توجد العديد من المهن التي تبدو لمعظمنا آمنة وغير ضارة، ولكنها على الجانب الآخر تزيد من فرص الإصابة بالأورام السرطانية وهذا بسبب التعرض للمواد الكيميائية أو الإشعاع أو ممارسة بعض الأنماط الحياتية الغير صحية. من هنا قررنا أن نتحدث الآن وبمزيد من التفصيل على أهم 10 مهن تتعرض بشكل رئيسي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية.
مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية
مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية
في وقتنا هذا، أصبح مرض السرطان هو أحد أهم الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية المقلقة من الوارد أن تصيب بعض الأفراد بسبب العوامل الوراثية وأنماط الحياة في كثير من الأحيان والتي تكون غير صحية على الأغلب.
إلى جانب هذا، فمن المحتمل أن تزداد فرص إصابة بعض ذوات المهن والوظائف بالأورام السرطانية، فمن الهام معرفة أن هذا العامل خطير جدا ولا يمكن الاستخفاف به.
على سبيل التوضيح، تتطلب بعض المهن المحددة تعرض العمال للمواد الكيميائية السامة أو الإشعاع أو البيئات الملوثة لفترة زمنية طويلة، مما يؤدي هذا الأمر إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان.
10 مهن ووظائف تتعرض بشكل رئيسي لمخاطر الإصابة بالسرطان
1) عمال البناء واللحام
عمال البناء واللحام
وفقا لآراء أغلب الخبراء والأطباء المعنيين بدراسة أبحاث السرطان، فمن الوارد أن يتعرض بعض الأشخاص العاملين في مجال البناء بانتظام للأسبستوس (مادة مسرطنة محظورة في العديد من البلدان) وغبار السيليكون وأبخرة اللحام.
الجدير بالذكر، أن جميع هذه المواد تزيد وبشكل رئيسي من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة وورم المتوسطة الجنبي وسرطان المثانة.
2) مصففي الشعر
مصففي الشعر
تحتوي بعض منتجات الشعر مثل الأصباغ والمكابس وأدوات التجعيد على العديد من المواد الكيميائية السامة، فعلى الرغم من أن صالون تصفيف الشعر من الأماكن الواسعة إلى حد ما، إلا أن العمال لا يزالون على اتصال مباشر لفترة طويلة ببعض المواد الضارة مثل الفورمالديهايد، وهي مادة قد صنفتها منظمة الصحة العالمية على أنها مادة مسرطنة.
بناء على هذا الأمر، فتشيربعض الدراسات والإحصاءات إلى أن مصففي الشعر لديهم خطر أعلى من المعتاد للإصابة بسرطان الدم وسرطان المثانة.
3) الطواقم الطبية المعرضة للإشعاعات
الطواقم الطببة المعرضة للإشعاعات
بالنسبة لبعض الوظائف الطبية مثل أخصائي الأشعة وفني الطب النووي، فمن الممكن أن تزداد لديهم مخاطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والورم النقوي المتعدد وسرطان الغدد الليمفاوية خاصة إذا لم يتم اتباع لوائح السلامة الإشعاعية بدقة.
على الرغم من أن المعدات الحديثة قد تحسنت إلى حد ما، إلا أن الواقع يتمثل في تواجد العديد من المستشفيات الصغيرة أو العيادات الخاصة التي لا تزال تتمتع بحماية غير كافية.
إقرأ أيضا: أنواع فحوصات الأورام السرطانية التي يجب إجراؤها بعد سن الـ 50
4) الطيارون والمضيفات
الطيارون والمضيفات
هل جاء على الذهن سابقا أن الطيارين والمضيفات من الوارد تعرضهم بنسب أعلى من المعتاد لمخاطر الإصابة بالورم الميلانيني؟
يبدو هذا الأمر غريب لدى الكثير، ولكن يرجع السبب في ذلك إلى أنه عند الطير على ارتفاعات عالية، فسوف يكون التعرض للإشعاع الكوني أقوى بعدة مرات من التعرض على الأرض.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن التغيير المستمر للمنطقة الزمنية يسبب اضطرابات في إيقاع الساعة البيولوجية ، ويؤثر على جهاز المناعة، ويزيد بشكل رئيسي من خطر الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا.
5) عمال الكيماويات والنفط والغاز
عمال الكيماويات والنفط والغاز
مما لا شك فيه، أنه داخل مصافي الكيماويات والنفط سوف يتعرض العمال لسلسلة من المواد السامة مثل البنزين والتولوين والفورمالديهايد وما إلى ذلك.
