تعد أمراض الفم من أكثر أنواع الأمراض شيوعا التي نتعرض لها جميعا كبارا كنا أم صغار. فالجدير بالذكر أن هذه النوعية من الأمراض تقوم بخلق الكثير من مشاعر عدم الراحة والألم خاصة أن هذه المنطقة تتعلق بروتين يومي لا يمكن الإستغناء عنه ألا وهو تناول الطعام، فعلى الرغم من أنها لا تحمل بين ثناياها أي معالم من معالم الخطورة إلا أننا بوجه عام يجب أن نقوم بالتعرف على أهم 3 أمراض شائعة تصيب تجويف الفم من خلال سطور مقالنا القادمة وهذا لمعرفة كيفية التعامل معها بشكل صحي سليم.
أهم 3 أمراض شائعة تصيب منطقة تجويف الفم
أولا: الهربس
يعتبر أمر الإصابة بالهربس من أهم المشاكل الشائعة التي تصيب منطقة تجويف الفم. الجدير بالذكر أن الفيروس المسبب لهذه الحالة المرضية يقوم بالإنتقال عادة عن طريق الاتصال الوثيق أو التقبيل أو استخدام الأغراض الشخصية المشتركة مع شخص حامل له.
بوجه عام يظهر الهربس في مجموعات حمراء متقرحة خارج منطقة الفم، وعادة ما يكون في منطقة حول الشفاه، وأحيانا تحت الأنف، أو حول الخدين، فمن الهام معرفة أن العقيدات المتقرحة الظاهرة هذه تحتوي على سائل وقد يحدث لها تمزق مما يؤدي هذا إلى عملية تصريف السوائل. لذلك فهو يعد مرض شديد العدوى.
من الهام معرفة أنه من الممكن أن تصاحب عدوى فيروس الهربس أعراض تشبه الأنفلونزا وتسبب المعاناة من التهاب الحلق، فإلى وقتنا هذا لا يوجد علاج محدد لهذا الفيروس حيث أنه بمجرد الإصابة به يظل يتواجد داخل الجسم ويتطور أحيانا إلى مرحلة متقدمة ومؤلمة للشخص المصاب.
في ختام مرحلة هذا الفيروس، فسوف يزول الهربس من تلقاء نفسه بعد حوالي أسبوع، ولكن يجب أن يلجأ المريض إلى إستخدام التخدير الموضعي المتوفر في الصيدليات للعمل على تخفيف الآلام بالإضافة إلى إمكانية قيام الطبيب المعالج بوصف أدوية إضافية أخرى مضادة للفيروسات لتقليل مدة قرحة عقيدات الهربس.
إقرأ أيضا: الهربس .. أعراضه وأسبابه وطرق الوقاية منه
ثانيا: داء المبيضات
داء المبيضات الفموي أو ما يعرف لدى البعض بالقلاع الفموي أو فطر اللسان أو القلاع هو أحد أهم الالتهابات التي تصيب تجويف الفم بسبب تعرض الإصابة لشكل من أشكال بكتيريا الخميرة التي تسمى المبيضات وتتكاثر في بطانة حلق الفم.
عادة، يتواجد فطر المبيضات بكميات معتدلة في داخل الفم، ولكن في بعض الأحيان وبسبب حدوث بعض أنواع الخلل في النظام البيئي الميكروبيولوجي في الفم أو بسبب انخفاض مقاومة الجسم، فمن الممكن أن ينمو هذا الأمر ويسبب فطار اللسان عند البالغين ذات اللون الأبيض أو الأصفر.
عندما يتجلى داء المبيضات مع لويحات بيضاء ناعمة على خلفية حمراء، فمن الممكن أن يسبب هذا الأمر العديد من مشاعر الألم وعدم الراحة حتى يصل الأمر إلى حدوث النزيف. فكما ذكرنا أن داء المبيضات ناتج عن الفطريات ويتطور بسرعة خاصة عندما يكون الفرد ذات جهاز مناعي ضغيف غير مقاوم لأي نوعية من الأمراض.
