من الأمراض المزمنة التي يعاني منها الكثير يمكننا أن نقوم بالحديث عن أزمة ارتفاع ضغط الدم، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية خطيرة لأنه من الوارد أن ينتج عنها العديد من المضاعفات الصحية مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية والفشل الكلوي وما إلى ذلك حيث يحدث هذا نتيجة ضغط الدم على جدران الأوعية الدموية بصورة أكثر من المعتاد. من هنا يلجأ أصحاب هذه الحالة المرضية إلى إتباع أنماط الحياة الصحية ومن ضمنها ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية، وبناء على هذا يتواجد تساؤل هام سنجيب عليه لاحقا آلا وهو هل يمكن لروتين ممارسة الرياضة أن يحد من أزمة ارتفاع ضغط الدم؟.
ما أهمية ممارسة مرضى ضغط الدم المرتفع للتمارين الرياضية ؟
ما أهمية ممارسة مرضى ضغط الدم المرتفع للتمارين الرياضية ؟
في بداية الأمر، يجب علينا معرفة أن آلية ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري منتظم تعد إحدى الطرق غير الدوائية الفعالة في خفض ضغط الدم والتي تحظى بتقدير كبير من قبل الخبراء والمختصين.
على سبيل التوضيح، تساعد العديد من الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية التي يتم القيام بها بشكل منتظم وبكثافة مناسبة في العمل على خفض ضغط الدم إلى مستوى أكثر أمانا، فقد أثبتت بعض الأبحاث أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم بمقدار 5-8 مم زئبق.
من أهم أنوع الرياضات التي يمكن للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الاختيار من بينها يمكننا أن نذكر المشي السريع، والركض، والسباحة، وركوب الدراجات، والقفز على الحبل، واليوغا، والتأمل، وهذا للتحكم في ضغط الدم وتقليل الكثير من مشاعر القلق والتوتر.
من الهام معرفة، أنه في حال ممارسة الرياضة بكثافة معتدلة، فلن يقوم هذا الروتين الإيجابي بالضغط على القلب بشكل سلبي ولكنه يستطيع توفير العديد من الفوائد المستدامة لنظام الدورة الدموية. إلى جانب هذا، فمن المهم أيضا أني يتم السير على مبدأ الإستمرارية لمنع ضغط الدم من الارتفاع مرة أخرى، فالهدف العام هنا يتمثل في ضرورة قضاء 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل كل يوم.
بالرغم من ذلك، ولكي تكون التمارين الرياضية آمنة وجيدة للتحكم في ضغط الدم، فيجب على المرضى استشارة الطبيب قبل أداء أي أنشطة بدنية، بالإضافة إلى ضرورة إستماع أصحاب هذه الحالة المرضية إلى أجسامهم لاكتشاف أي علامات غير الطبيعية.
على سبيل المثال، عند الشعور بالدوار أو بآلام في الصدر أو بمنطقة الفك أو ضيق في التنفس، فيجب على الفور الذهاب لإجراء الفحوصات الطبية من جانب المختصين.
ما هي أهم الأسباب المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم؟
في أغلب الأوقات، لا تظهر أعراض واضحة لارتفاع ضغط الدم في المراحل المبكرة حيث من الوارد أن يعاني الكثير من هذه الأزمة الصحية لسنوات دون أن يدركوا ذلك.
ولكن يجب الآخذ في عين الاعتبار أن هناك بعض العادات التي تزيد من هذه الأزمة الصحية مثل:
1) النظام الغذائي الخالي من الخضروات والفواكه
النظام الغذائي الخالي من الخضروات والفواكه
بشكل رئيسي، يتسبب النظام الغذائي الذي يفتقر إلى الفواكه والخضروات في التأثير على مستويات ضغط الدم بصورة سلبية. الجدير بالذكر، أن هذه النوعية من الأطعمة تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الأساسية مثل البوتاسيوم الذي يساعد على موازنة مستويات الصوديوم في الجسم.
بشكل أكثر توضيحا، يعمل البوتاسيوم على توسيع الأوعية الدموية، مما يترتب على هذا جعل عملية تدفق الدم أسهل ويقلل من الآثار السلبية للصوديوم. لذا، وفي حال عدم تناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، فمن الممكن أن يتراكم الصوديوم في الجسم، ومن هنا تحدث أزمة ارتفاع ضغط الدم.
2) تعاطي المشروبات الكحولية
تعاطي المشروبات الكحولية
يمكن أن تؤثر عادة شرب المشروبات الكحولية البغيضة على ضغط الدم، خاصة مع الأشخاص الذين يتناولون هذه النوعية من المشروبات بشكل دوري منتظم.
من الهام أيضا معرفة، أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بالفعل، فسوف تتسبب هذه المشروبات في ارتفاع ضغط الدم حتى لو كانت بكميات قليلة. لذا، فيجب الإبتعاد عن هذه العادة تماما.
إلى جانب هذا وذاك، فيقوم الكحول بالتقليل من فاعلية أدوية ضغط الدم، مما يعطل هذا الآليات التنظيمية الطبيعية للجسم.
3) قلة فترات النوم
قلة فترات النوم
في حال عدم الحصول على قسط كاف من النوم أو المعاناة من قلة النوم والاستيقاظ المتكرر في منتصف الليل، فسوف تؤدي جميع هذه العوامل إلى زيادة ضغط الدم. على سبيل التوضيح، يلعب النوم دورا مهما في عملية تعافي الجسم، بما في ذلك صحة القلب.
بالإضافة إلى ذلك، فتؤدي أزمة قلة النوم إلى زيادة مستويات هرمون التوتر، مما يؤدي هذا إلى انقباض الأوعية الدموية وضربات القلب بشكل أسرع، وبالتالي زيادة ضغط الدم، وعلى سبيل التأكيد تشير بعض الدراسات إلى أنه في حال الحرمان من النوم لفترات طويلة، فسوف يرتبط هذا الأمر بارتفاع ضغط الدم المزمن.
4) التعرض للإجهاد
التعرض للإجهاد
يعد الإجهاد المطول هو أحد الأسباب الصامتة لأزمة ارتفاع ضغط الدم، فعندما يكون الشخص متوترا، سوف يقوم الجسم بإفراز بعض الهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، مما يؤدي هذا إلى زيادة معدل ضربات القلب وانقباض الأوعية الدموية.
في حال حدوث هذه الحالة بشكل متكرر، فسوف يترتب على هذا الأمر بقاء ضغط الدم عند مستوى مرتفع لفترات زمنية طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الإجهاد ايضا إلى ممارسة بعض العادات الغير صحية مثل الأكل غير المنضبط، وإختيار بعض الأطعمة الغير صحية، واللجوء إلى شرب المشروبات الكحولية، فالجدير بالذكر أن جميع هذه العادات تؤدي إلى ارتفاع مؤشرات ضغط الدم بشكل مرضي ملحوظ.