الجدير بالذكر، أن جميع هذه المواد يتم تصنيفها ك مواد مسرطنة، وبناء على هذا، فسوف يتعرض الأشخاص الذين يعملون في هذه البيئة لمخاطر الإصابة بسرطان الدم والكبد والرئة والمثانة.
6) المزارعون ورشاشو المبيدات
المزارعون ورشاشو المبيدات
تعد فئة المزارعين من أهم الفئات المعرضة وبصورة كبيرة إلى مخاطر التعرض للسموم الموجودة في الأسمدة والمبيدات الحشرية.
بمزيد من التوضيح، فقد تم حظر أو تقييد بعض المواد المستخدمة في هذه المركبات مثل الغليفوسات أو الأترازين أو الباراكوات في العديد من البلدان المتقدمة بسبب دورها السلبي في زيادة مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس وسرطان الدم وأورام الدماغ.
بالرغم من ذلك، فمن الوارد في العديد من المناطق الريفية اللجوء إلى استخدام العديد من العقاقير الكيميائية هذه والغير خاضعة للرقابة في أغلب الأوقات.
7) عمال الورديات الليلية
عمال الورديات الليلية
فيما يخص روتين العمل في النوبات الليلية، فيجب العلم أن هذا الأمر لا يجعل الجسم متعبا فقط، بل يمكن أن يزيد أيضا من مخاطر الإصابة بالسرطان.
من خلال دراسة بعض الأبحاث المعنية بهذا الأمر، فقد تبين أن اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية تسبب انخفاضا في إنتاج الميلاتونين أحد مضادات الأكسدة الطبيعية، مما يزيد هذا الوضع بدوره من خطر الإصابة بسرطان الثدي، والبروستاتا والقولون والمستقيم.
من المهن المتأثر بهذا الوضع الغير صحي يمكننا أن نقوم بذكر الممرضات وعمال الإنتاج وحراس الأمن.
8) رجال الإطفاء
رجال الإطفاء
عند قيام رجال الإطفاء بممارسة مهامهم في إطفاء الحرائق، فسوف يقوموا بإستنشاق سلسلة من الغازات السامة والجزيئات المجهرية من المواد المحترقة خاصة الصادرة عن المباني القديمة التي تحتوي على الأسبستوس.
بناء على هذا، فقد كان معدل الإصابة بسرطان الرئة والمثانة والبروستاتا في هذه المجموعة أعلى من المعتاد، على الرغم من أنهم أفراد ذو بنيان صحي ويمارسون الرياضة بانتظام.
9) السائقون وعمال المرور
السائقون وعمال المرور
تحتوي انبعاثات الديزل الشائع التعرض لها بشكل خاص في المدن المزدحمة من قبل السائقين وعمال المرور على مستويات عالية من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) والبنزين والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات ، والتي حددتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان على أنها مواد مسرطنة.
بالإضافة إلى ذلك، وفي حال الجلوس لفترة زمنية طويلة وتناول الطعام بشكل متقطع، فسوف يزيد هذا الأمر أيضا من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
10) العاملون في المكاتب
العاملون في المكاتب
حتى بدون التعرض للمواد الكيميائية، فلا يزال العاملون في المكاتب معرضين لمخاطر الإصابة بالسرطان بسبب أنماط الحياة المستقرة والإجهاد المطول وتناول الوجبات الغذائية غير الصحية.
على سبيل الفهم أكثر، فقد تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يجلسون بشكل مستمر لأكثر من 8 ساعات في اليوم هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم والثدي وبطانة الرحم من الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل دوري منتظم.
المعرفة هي أول طرق الوقاية من مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية
المعرفة هي أول طرق الوقاية من مخاطر الإصابة بالأورام السرطانية
بصورة عامة، يعد أمر تحديد المخاطر المهنية هو الخطوة الأولى في رحلة الوقاية من السرطان حيث يحتاج الموظفون إلى أن يكونوا مجهزين بالمعرفة ومعدات الوقاية والفحوصات الصحية الدورية وسياسات الحماية المناسبة من الشركات ووكالات الإدارة.
في الوقت نفسه، يجب على كل شخص أيضا محاولة تعديل أنماط حياته اليومية بداية من أهمية تناول الطعام الصحي إمتدادا إلى روتين ممارسة الرياضة بانتظام، والحد من مشروبات الكافيين، والذهاب لفحص السرطان بشكل دوري منتظم.
الخلاصة، لا يستطيع مرض السرطان التمييز بين الأشخاص، ولكن يمكننا تقليل المخاطر المؤدية إلى زيادة فرص الإصابة به خاصة إذا قمنا بفهم مسبباته وتعاملنا معه بشكل صحيح، بدءا من مكان عملنا.