مع حلول الأجواء الحارة الجالبة للكثير من مشاعر عدم الراحة ومن أهمها التعرق الزائد، فيمكننا أن نذكر أن هذه الآلية هي عبارة عن نمط طبيعي يعمل على تنظيم درجة الحرارة. بالرغم من ذلك، وفي حال المعاناة من أزمة التعرق المفرط فيمكننا أن نقوم بممارسة بعض العادات الصحية الهامة في هذه الآونة للتغلب على هذا الوضع والتي من الوارد أن تتمثل في 3 عادات سنقوم بالتعرف عليهم لاحقا.
ما هي أهم 3 عادات يجب إتباعها للحد من التعرق المزعج خلال الطقس الحار؟
1) العمل على اختيار ملابس صحية قابلة للتنفس
العمل على اختيار ملابس صحية قابلة للتنفس
تساعد الملابس القابلة للتنفس على الحد من أزمة التعرق بشكل فعال حيث يتم ضبط فاعلية هذا الأمر بفضل الأنماط التالية:
– تعزيز دوران الهواء: تعمل الأقمشة القابلة للتنفس مثل القطن أو الكتان أو الأقمشة الاصطناعية المصممة خصيصا لهذه الأجواء الحارة مثل الأقمشة الشبكية والأقمشة ذات الثقوب الصغيرة وما إلى ذلك على السماح للهواء بالدوران بسهولة بين الجسم والبيئة الخارجية، ومن ثم يساعد تدفق الهواء هذا على إبعاد الرطوبة والحرارة المنبعثة من العرق.
– دعم عملية تبخر العرق: تتمثل آلية التبريد الرئيسية للجسم في تبخر العرق من على سطح الجلد، فعند ارتداء ملابس جيدة التهوية، فمن الممكن أن يتلامس العرق بسهولة مع الهواء ويتبخر بشكل أسرع. الجدير بالذكر، أن عملية التبخر هذه تمتص الحرارة من الجسم، مما يساعد هذا على الشعور بالبرودة والجفاف، وبالتالي تقليل كمية العرق الذي يتم إفرازه.
– التقليل من تراكم الرطوبة: تميل الملابس الضيقة غير القابلة للتنفس إلى حبس العرق على الجلد، مما يترتب على هذا خلق بيئة رطبة تتسبب في الشعور بالكثير من أحاسيس عدم الراحة، وتقلل أيضا بشكل فعال من عملية تبخر العرق. من هنا، تقوم الملابس القابلة للتنفس بالعمل على منع تراكم الرطوبة وتحافظ على جفاف البشرة بشكل رائع وفعال.
– التقليل من درجة حرارة الجسم: عن طريق تسهيل عملية التبخر الفعال للعرق وتعزيز دوران الهواء، فتستطيع الملابس القابلة للتنفس أن تتحكم بشكل أفضل في درجة حرارة الجسم. بوجه عام، وعندما لا ترتفع درجة حرارة الجسم، فلن يتعرق كثيرا وبشكل مبالغ فيه.
– الحد من نمو البكتيريا المسببة لرائحة العرق: تعتبر البيئة الرطبة بسبب العرق المحبوس على الجلد حالة مثالية لنمو البكتيريا، والتي تحدث لها بعد ذلك حالة من التحلل ومن هنا تظهر رائحة العرق الكريهة. في هذه الآونة تساعد الملابس القابلة للتنفس على دعم جفاف البشرة، وبالتالي الحد من نمو البكتيريا والتقليل من رائحة الجسم الغير محببة.
2) الحفاظ على معايير النظافة والاستحمام بصورة منتظمة
الحفاظ على معايير النظافة والاستحمام بصورة منتظمة
مما لا شك فيه، أن آلية التعرق هنا هي عبارة عن استجابة فسيولوجية طبيعية لتنظيم درجة حرارة الجسم حيث تعمل الغدد العرقية بناء على إشارات من الجهاز العصبي والهرمونات.
من هنا يمكننا القول بأن روتين الاستحمام المنتظم بشكل مباشر لا يقلل من كمية العرق التي يقوم الجسم بإنتاجها، ولكنه يمكن أن يساعده في الحفاظ طبيعته في صورة أكثر جفافا وراحة، مما يقلل هذا من المشاكل المتعلقة بالعرق.
