مع التقدم في العمر تصبح عملية فقدان الوزن أكثر صعوبة مما كانت عليه في المراحل العمرية الأصغر سنا، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يحدث نتيجة التعرض للعديد من العوامل ومن هنا قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على 4 أسباب من الوارد أن تعيق وبشكل رئيسي من عملية فقدان الوزن في مرحلة منتصف العمر.
ما هي أهم 4 أسباب تؤدي إلى إعاقة فقدان الوزن في مرحلة منتصف العمر؟
1) فقدان العضلات المرتبط بالعمر
فقدان العضلات المرتبط بالعمر
تبدأ كتلة العضلات الخالية من الدهون بالجسم في الانخفاض بنسبة 3-8٪ كل عقد وخاصة من بعد بلوغ سن الـ 30 عاما، فالجدير بالذكر ان هذه العملية تسمى بضمور العضلات.
إلى جانب هذا، فمن الوارد أن يتم فقدان العضلات أيضا نتيجة محدودية أداء الأنشطة البدنية وبسبب بعض الحالات الصحية المرتبطة بالعمر مثل المعاناة من التهاب المفاصل، والاضطرار إلى الجلوس نتيجة التعرض لبعض الإصابات أو الجراحات، فمن الهام معرفة أن كل هذه العوامل الفردية لا تسبب انخفاضا كبيرا بشكل مبدأي، ولكنها إذا تراكمت، فسوف تزيد من مخاطر فقدان العضلات.
من هنا يمكننا القول بأن العضلات الخالية من الدهون تقوم بالعمل على حرق سعرات حرارية أكثر من الدهون حتى أثناء فترات الراحة، وعلى سبيل التوضيح هناك القليل من العضلات الخالية من الدهون، ومن ثم يصبح أمر تناول السعرات الحرارية في حرق الدهون غير فعال، مما يؤدي هذا الأمر إلى زيادة الوزن.
2) التغيرات الهرمونية
التغيرات الهرمونية
في مرحلة منتصف العمر، يعاني كل من الرجال والنساء من تغيرات في مستويات الهرمونات حيث أنهم يكونون عرضة لزيادة الوزن. على سبيل التوضيح، وفيما يخص النساء، تحدث حالة انقطاع الطمث عادة بين سن الـ 45 و55 عاما، مما يتسبب هذا الأمر في انخفاض كبير في مستويات هرمون الاستروجين، مما يزيد هذا من الوزن الزائد الذي يتراكم حول منطقة البطن.
من الهام معرفة، أنه من الممكن أن يؤدي هذا التغيير في تخزين الدهون إلى زيادة الوزن وزيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول ومرض السكري من النوع 2.
بالإضافة إلى ذلك، تؤدي حدوث التقلبات في مستويات هرمون الاستروجين خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث إلى حدوث التقلبات المزاجية ومن ثم يصبح من الصعب الالتزام بنظام غذائي صحي وخطة تمارين رياضية مناسبة.
في الوقت نفسه، يعاني الرجال من انخفاض كبير في هرمون التستوستيرون مع تقدمهم في العمر حيث يبدأ هذا الهرمون في الانخفاض تدريجيا في سن الـ 40 بمعدل حوالي 1-2٪ سنويا.
يجب العلم أن هرمون التستوستيرون مسؤول عن تنظيم توزيع الدهون والقوة وكتلة العضلات، فمع حدوث إنخفاضه سوف يتسبب هذا في جعل الجسم أقل كفاءة في حرق السعرات الحرارية.
إلى جانب هذا، فمن الوارد خلال مرحلة منتصف العمر أن تتسبب الغدة النخامية في إبطاء عملية إنتاج هرمون النمو ذات الدور الرائع والفعال في بناء العظام والحفاظ على كتلة العضلات. لذلك، ومع انخفاض هرمون النمو، يصعب على الجسم بناء العضلات والحفاظ عليها، مما يؤثر هذا الأمر أيضا على السعرات الحرارية التي يقوم الجسم بحرقها.
إقرأ أيضا: كيف نعمل على إصلاح 3 مشاكل جلدية شائعة في منتصف العمر؟
3) البطء في عملية التمثيل الغذائي
البطء في عملية التمثيل الغذائي
يمكن أن يؤدي انخفاض كتلة العضلات إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي في الجسم أو بمعنى أدق إبطاء تحويل السعرات الحرارية من الطعام إلى طاقة، فعلى سبيل التوضيح أكثر، وفي حالة تواجد المزيد من الدهون وقلة الكتلة العضلية، فسوف يترتب على هذا الأمر التقليل من آلية حرق السعرات الحرارية.
الجدير بالذكر أيضا، أنه مع التقدم في العمر يصبح الكثير من الناس أقل نشاطا لأسباب مختلفة، مما يؤدي هذا إلى إبطاء عدد السعرات الحرارية التي يتم حرقها، ومن ثم يتم إكتساب الكثير من الوزن الزائد.
يجب العلم أن عدد السعرات الحرارية التي يستخدمها الجسم أثناء الراحة تعرف بمسمى معدل الأيض الأساسي، بالإضافة إلى كتلة العضلات التي تعد هي العامل الرئيسي الذي يحدد هذه النسبة. لا يمكننا أيضا أن نتجاهل عامل العمر وحجم الجسم والجنس لما لهم من تأثير مباشر على معدل الأيض داخل الجسم.
بوجه عام، يميل الرجال إلى امتلاك دهون أقل في الجسم وعضلات أكثر من النساء في نفس العمر والوزن أما فيما يخص الأشخاص الأكبر حجما أو الذين لديهم عضلات أكثر، فهم يقومون بحرق المزيد من السعرات الحرارية حتى أثناء فترات الراحة.
بالرغم من ذلك، يمكن أن تؤثر بعض الحالات الصحية مثل قصور الغدة الدرقية أو متلازمة كوشينغ على عملية التمثيل الغذائي وخاصة مع مراحل العمر المتقدمة.
4) الإنشغال بالمهام العملية
الإنشغال بالمهام العملية
عندما بلوغ الأربعينيات والخمسينيات من العمر، فمن الوارد أن تكون حياتنا المهنية بالفعل في ذروتها وإزدهارها ولكنها تقوم أيضا بجلب العديد من التحديات الخاصة في عملية إنقاص الوزن.
بمزيد من التوضيح، يؤثر العمل المتراكم والمزدحم على النشاط البدني حيث من الممكن أن يعيق الإجهاد المرتبط بالعمل أيضا من عملية إكتساب الوزن الصحي حيث يزيد هرمون الإجهاد الكورتيزول من مستويات هرمون الجريلين، ومن ثم تزداد الشهية الغذائية بشكل ملحوظ، ومن هنا تحدث أزمة زيادة الوزن.