يجب العلم أن الأشخاص الذين يعانون من حالة بدنية ضعيفة والذين يتمثلوا في كبار السن والأطفال والأشخاص الذين يعانون من أمراض جهازية مزمنة مثل مرض السكري هم أكثر الفئات المعرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بداء المبيضات.
عند الحديث عن بعض الأدوية مثل الستيرويدات أو أدوية علاج السرطان، فمن الهام معرفة أنها من الممكن أن تزيد من خطر العدوى الفطرية إلى جانب المضادات الحيوية التي تزيد أيضا من خطر نمو الفطريات لأنها تعمل على تغيير توازن البكتيريا في الفم.
يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه إذا تم العثور على بقع بيضاء داخل الفم، فيجب على الفور أن يتم استشارة الطبيب المختص لتلقي العلاج المناسب لهذه الحالة المرضية. فالجدير بالذكر أنه عادة ما يكون داء المبيضات الفموي غير شائع عند الأطفال الأكبر سنا والمراهقين والبالغين الأصحاء.
ثالثا: التهاب الفم التقرحي
يعد هذا النوع من الالتهاب في الواقع هو عبارة عن التهاب تقرحي يصيب الغشاء المخاطي للفم حيث أنه يعد شائع جدا خاصة في الطقس الحار. فييجب العلم أن هذا المرض مؤلم بصورة كبيرة ويؤثر على آلية تناول الطعام والمعيشة ويحتاج إلى تلقي طرق العلاج الصحيحة.
عادة، ما يتطور التهاب الفم التقرحي داخل تجويف الفم مع ظهور بثور بيضاء ورمادية مع حدود حمراء حولها. فيمكننا القول أن هذا المرض ليس معديا حيث من الوارد ظهور واحدة أو أكثر من العقيدات الالتهابية المزعجة والمؤلمة.
في كثير من الحالات، يكون سبب هذا المرض غير معروف ولكن معظم تقرحات الفم تحدث بسبب المعاناة من تلف الأنسجة الرخوة في داخل تجويف الفم. بوجه عام يجب الإطمئنان أن التهاب الفم التقرحي هذا يتم التعافي منه من تلقاء نفسه في خلال 1-2 أسابيع، وفي حالة عدم القدرة على تحمل الألم، فيمكن أن نعمل على تخفيف هذا بإستخدام التخدير الموضعي وغسول الفم المضاد للبكتيريا.
ملحوظة:
الأطعمة الحارة والمالحة التي تحتوي على الأحماض مثل الليمون وعصير الفاكهة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم حالة التهاب الفم التقرحي.
نصائح هامة عند الرغبة في التعامل بشكل صحيح مع هذه الحالات المرضية
عند الرغبة في الوقاية من أمراض الأسنان بشكل عام والأمراض ذات الصلة بالفم، فمن الضروري أن يتم العمل على إجراء نظافة فموية نظيفة بصورة دائمة ومنتظمة. فعلى وجه التحديد، يجب علينا تطبيق ما يلي:
- العمل على تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين في اليوم على الأقل والخيط مرة واحدة على الأقل.
- استبدال فرشاة الأسنان بشكل منتظم عند الإصابة بأي حالة مرضية مما سبق ذكرها وهذا حتى يزول المرض بشكل سليم وسريع.
- تجنب إستخدام غسول الفم أو البخاخات لأن ذلك يمكن أن يغير الغطاء النباتي الطبيعي في الفم.
- الغرغرة بالماء المالح الدافئ.
- تجنب مشاركة فرشاة الأسنان مع أحد.
- تناول الطعام بشكل صحي والانتباه إلى ضرورة إضافة الأطعمة الغنية بالزنك.
- العمل على تناول المزيد من الخضروات الخضراء والفواكه الطازجة. ، و
- شرب كميات كافية من الماء كل يوم.
- تجنب تناول الأطعمة ذات الألوان الصناعية والنكهات والمواد الحافظة.
- البعد تماما عن تناول المشروبات الغازية والكافيين.
- زيارة طب الأسنان بشكل دوري خاصة مع مرضى السكري أو من يقوموا بإرتداء أطقم الأسنان.
- الحد من كمية السكر والخميرة الموجودة في الأطعمة اليومية.