عند ذكر أزمة الاضطرابات الدهليزية التي من الوارد أن تصيب البعض منا، فيجب العلم أنها عبارة عن حالة يتم فيها إزعاج أو حظر نقل واستقبال معلومات الجهاز الدهليزي بسبب تلف العصب الثامن والذي يعد هو الشريان الذي يعمل على تغذية الدماغ، أو في حال المعاناة من أي تلف آخر في الأذن الداخلية ومنطقة الدماغ. ولكن هل يمكن علاج الاضطرابات الدهليزية هذه بشكل نهائي ومن ثم التغلب على توابعها الصحية الخطيرة؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا اليوم.
ما هي أنواع الاضطرابات الدهليزية؟
ما هي أنواع الاضطرابات الدهليزية؟
- الاضطرابات الدهليزية الطرفية: تحدث هذه الحالة المرضية نتيجة تلف الجهاز الدهليزي في منطقة الأذن الداخلية، وغالبا ما تكون الأعراض منتشرة على نطاق واسع، ويصاب المرضى بالدوار ويفقدون الكثير من التوازن، ولكنها لا تهدد الحياة وتكون أكثر شيوعا.
- اضطراب دهليزي مركزي: تنتج هذه الحالة عن تلف النواة الدهليزية في جذع الدماغ، والمخيخ حيث تعد هذه المجموعة من الأمراض الأقل شيوعا ولكنها أكثر خطورة.
ما أعراض الاضطرابات الدهليزية؟
ما أعراض الاضطرابات الدهليزية؟
غالبا ما يكون لحالات الاضطرابات الدهليزية العلامات التالية:
- الدوخة المستمرة والغير شديدة حيث يعاني المريض من الخلل ويواجه صعوبة في التوازن ولكنه لا يصف بوضوح الشعور بالدوران كما هو الحال في الاضطرابات الطرفية.
- فقدان شديد للتوازن مع إمكانية السقوط بكل سهوله حتى عند الوقوف ساكنا، فلا يزال المريض يشعر بالارتباك خاصة عند المشي أو الدوران.
- المشي مثل شخص مخمور مع صعوبة اتباع الخط المستقيم عند السير.
- الرأرأة غير الطبيعية والتي تتجلى في إرتعاش العيون أفقيا أو رأسيا أو بحالة من الدوران، والتي لا تنخفض عندما ينظر المريض إلى نقطة ثابتة.
- المعاناة من اضطرابات الحركة والتنسيق حيث إيجاد صعوبة في التحكم بالأطراف بشكل صحيح، وعدم القدرة على القيام بحركات بسيطة مثل الانبطاح وإمالة اليد.
- ارتجاف المريض عند الإمساك بأي شيء، ومواجهة صعوبة في التحدث أو التحدث ببطء مع إمكانية عدم وضوح النطق.
- الشكوى من بعض الأعراض العصبية المصاحبة مثل الضعف أو الشلل النصفي، أو تنميل الأطراف، أو الرؤية المزدوجة، أو تداخل الكلام، وانخفاض الوعي، والصداع الشديد وعدم تحسن أحاسيس الدوخة حتى عند الاستلقاء.
إقرأ أيضا: هل تعد أزمة طنين الأذن لفترات زمنية طويلة أمرا خطيرا صحيا؟
ما هي الفئات المعرضة لمخاطر الإصابة بالإضطرابات الدهليزية؟
ما هي الفئات المعرضة لمخاطر الإصابة بالإضطرابات الدهليزية؟
بوجه عام، يمكن أن تحدث الاضطرابات الدهليزية في أي مرحلة عمرية ، لكن من الوارد مع مجموعات معينة من الأشخاص أن يكونوا أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بهذه الأزمة المرضية بسبب الصحة أو نمط الحياة أو خصائص العمل.
تتمثل هذه المجموعات فيما يلي:
– كبار السن: من الوارد أن تحدث هذه الأزمة الصحية مع أصحاب هذه الفئة العمرية بسبب ضعف الدورة الدموية، والتنكس العصبي المرتبط بالعمر والجهاز الدهليزي وزيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية حيث يعد هذا هو السبب الرئيسي في الإصابة بالاضطراب الدهليزي المركزي.
