يعد التفاعل الدوائي من أهم المشاكل ذات الطبيعة المعقدة في علاج الكثير من الأمراض خاصة عندما يضطر المرضى إلى استخدام العديد من الأدوية في نفس الوقت وفي حال المعاناة من بعض الأمراض المزمنة التي تتطلب تناول العلاج بشكل دوري منتظم، ومن ثم فمن الوارد أن تسيطر علينا بعض المفاهيم الغير صحيحة تجاه طبيعة التفاعلات الدوائية هذه. بناء على هذا فقد قررنا أن نتعرف اليوم على أهم 3 مفاهيم خاطئة وشائعة حول التفاعلات الدوائية التي من الوارد أن تحدث في كثير من الأوقات.
التفاعلات الدوائية
التفاعلات الدوائية
على الرغم من أن المعلومات حول التفاعلات الدوائية تحظى بشعبية متزايدة، إلا أنه لا يزال هناك العديد من سوء الفهم والمفاهيم الغير صحيحة حول هذه المسألة والتي قد يترتب عليها عدم فاعلية استخدام بعض المنتجات الدوائية حتى قد يصل الأمر إلى حدوث بعض الآثار الجانبية الخطيرة.
3 مفاهيم خاطئة حول أزمة التفاعلات الدوائية
سنقوم فيما يلي وبمزيد من التوضيح بذكر بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة حول التفاعلات الدوائية وكيفية تجنبها عند تعاطي بعض المنتجات الدوائية:
1) حدوث التفاعلات الدوائية فقط عند استخدام الأدوية الموصوفة
حدوث التفاعلات الدوائية فقط عند استخدام الأدوية الموصوفة
يفترض الكثير من الناس أن الأدوية الموصوفة فقط هي التي يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض، ولن تشكل الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) أي مخاطر تفاعلية. الجدير بالذكر، أن هذا الإعتقاد غير صحيح على الإطلاق لأن الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية وحتى المكملات الغذائية والأعشاب يمكن أن تتسبب في حدوث تفاعلات خطيرة وخاصة عند تناولها جنبا إلى جنب مع الأدوية الموصوفة.
على سبيل المثال، يمكن أن يزيد عصير الجريب فروت من تركيز العقاقير المعنية بخفض الكوليسترول الضار في الدم، مما يتسبب هذا في زيادة فرص حدوث آثار جانبية خطيرة تتمثل في تلف العضلات أو قد تتفاعل المكملات الغذائية مثل الجينسنغ مع مضادات التخثر، مما يزيد من خطر النزيف.
عند الرغبة في تجنب هذه الأزمة، فيجب العمل على إخبار الطبيب عن جميع الأدوية التي يتم تناولها، بما في ذلك الأدوية الموصوفة، والمكملات الغذائية والأعشاب.
إقرأ أيضا: إحذري سيدتي.. تناول القهوة مع هذه العناصر الدوائية
2) التفاعلات الدوائية لها دائما آثار سيئة
خطر التفاعلات الدوائية الضارة
كثير من الناس يفترضون أن جميع التفاعلات الدوائية ضارة بالصحة، ولكن على أرض الواقع يجب العلم أن ليست كل التفاعلات الدوائية ضارة.
على سبيل التوضيح، تعد التفاعلات الدوائية مفيدة عندما يمكن أن يساعد دواء آخر على امتصاص أو إبطاء عملية التخلص بشكل أفضل، مما يساعد على زيادة مستويات الأدوية في الدم ومن ثم زيادة فاعلية العلاج. بشكل أكثر توضيحا، قد تقلل مضادات التخثر عند دمجها مع الأسبرين من مخاطر تجلط الدم لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.
بالرغم من ذلك، فينبغي أيضا التعامل مع التفاعلات الدوائية بمزيد من الحذر وتحت إشراف الطبيب أو الصيدلي إذا اتيحت الفرصة.
بناء على هذا، فلا ينصح بالجمع بين الأدوية بشكل تعسفي، لأنها يمكن أن تسبب آثارا غير مرغوب فيها. لذا، فيعد روتين استخدام الدواء المناسب والجرعة المناسبة في الوقت الأمثل أمرا بالغ الأهمية لتحقيق أفضل تأثير علاجي.
3) التجنب هو سبيل الوقاية من أزمة التفاعلات الدوائية
التجنب هو سبيل الوقاية من أزمة التفاعلات الدوائية
يعتقد بعض الناس أن بمجرد تجنب تناول بعض أنواع الأدوية التي يمكن أن تتفاعل مع بعضها البعض، فسوف يكفي هذا الأمر لضمان السلامة عند الاستخدام، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح على الإطلاق لأن هناك عوامل أخرى مثل الظروف الصحية والنظام الغذائي وعادات نمط الحياة التي من الممكن أن تؤثر على هذا الوضع أيضا.
على سبيل المثال، يجب مراقبة استخدام مضادات التخثر مثل الوارفارين عن كثب لأن الأطعمة الغنية بفيتامين K والتي من الوارد أن تتمثل في الخضروات الخضراء يمكن أن تقلل من فاعلية هذه النوعية الدوائية أو من الممكن أيضا أن تتفاعل بعض مضادات الاكتئاب مع الكحول وتزيد من مخاطر الآثار الجانبية الخطيرة.
تتمثل طريقة الوقاية تجاه هذا الأمر، في أنه من الواجب على المرضى أن يلتزموا بنظام غذائي صحي مع أهمية تجنب بعض العادات السيئة مثل شرب الكحول أو التدخين أثناء تعاطي الأدوية المسكنة. إلى جانب هذا، فسوف يحتاج الأطباء أيضا إلى تعديل الأدوية بناء على العوامل الفردية لتقليل مخاطر التفاعلات الدوائية.
الخلاصة، يمكن أن يؤدي سوء الفهم حول التفاعلات الدوائية إلى إتخاذ قرارات خاطئة عند استخدام الدواء، مما يؤثر هذا الأمر بشكل خطير على صحة المرضى. لذا، وعند الرغبة في ضمان السلامة عند تناول الأدوية، فسوف يحتاج المرضى إلى فهم طبيعة المنتجات التي يستخدمونها، والامتثال لوصفات الطبيب وإبلاغهم دائما بشكل كامل بالأدوية أو الأطعمة الوظيفية أو الأعشاب التي يتناولونها.
من الهام معرفة، أن أمر الاستباق في التعلم والامتثال لقواعد السلامة من الأمور التي تساعد على تجنب المخاطر المرتبطة بالتفاعلات الدوائية ومن ثم ضمان فاعلية العلاج المتناول على المدى الزمني الطويل.