كما نعلم جميعا أن الحليب يعد مصدرا مهما جدا للعديد من العناصر الغذائية حيث يقوم بتكملة الكالسيوم والبروتين والفيتامينات الأساسية التي يحتاج إليها الجسم، بالإضافة إلى كونه مهم بشكل خاص لدعم صحة العظام والمفاصل، ولكن فيما يتعلق بمرضى السكري فهل يمكنهم تناول الحليب بشكل آمن وصحي وبدون الإضرار بمستويات السكر في الدم؟ هذا ما سنتحدث عنه اليوم بمزيد من التوضيح.
ما مدى أمان تناول مرضى السكري للحليب؟
ما مدى أمان تناول مرضى السكري للحليب؟
يمكن لمرضى السكري شرب الحليب وبكل طمأنينه، ولكن من الضروري اختيار النوع المناسب لهذه الحالة المرضية حيث يُنصح بأن يكون منخفض السكر وقليل الدسم، بالإضافة إلى أهمية تناوله باعتدال لتجنب زيادة نسبة السكر في الدم.
بالرغم من ذلك، فيفضل قبل إدخال الحليب في النظام الغذائي لمرضى السكري أن يتم استشارة الطبيب للحصول على المشورة المصممة خصيصا لحالة كل مريض الصحية الفردية.
في الواقع، لا تؤثر جميع أنواع الحليب على نسبة السكر في الدم بنفس الطريقة، فعلى سبيل التوضيح يحتوي الحليب كامل الدسم على اللاكتوز وهو سكر طبيعي يمتصه الجسم ببطء أما فيما يخص الحليب المنكه أو اللبن المخفوق فيحتويان على السكر المكرر، والذي من السهل أن يسبب زيادة مفاجئة في نسبة السكر بالدم.
في هذه الآونة، لن تساعدنا آلية فهم الفرق بين السكريات الطبيعية والسكريات المضافة في اختيار النوع المناسب من الحليب فقط، بل ستكون أيضا مفتاحا رائع وفعالا في التحكم بنسبة السكر في الدم خاصة للأشخاص المصابين بمرض السكري ومقدمات السكري ومقاومة الأنسولين أو المعرضين لخطر الإصابة به.
إقرأ أيضا: 8 أطعمة يجب تجنب تناولهم مع الحليب
كيف تؤثر السكريات الطبيعية والمضافة في الحليب على نسبة السكر في الدم؟
كيف تؤثر السكريات الطبيعية والمضافة في الحليب على نسبة السكر في الدم؟
أولا: السكريات الطبيعية في الحليب (اللاكتوز)
يعد اللاكتوز هو عبارة عن سكر طبيعي يتواجد في الحليب، ويتكون من الجلوكوز والجالاكتوز. الجدير بالذكر، أن هذه النوعية تكون على عكس السكر المكرر المتواجد في الحلوى أو المشروبات الغازية أو الكعك حيث يأتي اللاكتوز مع العديد من العناصر الغذائية القيمة مثل البروتين والكالسيوم وفيتامين ب 12 واليود.
بوجه عام، يتميز الحليب كامل الدسم الذي يحتوي على اللاكتوز بأن له مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض حيث يتم هضمه ببطء، لذلك فمن غير المرجح أن يتسبب في ارتفاع نسبة السكر بالدم.
ثانيا: السكريات المضافة في منتجات الألبان
على الجانب الآخر، فغالبا ما يحتوي الحليب المنكه مثل حليب الشوكولاتة أو الفراولة أو لاتيه القهوة أو اللبن المخفوق على كميات كبيرة من السكريات الحرة والمعروفة أيضا بالسكريات المضافة.
بكل سهولة، يؤدي الاستهلاك المنتظم لهذه المنتجات إلى تجاوز الجسم عتبة السكر الموصى بها لهذا اليوم، وفي نفس الوقت يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة وفجأة.