إلى جانب هذا، فيساعد الاستحمام المنتظم أيضا على تحقيق فوائد متعلقة بالتعرق المفرط، ومن ضمنها:
– التخلص من العرق والدهون: بشكل رئيسي، ومع إرتفاع درجات الحرارة تحدث حالة من تراكم العرق عند إفرازه على سطح الجلد حيث يقوم بالإختلاط مع الزهم والأوساخ والخلايا الميتة، ومن هنا يتم خلق الكثير من مشاعر عدم الراحة بسبب حدوث المعاناة من انسداد المسام والتعرض للإصابة ببعض المشاكل الجلدية مثل حب الشباب والتهاب الجريبات. في هذه الأوقات، يساعد روتين الاستحمام المنتظم على إزالة هذا الخليط، والحفاظ على نظافة البشرة وتهويتها.
– التقليل من رائحة الجسم الكريهة: على الرغم من أن العرق ليس له رائحة، إلا أنه عندما يتحلل بواسطة البكتيريا الموجودة على الجلد، فإنه يسبب رائحة كريهة، ومن ثم يساعد روتين الاستحمام المنتظم في القضاء على البكتيريا الموجودة على سطح الجلد، وبالتالي تقليل الرائحة الكريهة التي يسببها العرق.
– الشعور بالنظافة وبرودة الجسم: بعد خوض تجربة الاستحمام خاصة بالماء الفاتر، فسوف سيشعر الجسم بالانتعاش والبرودة، وما يترتب على هذا الأمر من مشاعر الراحة والإسترخاء.
– زيادة فعالية منتجات التحكم في العرق: في هذه الآونة، وعند اللجوء إلى استخدام منتجات إزالة العرق أو مضادات التعرق، فيجب العلم أنها ستعمل بفاعلية عند ممارسة روتين الاستحمام النظيف مسبقا، ومن هنا فقد وجب علينا التنوية بضرورة تجنب استخدام هذه المنتجات بدون استحمام للبعد عن الروائح الكريهة المختطلة ومن ثم الإصابة ببعض الالتهابات والمشاكل الجلدية.
ثالثا: محاولة خلق بيئة معيشية باردة
محاولة خلق بيئة معيشية باردة
تساعد البيئة المعيشية جيدة التهوية على تقليل التعرق حيث يحدث هذا للأسباب التالية:
– تقليل درجة حرارة الجسم: مما لا شك فيه أنه عندما تكون المناطق المحيطة التي نتواجد بها باردة، فسوف تكون درجة حرارة الهواء أقل من درجة حرارة الجسم، وبناء عليه سيميل الجسم دائما إلى موازنة درجة الحرارة مع البيئة المحيطة. لذلك وعند التواجد في بيئة باردة، فسوف يقوم الجسم بإنتاج كمية أقل من العرق للحفاظ على درجة حرارة ثابتة.
– تعزيز الحمل الحراري: يساعد الهواء الطلق في العمل على تعزيز عملية الحمل الحراري بشكل أكثر كفاءة حيث تتمثل هذه العملية في إنتقال الحرارة من الجسم بسهولة إلى الهواء المحيط بدلا من أن تكون محاصرة بالقرب من الجلد كما هو الحال في بعض الأماكن التي من الوارد أن يتم التواجد بها، ومن هنا لا يصاب الجسم بحالة من التعرق الزائد.
– دعم تبخر العرق الطبيعي: في بعض الأوقات، ومع تعرق الجسم بشكل زائد فسوف يساعد الهواء النقي على تبخر العرق بصورة أسرع، فمن الهام معرفة أن عملية التبخر هذه تأخذ الحرارة بعيدا عن سطح الجلد، مما يجعل الجسم أكثر برودة وجفافا. يجب العلم، أنه عندما يتبخر العرق بشكل فعال، فسوف يتلقى الجسم إشارة بأنه لم يعد بحاجة إلى التعرق ومن هنا يتم الحد من هذه العملية.
– تقليل رطوبة الهواء: عادة ما تكون البيئة جيدة التهوية مصحوبة برطوبة أقل، ومن ثم وعندما تكون رطوبة الهواء منخفضة، فسوف يتبخر العرق بشكل أسرع. في المقابل، وخاصة في البيئات ذات الرطوبة العالية، فسوف تصعب عملية تبخر العرق، وبناء علية سوف يشعر الجسم برهاب الأماكن المغلقة ويميل الجسم إلى التعرق أكثر لمحاولة التبريد.
– تقليل التوتر ودعم سُبل الراحة: يمكن أن تسبب البيئات الحارة والخانقة الكثير من مشاعر الانزعاج والإحباط والتوتر، مما يترتب على هذا تحفيز الجهاز العصبي الودي على العمل بقوة أكبر ومن هنا يتم إفراز الكثير من العرق. في هذه الآثناء، تساعدنا البيئة جيدة التهوية على الشعور بمزيد من الراحة والاسترخاء، مما يساهم هذا الأمر في تقليل التعرق المزعج.