– أصحاب الأمراض المزمنة: مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وعسر شحميات الدم الذي يؤثر على الدورة الدموية ووظيفة الأذن الداخلية؛ ومرضى داء الفقار العنقي مما يتسبب في حدوث حالة من الضغط على الأوعية الدموية في الدماغ، ومن ثم المعاناة من المتلازمة الدهليزية.
– مرضى التهابات الأذن وإصابات الرأس: حيث تؤدي مثل هذه الحالات المرضية إلى تلف الجهاز الدهليزي المحيطي.
– الأشخاص الذين يشكون الإرهاق والإجهاد: بشكل أساسي، تزيد مشاعر الإجهاد من إفراز هرمون الكورتيزول، مما يترتب على ذلك المعاناة من بعض الحالات المرضية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وما إلى ذلك، وتباعا يتلف العصب الثامن مما يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات الدهليزية.
– النساء قبل أو أثناء انقطاع الطمث: بسبب التغيرات الهرمونية والدورة الدموية والنفسية مما يترتب على ذلك جعل النساء أكثر عرضة لهذه المخاطر الصحية عن الرجال.
– النساء الحوامل: غالبا ما يعانين الحوامل من غثيان الصباح وفقدان الشهية خاصة في أول 3 أشهر مما يتسبب ذلك في نقص الجسم للتغذية والدوخة، ومن ثم يمكننا القول بأن التغيرات الفسيولوجية النفسية والقلق والتعب تؤثر أيضا على الجهاز الدهليزي.
هل يمكن علاج الاضطرابات الدهليزية بشكل نهائي؟
هل يمكن علاج الاضطرابات الدهليزية بشكل نهائي؟
تعتمد القدرة على علاج الاضطرابات الدهليزية بشكل كامل على نوع المرض وشدته ووقت الكشف وطريقة العلاج حيث يمكن للمرضى التعافي بشكل نهائي إذا تم تشخيصهم مبكرا، وعلاجهم بشكل صحيح وكاف حيث يأتي هذا الأمر جنبا إلى جنب مع التغذية السليمة والراحة وإعادة التأهيل وإتباع أنماط الحياة الصحية.
بالرغم من ذلك، وفي الحالات المزمنة أو ذات الأسباب المركزية مثل السكتة الدماغية وأورام المخ، فيصعب علاج المرض تماما ويتطلب علاجا طويل الأمد للسيطرة على الأعراض.
بناء على هذا،فسوف يحتاج أصحاب هذه الحالة المرضية إلى الخصوع للفحوصات الكاملة والمناسبة من قبل الطبيب المختص لتحديد السبب والحصول على اتجاه علاجي مناسب وآمن طبقا للطبيعة المرضية للمصاب.
ما هي طرق الوقاية من الاضطرابات الدهليزية؟
ما هي طرق الوقاية من الاضطرابات الدهليزية؟
توجد العديد والكثير من أنماط وتدابير الوقاية من الاضطرابات الدهليزية والتي تتمثل في الآتي:
- الحفاظ على أنماط الحياة الصحية مثل الحصول على قسط كاف من النوم، وتناول الطعام بشكل صحي، وشرب الكثير من الماء، وممارسة الرياضة بانتظام.
- السيطرة على الأمراض الأساسية مثل ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وعسر شحميات الدم، وداء الفقار العنقي مع ضرورة إجراء الفحوصات الصحية بشكل دوري منتظم.
- العمل على إدارة العواطف حيث ينبغي تجنب القلق والتوتر لفترات طويلة، ودعم آلية إسترخاء العقل من خلال القراءة والتأمل.
- تجنب التغيرات المفاجئة في المواقف خاصة عند الوقوف أو الجلوس أو قلب الرأس أو الانحناء مع أهمية توخي الحذر عند المشي على السلالم أو بالأماكن المظلمة .
- التقليل من التعرض للمهيجات الدهليزية مثل التواجد في أماكن الضوضاء لفترات زمنية طويلة أو العمل لفترات أمام الشاشات دون الحصول على راحة.
- القيام ببعض تمارين التعافي الدهليزي حيث يجب أن يكون هذا الأمر حسب تعليمات الطبيب.