مع وصول النساء إلى مرحلة انقطاع الطمث، فيحدث للجسم العديد من التغيرات الهرمونية والفسيولوجية. على سبيل المثال وبسبب انخفاض هرمون الاستروجين، فتحدث المعاناة من بعض أمراض التمثيل الغذائي مثل اضطرابات توازن الطاقة وتوزيع الدهون والتمثيل الغذائي للسكر والدهون، مما يزيد هذا الوضع من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. بشكل أكثر توضيحا، سنتعرف اليوم على أهم 4 أمراض تتعلق بالتمثيل الغذائي وشائع إصابة النساء بها بعد انقطاع الطمث، وهذا بشكل توضيحي مفسر.
ما هي أهم 4 أمراض استقلابية شائعة لدى النساء بعد انقطاع الطمث؟
1) مرض السكري من النوع 2
مرض السكري من النوع 2
عند وصول النساء إلى سن اليأس، فيصبحن معرضات للإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسب متزايدة بسبب انخفاض هرمون الاستروجين، والذي يمكن أن يزيد من مستويات السكر في الدم وتباعا يصبح من الصعب السيطرة على المرض.
الجدير بالذكر، أن فترة انقطاع الطمث هذه ترتبط بمستويات غير مستقرة من هرمون الاستروجين والبروجسترون، مما ينتج على هذا زيادة الوزن قبل وأثناء انقطاع الطمث.
يجب العلم أيضا، أن مشكلة زيادة الوزن يمكن أن تحدث بسبب التغيرات التي تطرأ على كل من الهرمونات وكتلة العضلات وأنماط الحياة، وتباعا يمكن أن تؤدي زيادة الوزن الحادثة هذه إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يزيد هذا من خطر الإصابة بمرض السكري.
يمكن أن تشمل أعراض ما قبل انقطاع الطمث ألما في الصدر وجفاف المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية واضطرابات المسالك البولية واضطراب النوم، فمن الهام معرفة أن جميع هذه الأعراض تؤثر على العوامل الجسدية والعاطفية والنفسية.
أما فيما يخص النساء المصابات بداء السكري قبل انقطاع الطمث، فهن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام أو بعض المشاكل الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تؤدي الهبات الساخنة إلى الشعور بالانفعال الزائد والحرارة المرتفعة والتعرق.
من الواجب علينا أيضا معرفة، أنه من الممكن أن يؤدي انقطاع الطمث إلى رفع مستويات السكر في الدم بشكل متقطع أما فيما يتعلق بأعراض ما قبل انقطاع الطمث، فمن الممكن أن تتفاقم بسبب مرض السكري.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تتسبب مشاعر التعب وعدم القدرة في حدوث خلل بأنظمة تناول الطعام وممارسة الرياضة، مما يجعل من الصعب التحكم في مستويات السكر بالدم.
لذلك، يحتاج أصحاب هذه الحالة المرضية إلى اتباع نظام غذائي منخفض السكريات والنشويات سريعة الامتصاص مع أهمية زيادة الخضروات الخضراء والحبوب الكاملة المتناولة؛ وممارسة الرياضة بانتظام، والالتزام بإجراء فحوصات دورية للتحقق من الـ HbA1c وجلوكوز الدم أثناء الصيام.
إقرأ أيضا: 3 فوائد صحية لممارسة التمارين الرياضية أثناء مرحلة انقطاع الطمث
2) عسر شحميات الدم
عسر شحميات الدم
يحدث أزمة عسر شحميات الدم المرضية لدى النساء بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض هرمون الاستروجين، مما يؤدي هذا إلى زيادة الكوليسترول السيئ (LDL) وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL) ، وتباعا زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
لذا، فسوف تحتاج النساء في هذه الفترة إلى اتباع كل السُبل للتحكم في أوزانهن حيث العمل على ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الطعام الصحي ، والذهاب لفحوصات صحية منتظمة للكشف عن هذه الحالة مبكرا.
للحد من عسر شحميات الدم، فمن الواجب على النساء بعد انقطاع الطمث التحكم في عملية تناول الدهون المشبعة (اللحوم الحمراء والأطعمة المقلية)، وزيادة أوميغا 3 من الأسماك الدهنية والزيوت النباتية، والعمل على ممارسة الرياضة على الأقل 150 دقيقة / أسبوع؛ وتناول الأدوية العلاجية المعنية بالتعامل مع نقص شحميات الدم إذا لزم الأمر وتحت إشراف طبي.
3) ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم
تحدث أزمة ارتفاع ضغط الدم لدى النساء بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض هرمون الاستروجين الذي يساهم بشكل رئيسي في فقدان مرونة الأوعية الدموية وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتباعا يمكن أن تتسبب هذه الحالة في ظهور بعض العوارض المرضية مثل الصداع والهبات الساخنة والقلق والتعب وزيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب.
للحد من أزمة ارتفاع ضغط الدم الصحية، فمن الضروري تقليل الملح في النظام الغذائي المتناول حيث يجب أن يكون أقل من 5 جم / يوميا مع أهمية الحفاظ على الوزن الصحي، والبعد عن تناول المشروبات الغازية والسكرية والإقلاع عن التدخين ، وفحص ضغط الدم بشكل دوري منتظم.
4) الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)
الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)
يعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي (MASLD) لدى النساء بعد انقطاع الطمث من أكثر الأمراض شيوعا بسبب التغيرات الهرمونية، وخاصة نقص هرمون الاستروجين، مما يؤدي هذا إلى زيادة دهون البطن ومقاومة الأنسولين واضطرابات التمثيل الغذائي، والمعاناة من مضاعفات القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع 2.
بوجه عام، يمكن أن تتطور العواقب السلبية لهذه الحالة المرضية إلى التهاب الكبد الدهني وتليف الكبد وسرطان الكبد. لذلك، يعد من الضروري أن تلتزم المرأة بتناول الطعام الصحي والعمل على فقدان الوزن بأمان وزيادة التمارين الرياضية وفحص إنزيمات الكبد بشكل دوري.
خلاصة الأمر، تواجه النساء في سن اليأس العديد من مخاطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي والتي تحدث بسبب انخفاض هرمون الاستروجين. لذا، فمن الواجب أن يتم التعامل مع هذه الفترة بمزيد من الطمأنينة ومراعاة آلية تناول الأكل الصحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على الوزن الثابت، وإجراء الفحوصات الصحية المنتظمة حيث تعد هي المفتاح لمساعدة النساء على الوقاية من الأمراض المزمنة والسيطرة عليها بشكل فعال وحماية صحتهن على المدى الطويل.