
3-تغيير العادات الغذائية
فيما يتعلق بالنظام الغذائي القابل للتغيير في عادات الأكل المتبعة من قبل النساء الحوامل وخاصة في الثلث الثالث من الحمل. فمع مرور الجنين بعملية النمو والتطور فإن ذلك يتصل بالضغط الشديد على معدة الأم وهذا مايتسبب في إحداث ضعف شديد في الشهية إلى درجة فقدانها مما يحفز الشعور بالشبع السريع عقب تناول أقل كمية من الطعام , مما يترتب عليه انخفاض في السعرات الحرارية المستهلكه مما يجعلك تلاحظين خسارة وزنك , وحتى لاينعكس ذلك بالسلب على طفلك عليكي أن تضمني حصوله على المغذيات الضرورية بشكل كافي من خلال توزيع الوجبات على أجزاء على مدار اليوم والإكثار من الوجبات الخفيفة المغذية اليومية .
إذا شعرت ان فقدان الوزن يهدد صحتك فأنت في حاجة ماسة للقيام بزيارات دورية منتظمة لطبيبك المعالج حتى يتمكن من إجراء الإختبارات اللازمة والضرورية كلما اقتربت من تاريخ الولادة مع أهمية مناقشة أمر فقدان الوزن الذي تعانين منه مع طبيب والذي يقوم فورا بتأكيد التشخيص بعد مرحلة الفحص البدني للتحقق من كون خسارة الوزن أمرا طبيعيا أم لا , أما في حالة استكشاف أن التغيرات التي تمر بها شهيتك هي السبب وراء فقدانك لوزنك سوف يوصيكي ببعض النصائح الضرورية
ربما يتبادر إلى ذهنك تساؤل هام حول انتقال فقدان الوزن في آخر الحمل للتأثير على الجنين النامي في الرحم مما قد يؤدي إلى إعاقة نموه الطبيعي ولكن كإجابة فاصلة أنه في الشهور الأخيرة من الحمل لايسبب انخفاض الوزن أي آثار سيئة على صحة الجنين إلا أنه لابد من الإلتزام بتعلميات الطبيب للتعامل الجيد مع تلك المشكلة
طرق التخلص من مشكلة فقدان الوزن في المرحلة الأخيرة من الحمل
يجب أن تتحملي مسئولية رعاية نفسك التي تعد جزءا أساسيا لمساندة طفلك على إتمام نموه بنجاح ويتأتى ذلك من خلال حفاظك على صحتك العامة , وتذكري أن الحصول على قسط كافي من النوم والإسترخاء أمرا ضروريا ولعل حرصك على التغلب على مشكلات ماقبل الولادة عاملا هاما في تهدئة كم الضغوط التي تمارس على نفسيتك في الأسابيع الأولى المبكرة بعد الولادة.
1-اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
إن اختيارك للأطعمة في آخر شهور وأيام الحمل يجب أن يراعي قدرا جيدا من التوازن حتى تحققي نجاحا في معدلات استقرار وزنك في نهاية حملك وخلال هذا التوقيت تحديدا , حاولي أن تتجنبي الإكثار من تناول الأطعمة الحارة الغنية بالبهاراتالحريفة مع التركيز أن يكون تناولك لطعاما صحيا مرهونا بتوزيع وجبات الطعام الرئيسية إلى أجزاء صغيرة موزعة على مدار اليوم.
2-زيادة الوعي بمؤشر كتلة جسمك
كمقياس أساسي لقياس معدلات ارتفاع دهون الجسم يجب أن تكون المرأة ملمة ببعض المعلومات بشأن مؤشر كتلة الجسم أثناء الحمل , فمثلا في الحالات التي يصل فيها مؤشر كتلة الجسم ضمن النطاق الطبيعي مايتراوح بين 18.5 إلى 24.9)،فمن الضروري ألا تطرأ أي زيادة على وزنك بحيث لاتتخطى أكثر من عشرة إلى اثني عشر كيلوغرامًا أثناء الحمل.
3-عدم تفويت الفيتامينات الأساسية الخاصة بك
يجب أن تضعي مكملات الفيتامينات أثناء الحمل على رأس الأمور الهامة التي تسعين دائما للإلتزام بها وعدم نسيان تناولها وبالأخص مكملات الحديد والكالسيوم مع الحرص على استهلاكها بشكل منتظم بما لاتقتصر أهميته على صحة الطفل فحسب بل سوف يعزز ذلك من استقرار وزنك وتوازنه.