كيف يؤثر الحليب على نسبة السكر في الدم؟
كيف يؤثر الحليب على نسبة السكر في الدم؟
1) يحتوي الحليب على مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض (GI)
وفقا لبعض الأبحاث والدراسات، فقد تم إثبات أن الحليب يحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم يبلغ حوالي 46، وهي مجموعة منخفضة، مما يعني هذا أن الحليب يطلق الجلوكوز ببطء في مجرى الدم، مما يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة بدلا من التسبب في ارتفاعها بشكل سريع مثل ما يحدث عند تناول الخبز الأبيض أو المشروبات الغازية السكرية.
2) استجابة الأنسولين
بالإضافة إلى عنصر الكربوهيدرات، فيؤثر البروتين الموجود في الحليب أيضا على نسبة السكر في الدم، مما قد يحفز هذا الجسم على إفراز المزيد من الأنسولين.
بالنسبة للأشخاص الأصحاء، فتدعم هذه الآلية التحكم بنسبة السكر في الدم بشكل أفضل أما بالنسبة للأشخاص الذين يقاومون الأنسولين أو المعرضون لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، فيعد الحليب عنصر يجب مراعاته عند إنشاء القائمة الغذائية المتناولة يوميا.
ما هي فوائد الحليب على الصحة؟
ما هي فوائد الحليب على الصحة؟
– القيمة الغذائية: يعد الحليب مصدر جيد للعديد من العناصر الغذائية مثل البروتين والكالسيوم وفيتامين ب 12 واليود والريبوفلافين. إلى جانب هذا، فيمكننا أيضا ذكر اللاكتوز الطبيعي الموجود في الحليب والذي يعمل على توفير الطاقة ودعم صحة العظام والعضلات والجهاز العصبي. بناء على هذا، فنستطيع اعتبار الحليب الطازج غير المحلى جزءا آمنا من نظام غذائي متوازن.
– ضبط نسبة السكر في الدم: يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري أو مقدمات السكري إلى اتباع الآلية السليمة المتحكمة في عملية تناول الكربوهيدرات، بما في ذلك اللاكتوز في الحليب حيث يأتي هذا الأمر بفضل امتصاصه ببطء ودمجه مع البروتين، ومن ثم الحد من أزمة ارتفاع السكر في الدم المفاجئ. لذلك، غالبا ما ينظر إلى الحليب الطازج على أنه خيار أكثر ودية للنظام الغذائي لمرضى السكر.
– صحة الفم: من غير المرجح أن يتسبب اللاكتوز المتواجد بالحليب في تسوس الأسنان، لكن في حال استهلاك السكر بأي شكل من الأشكال، فمن الممكن أن يساهم هذا الأمر في تلف مينا الأسنان خاصة إذا كانت نظافة الفم سيئة. على سبيل المثال، يحتوي الحليب المنكه على سكريات مضافة تزيد من خطر تسوس الأسنان خاصة عند الأطفال الصغار.
– تغذية الأطفال: يستفيد الأطفال بشكل كبير من العناصر الغذائية الموجودة في الحليب، ومن ثم فيجب أن يكون الحليب كامل الدسم موجودا بانتظام مع الوجبات الغذائية لهذه الفئة العمرية، بينما يجب استخدام حليب السكر المنكه أو المضاف باعتدال فقط لتجنب تجاوز مستويات السكر الموصى بها.
ما هو المدخول اليومي الموصى به من الحليب والسكر؟
ما هو المدخول اليومي الموصى به من الحليب والسكر؟
وفقا لإرشادات الكثير من الخبراء، فيجب ألا يستهلك البالغون أكثر من 30 جراما من السكر الحر يوميا أما بالنسبة للأطفال، فمن الضروري أن يكون الحد المتناول أقل من المذكور مسبقا حيث يختلف هذا المعدل على حسب العمر.
من المهم ملاحظة أن اللاكتوز (السكر الطبيعي) الموجود في الحليب الخام لا يتم تضمينه في هذا الحد أما فيما يخص حساب السكريات المضافة في الحليب المنكه أو اللبن المخفوق أو مشروبات الألبان المصنعة بالكامل فيجب أن تجنبها أفضل روتين لأنها من الممكن أن تدفع استهلاك السكر بسرعة إلى ما بعد المستويات الموصى بها.